أنقرة - أ ف ب: أقالت السلطات التركية أمس الاربعاء مسؤولي شرطة انقرة بعد أربعة أيام على الاعتداء الأكثر دموية في تاريخ البلاد، والذي أثار موجة غضب ضد الرئيس رجب طيب اردوغان قبل ايام من الانتخابات التشريعية المبكرة. وأقر أردوغان مساء الثلاثاء باحتمال ارتكاب اجهزة الدولة أخطاء قبل الهجوم. وبعد ساعات اعلنت وزارة الداخلية إقالة قائد شرطة العاصمة قدري كارتال وكذلك اثنين من مساعديه المكلفين الاستخبارات والامن العام. وهذا القرار اتخذ بهدف تسهيل التحقيق كما قالت الوزارة في بيان. وفي مناسبة اول ظهور علني له منذ وقوع المأساة، أعلن الرئيس التركي فتح تحقيق لدى مجلس تفتيش الدولة لتحديد احتمال حصول تقصير امني قبل الاعتداء الذي اسفر عن مقتل 97 شخصاً السبت وإصابة أكثر من 500. وقال اردوغان امام الصحافيين كان هناك بالتأكيد خطأ أو ثغرات في وقت من الاوقات. ما اهميتها؟ ستتضح الامور بعد التحقيق. من جانب اخر اعلنت السلطات التركية أمس انها اوقفت شخصين يشتبه بعلاقتهما بمتمردي حزب العمال الكردستاني ويحتمل انهما كانا يعلمان بشكل مسبق بالاعتداء. وأمس ايضا كشفت صحيفة حرييت انه تم التعرف على هوية الشخصين اللذين يشتبه بأنهما الانتحاريان. وقالت الصحيفة الاول هو يونس ايمري الاغوز شقيق منفذ هجوم سوروتش الانتحاري والثاني عمر دنيز دوندار المعروف بأنه توجه للقتال مرتين الى سوريا. وبحسب الصحيفة فإن الرجلين وهما تركيان وصلا الى انقرة صباح السبت لتنفيذ الهجوم من مدينة غازي عنتاب (جنوب). وخلال نهاية الاسبوع اوقفت الشرطة التركية 43 شخصًا يشتبه بعلاقتهم بتنظيم الدولة الاسلامية. وأشار نائب رئيس الوزراء نعمان كورتلموش والناطق باسم الحكومة الى اوجه شبه مع اعتداء سوروتش الذي اوقع 34 قتيلاً في 20 يناير في سوروتش قرب الحدود السورية. الى ذلك استدعت تركيا سفيري الولايات المتحدة وروسيا لتحذيرهما من تقديم اي مساعدات للقوات الكردية السورية التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا. وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية لقد تم استدعاء سفيري الولايات المتحدة وروسيا الى الخارجية الثلاثاء لعرض وجهات نظر تركيا بخصوص حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي تعتبره انقرة مقرباً من المتمردين الاكراد الاتراك. وتعتبر انقرة حزب الاتحاد الديمقراطي فرعًا من حزب العمال الكردستاني الذي يخوض نزاعاً مسلحاً منذ 1984 ضد قواتها الامنية على اراضيها. وأشار داوود اوغلو أمس الى العلاقات العضوية بين الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني الذي يعتبره الاتحاد الاوروبي وتركيا وواشنطن منظمة ارهابية. وأضاف مثل الولايات المتحدة ودول حليفة اخرى تقاتل الجماعات المرتبطة بالقاعدة، تركيا مصممة على مكافحة حزب العمال الكردستاني وفروعه. وعلى غرار الولايات المتحدة وحلفائها الذين لا يسمحون بتسليم اسلحة الى القاعدة وفروعها، لا تقبل تركيا بإرسال اسلحة الى حزب العمال الكردستاني وفروعه.
مشاركة :