هذا اليوم الذي يتجلى فيه الله تعالى على عباده بمغفرته ورحمته وواسع فضله. هذا اليوم الذي أكمل الله تعالى فيه الدين، وأتم فيه النعمة، وفيه أنزل: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ هو يوم يباهي الله تعالى فيه بحجاج بيته الحرام ملائكته الكرام.. هذا اليوم الذي يشمل الله تعالى فضله فيه جميع عباده، مَن حج منهم بالتجلِّي العظيم، وبالمغفرة العامة وبالعتق من النيران، ومن لم يحج بمشاركته الحجاج بالتبتل إلى الله تعالى بذكره وشكره والدعاء والاكثار من الذكر والتكبير والعمل الصالح، فعن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أفضلُ الدعاء دعاء يومِ عرفةَ»، وأوضح الرسول صلى الله عليه وسلم دعاء يوم عرفة، في الحديث الذي روي عنه إنه قال: «خيرُ الدُعاءِ يوم عرفةَ وخير ما قلت أنا والنَبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلِ شيءٍ قدير». نعيش هذا اليوم بكل تفاؤل بأن الله تعالى سيقبلنا بفضله، ويرحمنا برحمته التي وسعت كل شيء، فنحن الذين نؤمن به وحده لا شريك له، ونعبده مخلصين له الدين، وندعوه تضرعاً وخيفة عسى الله ان يتقبل منا ويرحمنا ويغفر لنا .. اللهم اهدِنا بالهُدى وزيِّنا بالتقوى واغفرْ لنا في الآخرةِ والأولى .. اللهم امين كل عام وانتم بالف صحة وخير…