يصادف اليوم ذكرى مرور أربع سنوات على تحرير مدينة الموصل العراقية، التي تكتسي رمزيّة خاصة، من أغلال المتطرفين العنيفين، وطيّ صفحةِ 36 شهراً من الحرب والذّعر والموت. وفي مطلع العام الذي أعقب التحرير، وضعت اليونسكو خطةً لإعادة الإعمار والمصالحة من أجل إعادة المدينة إلى سابق مجدها، وذلك بكل ما تكتنزه من ثراء وتنوع وتاريخ تعدديّ، باعتبارها ملتقى الثقافات والأديان في الشرق الأوسط. وإبّان مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، الذي عُقد في شهر شباط/فبراير 2018، استهلّت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، مبادرة اليونسكو البارزة " إحياء روح الموصل ". ماذا تُجسّد هذه المبادرة؟ تُعتبر مبادرة "إحياء روح الموصل" بمثابة مبادرة بنّاءة لا يقتصر الهدف منها على إعادة المعالم التاريخيّة في هذه المدينة العريقة إلى سابق عهدها، بل تصبو أيضاً إلى إحياء حسّ الانتماء للمجتمع الذي ينطوي على جملة من الأمور، من بينها تنوّع الأديان. ويتجلّى أحد أوجه التداخل بين التاريخ والتنوّع في الجهود التي بذلتها اليونسكو من أجل إعادة إعمار وبناء مجمع جامع النوري وكنيستَي الساعة والطاهرة. وقد أُحرز التقدّم على كلا الجبهتَين، إذ شهدنا العام الماضي اختتام المسابقة المعماريّة الرامية إلى إعادة بناء الجامع، ومن المزمع تقديم تصميم مفصّل للمجمع في مرحلة لاحقة من هذه السنة.
مشاركة :