ثمة مهن يستمر عمل أصحابها حتى ساعات الصباح الأولى من فجر العيد، بل إن أصحابها لا يعرفون النوم ليلة العيد، وذلك بحكم الإقبال الشديد عليها من قبل المواطنين الذين يريدون الاحتفال بهذه المناسبة، وهم في أبهى صورة، كما أن أصحاب هذه المهن يجدون في «وقفة العيد» فرصة مثالية لتحسين دخلهم، وخدمة زبائنهم، الذين يحرصون على توفير متطلباتهم واحتياجاتهم في مثل هذا اليوم من كل عام. من هؤلاء، أصحاب صالونات الحلاقة، محلات الملابس، ومحال المخابز والحلويات، وجميع هذه المهن، يتطلب عملها وصل الليل بالنهار ليلة العيد. يوضّح عبد الكريم غنام، صاحب محل حلاقة للرجال في رام الله، أن عمله يستمر حتى ساعات الصباح الأولى من يوم العيد، بسبب الإقبال الشديد من قبل زبائنه الذين يفضّلون أن يتزينوا قبل العيد بيوم، وخصوصاً الشباب والأطفال، لافتاً إلى أن ليلة العيد تكون الأكثر حضوراً للزبائن، وتحتاج لساعات عمل مكثفة وطويلة. يقول غنام: «غالبية زبائني يحجزون مسبقاً عن طريق الهاتف، وتسود أجواء حميمية ليلة العيد مع الزبائن، فأشاركهم الفرحة بقدوم هذه المناسبة السعيدة». ويوالي غنام، أنه في ليلة العيد لا ينام، فيبقى مستيقظاً حتى ينهي تزيين آخر زبون لديه، ويكون هذا مع ساعات الفجر، ومن ثم يذهب إلى منزله كي يتجهّز لصلاة العيد، ومن ثم زيارة الأهل والأصدقاء، ولا ينام قبل ساعات العصر من يوم العيد، بعد أن يكون قد انتهى من زيارة من يخصونه لتقديم التهاني لهم. وتبقى الكثير من محال بيع الملابس مشرعة أبوابها حتى دخول فجر العيد، كونها تلقى إقبالاً شديداً، وتنتهز هذه المحال فرصة العيد، لعرض أفضل ما لديها من موديلات حديثة لجذب الزبائن، من خلال العروضات الخاصة بالعيد، في محاولة لاستمالة المواطنين للشراء. يقول محمـد ربحي وهو صاحب محل بيع ملابس للصبايا: «يشتد الإقبال على الشراء ليلة العيد، لدرجة تشعر أن العيد جاء فجأة!.. فلا تستطيع إغلاق محلك وفيه زبون واحد، وهناك عائلات تخرج بشكل جماعي للتسوق ليلة العيد، بعيداً عن الأجواء الحارّة في النهار، ما يفرض علينا التأخير حتى الصباح»، مؤكداً: «رغم التعب، إلا أننا نشعر بالأجواء المصاحبة للعيد، من حيث التسوق وحرص المحتفلين على استقبال العيد بثياب جديدة، تعبّر عن فرحتهم بالزائر الجميل». من أهم المحال التي يكثر الإقبال عليها ليلة العيد، محال بيع الحلوى والبن والمكسرات بأنواعها، وخصوصاً «كعك العيد» الذي يرتبط بالأعياد في فلسطين. يقول أبو محمود الذي يعمل في محل لبيع الحلويات في مدينة رام الله: «في ليلة العيد يشتد الطلب على كعك العيد المحشو بالتمر، ويستمر هذا حتى الصباح، ولا مفر من تلبية طلبات الزبائن، ومشاركتهم الفرحة، من خلال تمكينهم من استقبال العيد كما يريدون». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :