حواجز اسرائيلية على مداخل الاحياء الفلسطينية في القدس وعباس يحذر من "صراع ديني"

  • 10/15/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

وضعت اسرائيل حواجز تفتيش على مداخل الاحياء الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة، وذلك في اطار سلسلة اجراءات تهدف لوقف الهجمات الفلسطينية التي استمرت الاربعاء، في حين حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من "إشعال فتيل صراع ديني يحرق الأخضر واليابس". وقال عباس في خطاب مسجل بثه التلفزيون الرسمي وهو الاول له منذ اندلاع موجة العنف الراهنة "سوف نستمر في كفاحنا الوطني المشروع الذي يرتكز على حقنا في الدفاع عن النفس، وعلى المقاومة الشعبية السلمية والنضال السياسي والقانوني". وحذر عباس من ان استمرار "الارهاب" الاسرائيلي "ينذر بإشعال فتيل صراع ديني يحرق الأخضر واليابس، ليس في المنطقة فحسب، بل ربما في العالم أجمع"، مشددا على انه "يدق ناقوس الخطر أمام المجتمع الدولي للتدخل الايجابي قبل فوات الأوان". واكد عباس "لن نقبل بتغيير الوضع في المسجد الأقصى المبارك، ولن نسمح بتمرير أية مخططات إسرائيلية تستهدف المساس بقدسيته وإسلاميته الخالصة، فهو حق لنا وحدنا، للفلسطينيين وللمسلمين في كل مكان". واضاف "لن نبقى رهينة لاتفاقيات لا تحترمها إسرائيل، وسنواصل الانضمام الى المنظمات والمعاهدات الدولية، وملفاتنا الآن (...) أمام المحكمة الجنائية الدولية وسنقدم ملفات جديدة حول الإعدامات الميدانية التي تمارس بحق أبنائنا وبناتنا وأحفادنا". وقد استمرت الاربعاء الهجمات التي ينفذها شبان فلسطينيون بواسطة سكاكين، وقع هجومان في القدس بعد ظهر الاربعاء نفذهما شابان فلسطينيان واسفرا عن اصابة عجوز اسرائيلية بجروح خطرة ومقتل المهاجمين برصاص الشرطة. وقالت الشرطة ان شابا فلسطينيا حاول طعن حارس امن عند احد مداخل البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة ولكنه قتل بالرصاص قبل ان يتمكن من ان يؤذي أحدا. وقالت الشرطة في بيان "ركض ارهابي ومعه سكين على حارس امن كان يرافق عائلة في باب العمود وتعاملت الشرطة معه". وقالت وسائل الاعلام الفلسطينية ان الشاب يدعى باسل باسم سدر (20 عاما)، من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة. وبعدها بقليل اعلنت الشرطة انها قتلت شابا فلسطينيا (23 عاما) هاجم بسكين سيدة يهودية في السبعينات من عمرها قرب محطة الحافلات المركزية في القدس مما ادى الى اصابتها بجروح خطرة. وبحسب مراسلة وكالة فرانس برس فان حالة من الهلع والفوضى سادت موقع الهجوم الذي يعتبر من الاكثر اكتظاظا في القدس. وروت المراسلة ان عناصر الشرطة كانوا يطاردون رجلا على ما يبدو وقد طلبوا من المارة الاحتماء، مشيرة الى انها شاهدت عناصر من القوات الخاصة يركضون خلف رجل بينما كان احدهم يصرخ "هذا هو الارهابي". ووضعت الشرطة الاسرائيلية نقاط تفتيش امام حي جبل المكبر في القدس الشرقية المحتلة. وكان الشبان الفلسطينيون الثلاثة الذين شنوا الثلاثاء هجومين احدهما استخدم فيه الرصاص لاول مرة من حي جبل المكبر. وقتل ثلاثة اسرائيليين في هجومي الثلاثاء، اثنان داخل حافلة في هجوم استخدم فيه سلاح ناري في القدس الشرقية والثالث طعنه فلسطيني بعد ان صدم مارة بسيارته في القدس الغربية. ولاول مرة استخدم سلاح ناري في هجوم بسلاح ناري في القدس منذ اندلاع موجة العنف في الاول من تشرين الاول/اكتوبر والتي خلفت 30 قتيلا فلسطينيا وسبعة قتلى اسرائيليين. ويذكر هذا الهجوم بالهجمات التي شنت في الانتفاضتين الفلسطينيتين الاولى عام 1987 والثانية عام 2000، حيث كانت وسائل النقل العامة الاسرائيلية هدفا للهجمات. ميدانيا بدأت الشرطة الاسرائيلية باقامة حواجز تفتيش في الاحياء العربية في القدس الشرقية وذلك في اطار الاجراءات الجديدة التي اتخذتها الحكومة الاسرائيلية ليل الثلاثاء الاربعاء. ووضع حواجز على مداخل كافة الاحياء الفلسطينية في القدس الشرقية اجراء استثنائي بينما قامت اسرائيل باغلاق عدة احياء في السابق. ووقف رجلان فلسطينيان عند حاجز اسرائيلي في حي جبل المكبر وقال احدهم بسخرية "نحن معتادون على ذلك". وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان ان "الحكومة الامنية قررت عدة اجراءات للتصدي للارهاب بينها خصوصا السماح للشرطة باغلاق او فرض حظر تجول في احياء بالقدس في حال حدوث احتكاكات او تحريض على العنف". واضاف البيان ان "الحكومة سمحت خصوصا علاوة على هدم منازل الارهابيين، بعدم اجازة اي بناء جديد في المنطقة المعنية ومصادرة املاك الارهابيين وسحب ترخيص الاقامة في اسرائيل". واعلنت الحكومة الاربعاء ايضا انها لن تعيد جثامين منفذي الهجمات الفلسطينيين الى عائلاتهم ويندرج هذا في اطار الاجراءات الجديدة المتخذة ليل الثلاثاء الاربعاء لوقف الهجمات التي ينفذها فلسطينيون. وقال وزير الامن الداخلي جلعاد اردان الذي قدم المشروع ان "عائلة الارهابي تجعل من دفنه تظاهرة لدعم الارهاب والتحريض على القتل ونحن لا يمكننا السماح بذلك". وسيتم دفن الجثامين في مقابر مخصصة لمنفذي الهجمات "كما كان الوضع عليه في السابق". ويشعر الشبان الفلسطينيون بالاحباط مع تعثر عملية السلام واستمرار الاحتلال الاسرائيلي وتكثيف الاستيطان في الاراضي المحتلة بالاضافة الى ارتفاع وتيرة هجمات المستوطنين على القرى والممتلكات الفلسطينية. ويلقي عشرات الفلسطينيين الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود الاسرائيليين الذين يردون في الغالب باستخدام الرصاص الحي والمطاطي. وتنذر موجة العنف الحالية باندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الاسرائيلي بعد انتفاضتي 1987-1993 و2000-2005. وقتل شاب فلسطيني مساء الثلاثاء في بيت لحم جنوب الضفة الغربية برصاص الجيش الاسرائيلي. وشارك المئات في تشييع جثمان معتز زواهرة (27 عاما) من مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين في بيت لحم. وقالت والدته ضياء "ما زلنا في أول الطريق، طالما الاحتلال ما زال موجودا، سيظل عندنا شهداء، أسرى و جرحى أيضا. اتمنى ان يعطينا الله القوة و يتقبل شهداءنا". وبعد جنازته، اندلعت اشتباكات بين عشرات الشبان وقوات الجيش الاسرائيلي. والقى الشبان الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود الاسرائيليين الذين ردوا باستخدام الغاز المسيل للدموع قرب الجدار الفاصل الذي يقطع الضفة الغربية عن القدس. وقررت غالبية المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة منع الفلسطينيين من دخول المناطق السكنية وليس المناطق الاقتصادية، بحسب ما اعلن المتحدث باسم المجلس الاستيطاني"يشع".

مشاركة :