مفارقات | المركز الثالث في المونديال يقود لفضيحة!

  • 10/15/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد | محمود ماهر - سيغيب المنتخب الهولندي للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود عن نهائيات كأس أمم أوروبا بعد أن فشل في التغلب على تركيا وايسلندا والتشيك خلال مشاركته في التصفيات المؤهلة إلى البطولة المقرر إقامتها في فرنسا العام المقبل. ما حدث للفريق سَبب صدمة لعشاق الكرة الجميلة، خاصةً الغاضبون من التألق الملحوظ للمنتخبات الاسكندنافية والبريطانية في هذه التصفيات، حيث تأهلت ايسلندا بشكل مباشر صحبة إنجلترا وويلز وآيرلندا الشمالية، بينما نجحت منتخبات النرويج والدنمارك والسويد وجمهورية آيرلندا” في خطف ورقة الملحق. المنتخب الهولندي اكتسح إسبانيا وتجاوز مفاجآت أستراليا وتشيلي والمكسيك كوستاريكا في طريقه نحو انتزاع المركز الثالث في مونديال 2014 على حساب البرازيل بتشكيلة معظمها من اللاعبين صغار السن دفعت البعض للتكهن بمستقبل مبهر للفريق في يورو 2016. لكن لعنة المركز الثالث في المونديال ضربت هولندا مثلما ضربت من قبل ستة منتخبات أوروبية منذ عام 1982 حتى 2002. الحكاية بدأت في مونديال إسبانيا عام 1982 عندما أبهرت بولندا العالم باحتلالها للمرتبة الثالثة، إلا أن نجومية الفريق سرعان ما تقهقرت وتراجعت بالفشل في الصعود إلى أمم أوروبا 1984 التي توجت بها فرنسا على أرضها بقيادة الأسطورة «ميشيل بلاتيني». وأصابت فرنسا نفس هذه اللعنة، ففي مونديال المكسيك 1986 خطف رفاق “بابان المركز الثالث من بلجيكا برباعية لهدفين في مباراة تحديد المركز، وفي تصفيات يورو 1988 أخفقوا!. وتواصلت هذه الظاهرة العجيبة مع منتخب أكثر شهرة وقوة، هو المنتخب الإيطالي، بطل مونديال 1982 وثالث الترتيب نسخة 1990 التي استضافها، إذ غاب عن نهائيات يورو 1992 التي حسمتها الدنمارك. وبعد ست سنوات، فشل المنتخب السويدي في المشاركة ببطولة يورو 1996 رغم المستوى المذهل الذي قدمه مع جورج هاجي في مونديال 1994 واحتلال المركز الثالث على حساب المنتخب البلغاري. وحدث الشيء نفسه مع ثالث العالم في مونديال فرنسا 1998 “كرواتيا” بغيابه عن يورو 2000 وسط صدمة العشاق الجدد لهذا المنتخب الواعد مع الهداف القدير “دافور سوكر”. وكان المنتخب التركي آخر منتخب حقق المركز الثالث في المونديال وفشل في الترشح لبطولة أمم أوروبا في العام التالي، عندما خطف المركز الثالث من منتخب كوريا الجنوبية بمونديال 2002 مع هاكان شوكور وإلهان مانسيز وحسن شاش، الأمر الذي أدى لانتهاء هذا الجيل الرائع. وتجنب المنتخب الألماني الذي احتل المركز الثالث في مونديالي 2006 و2010 هذه المأساة بفضل العمل الشاق للاتحاد بتثبيت الإطار الفني والإداري فمنذ إقالة رودي فولر بعد توديعه للدور الأول من يورو 2004 استعان الاتحاد بكلينسمان ويواخيم لوف فقط للاشراف على تدريب الفريق. على النقيض من هولندا التي تمادت في التخبط بتعيين 7 مدربين في آخر 15 سنة، لتتحول على مدار السنوات الماضية من بطل لأوروبا ومرشح دائم للفوز بالبطولات إلى مُجرد منافس على اللقب ثم إلى حصان أسود ومن ثم إلى مفاجأة سارة، وأخيرًا إلى منتخب يواجه صعوبات كبيرة من أجل بلوغ نهائيات يورو. بالتالي فلا يمكن إلقام اللوم على اللعنات أو ما شابه أكثر من إلقام اللوم على النظام غير المناسب المتبع في الاتحاد الهولندي لكرة القدم، واهمال الأندية لتطوير أداء المدافعين، فمنذ اعتزال ياب شتام لم يبرز على الساحة مدافع هولندي بنفس قوته وجسارته. للتواصل مع (محمود ماهر) عبر تويتر  - اضغط هنا @MahmudMaher

مشاركة :