أكد سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة أن قرار تحرير أسعار الوقود في الدولة من شأنه دعم الأداء الاقتصادي للدولة وتعزيز تنافسيتها. وتناولت المحاضرة التي استضافها مجلس البطين في أبوظبي مساء أمس الأول بمشاركة وحضور وزير الطاقة قرار، تحرير أسعار المشتقات النفطية والآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي ترتبت عليه. وأضاف المزروعي: لقد أسهم القرار في خلق بيئة إيجابية وصحية في قطاع الطاقة، توفق بين مصالح المستهلكين والشركات المنتجة والموزعة للوقود، بالإضافة إلى مصالح الأفراد والمجتمع عامة. وأشار إلى أن تحرير أسعار المشتقات النفطية جاء بعد دراسات دقيقة ومتأنية راعت الظروف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتأثيراتها المختلفة، حيث أثبتت هذه الدراسات أن المزايا والمنافع التي يجنيها الأفراد والدولة أكثر من أي عائد أو أثر آخر، وبما لا يؤثر في الاقتصاد الوطني وتنافسية الدولة باعتبارها مركز جذب اقتصادي مهم. وأكد وزير الطاقة أن الدولة تعمل من خلال هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي على تحديد مواصفات السيارات الخليجية ،لتكون أكثر كفاءة، ووصف القرار بأنه إلى جانب كونه يعزز التنافسية الاقتصادية للدولة فإنه سيعزز من مفاهيم ترشيد الاستهلاك، حيث سيقلل من معدلات هدر الوقود ويخفف من زحام المركبات في الطرق ويحافظ على استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة ،كما أنه قرار محفز للجمهور لاستخدام وسائل نقل بديلة، مشيراً إلى أن بعض السلوكيات الحالية لدى الأفراد أدت إلى هدر في الوقود المدعوم، نتيجة لعدم اتباع المفاهيم السليمة في الاستهلاك. وأفاد المزروعي أن الدراسات تشير إلى أن أسعار المشتقات البترولية في الإمارات هي الأقل بالنسبة لدخل الفرد مقارنة بالأسواق الأخرى، كما أشار إلى أن القرار له آثار إيجابية في تعزيز مناخ الاستثمار في الدولة. التوفير في أرقام المحروقات يُصرف في البنية التحتية والمشاريع الجديدة أوضح المزروعي أنه وحتى الآن لم يثبت أن للقرار أي انعكاسات سلبية على أسعار السلع في الأسواق الاستهلاكية، في ظل التوجه نحو تخفيض سعر الديزل ما يعني عدم وجود تأثير حقيقي على أسواق السلع. وأضاف أن دولة الإمارات العربية المتحدة اتخذت الخطوة الأكثر جرأة في التأثيرات الاقتصادية بتحريرها أسعار الديزل منذ سنوات وهو ما أسهم في تعزيز تنافسيتها في هذا المجال. 3 ملايين سيارة وأفاد المزروعي أن عدد السيارات في الدولة قد وصل إلى 3 ملايين سيارة يمتلك المواطنون منها ما نسبته 23%، والوافدون 77%، بينما يبلغ عدد سيارات الدفع الرباعي 640 ألف سيارة يمتلك المواطنون منها 45% بينما الوافدون 55%. وأوضح المزروعي أن أي توفير في أرقام المحروقات ستصرف في البنية التحتية والمشاريع الجديدة التي تطلقها الحكومة. واستعرض المزروعي مثالاً بالقول: لو كانت الزيادة الشهرية بقيمة 200 درهم في أسعار الجازولين عقب تحرير أسعار الوقود، فإنه يمكننا توفير 7.2 مليار درهم سنوياً، تخصص للمشاريع الحكومية والبنى التحتية. وقال: تأتينا شكاوى بأن عدد محطات تزويد الوقود غير كاف، ولكننا نتواصل مع جهات التوزيع لزيادة عدد المحطات، ولكن في ظل الخسارة التي كانت تتعرض لها شركات توزيع الوقود في السابق فكيف لها أن تتوسع في عدد المحطات، حيث إن كل مشروع يخسر لا يمكن التوسع به وتطويره، مع العلم أن محطات الوقود لدينا تعتبر من الأفضل مقارنة ببقية دول العالم من حيث خدماتها ومساحتها. وأفاد إن الجازولين والديزل لهما أسواق عالمية غير أسواق النفط، وليس شرطاً إذا انخفض سعر النفط بنسبة 5% أن نتوقع انخفاضاً في أسعار الديزل أو الجازولين بنسبة 5%، مشيراً إلى أن أسعار الجازولين والديزل عقب تحريرها في الإمارات تعتبر الأقل مقارنة بأسواق كثيرة من الدول التي تحرر أسعار الوقود لديها، حيث تشعر بعض الدول بحرج جراء انخفاض أسعار الوقود لدينا، ففي بريطانيا الأسعار تتضاعف 4 مرات عن الأسعار في الإمارات ويعود ذلك إلى الضرائب وغيرها من الرسوم. وذكر وزير الطاقة أن ربحية شركات التوزيع ثابتة إلا أن الجزئية المتغيرة تتمثل في سعر المنتج، حيث إن جزءاً كبيراً من المنتجات يجري شراؤها من الخارج، ويخضع الأمر للسوق العالمي. تحيات محمد بن زايد رحب جبر محمد غانم السويدي مدير عام ديوان سمو ولي عهد أبوظبي في بداية المحاضرة بوزير الطاقة والحضور في المجلس ونقل لهم تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، معلناً عن رعاية سموه للعرس الجماعي الثالث لأهالي البطين يوم 25 نوفمبر المقبل. وأشاد بحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على دعم أبنائه من خلال العرس الجماعي للعام الثالث على التوالي.. مشيراً إلى أن رعايه سموه للأعراس الجماعية تؤكد ما تسعى إليه القيادة الرشيدة في التخفيف من معاناه الشباب المقبلين على الزواج في تكوين أسرة ناجحة ومتماسكة. وذكر أن اللجنة المنظمة أعدت الترتيبات اللازمة للعرس الجماعي الثالث وأن الباب ما زال مفتوحاً للراغبين بالمشاركة في هذا العرس من المواطنين من أهالي المنطقة. الفوائد الاقتصادية استعرض المزروعي الفوائد الاقتصادية من عملية تحرير الوقود والتي تتمثل في ترشيد الاستهلاك وحماية الموارد، وتقليل الانبعاثات البترولية الكربونية الضارة، وتطوير المواصلات العامة والتركيز على البدائل، وضمان تنافسية وجاذبية الاقتصاد الوطني. وشدد وزير الطاقة على ضرورة خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مشيراً إلى توجه الدولة لإنتاج الطاقة عبر المفاعلات النووية بتكلفة 20 مليار دولار إلى جانب الطاقة الشمسية والمتجددة التي لا ينتج عنها انبعاثات كربونية. ولفت إلى أن تحرير أسعار الوقود رفع من تنافسية الإمارات والارتقاء في سلم أفضل الممارسات بين دول العالم، مع العلم أن الكثير من الدول تريد الاستفادة من تحرير أسعار الوقود في الإمارات. وأكد أن الاقتصاد الإماراتي سيبقى قوياً وتنافسياً الأمر الذي يعزز ثقة المستثمرين والجمهور به، موضحاً أن الإمارات أصبحت اليوم أفضل دولة عربية من حيث قوة ومتانة الاقتصاد ورغبة الناس بالعيش بها. الغاز الخاص بالمنازل في معرض رده على سؤال حول استمرار دعم الغاز الخاص بالمنازل، رد بالقول: نحن لن نكون طرفاً في رفع الدعم عن الغاز إلا إذا طلب منا ذلك، وليس لدينا أية معلومات أن الحكومة تريد رفع الدعم عن الغاز. واستطرد بالقول: إن الماء أهم من الوقود، ويجب ترشيد استخدامه مع الحفاظ على الثروة المائية، حيث إن الأمطار التي تهطل على الإمارات محدودة لذا يجب ترشيد استخدام المياه، بدلاً من الهدر المبالغ به. وحول توقعات ارتفاع أسعار النفط مرة أخرى إلى الأسعار السابقة القريبة من 100 دولار للبرميل، وبالتالي ارتفاع أسعار الوقود بالدولة، قال: لا يمكن التنبؤ بأسعار الوقود والأمر غير مرتبط بأسعار النفط، ولن نصل إلى مرحلة أن نعبئ وقود في سياراتنا بقيمة 500 أو 1000 درهم، صحيح أن سوق الوقود لدينا محرر إلا أن أسعارنا منخفضة مقارنة بأسواق مثل أوروبا حيث إن هنالك ضرائب عديدة. وعن استخدام الغاز الطبيعي في تشغيل السيارات، قال: إن حكومة أبوظبي تسعى لزيادة عدد السيارات العاملة بالغاز سواء لدى الجهات المحلية أو زيادة المحطات التي تزود السيارات بالغاز، مع العلم أن هنالك بدائل تتمثل في السيارات الكهربائية أو الهجينة، كما أن التقنيات المتعلقة بالسيارات تتطور وما حدث في السنوات الماضية من تطور في هذا الخصوص يبشر بالخير. انخفاض الديزل قال المزروعي : سعر الديزل قبل تحرير أسعار الوقود كان كبيراً، إلا أنه انخفض بشكل ملحوظ الآن، ولكن لماذا لا نستخدم السيارات التي تسير باستخدام الديزل كون سعره أقل ويمكن للسيارات التي تستخدم الديزل أن تسير لمسافات أطول من السيارات التي تستخدم الجازولين. وأكد المزروعي أن تجربة تحرير أسعار الوقود وتفاعل الجمهور معها أثبتت أن الشعب أصيل ويثق بقيادته، موضحاً أن تجربة تحرير أسعار الوقود لم تكن لتنجح لولا تفهم الجمهور وتعاونه. واستطرد بالقول: عندما تقابلني الناس يظنون أنني قد خفضت أسعار الوقود في شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري ولكن الأمر يعود للأسعار، حيث إن الديزل قد انخفض بنسبة 30% عند تحرير أسعار الوقود، وانعكس ذلك بشكل كبير على تكلفة النقل، ووجدنا انخفاضاً في فاتورة النقل لدى الشركات، بينما ارتفعت أسعار الجازولين بنسبة 24% في شهر أغسطس الماضي ولكن الأسعار انخفضت بنسب ملحوظة في شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول، وعندها تساءل الناس أنه لأول مرة يشهدون انخفاضاً في الأسعار عقب ارتفاعها، مع العلم أن هذا الأمر يخضع لأسعار الوقود في السوق العالمي.