د.حماد عبدالله يكتب: سن الرشد والأمم

  • 7/22/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ماذا لو وصل شاب أو شابة إلى مرحلة "سن الرشد" أى أصبح عاقلاً ومسئولاً عن تصرفاته ،وله الحق فى التوقيع أمام الجهات الرسمية ،ويُطْلَبْ للشهادة وتُعَتمْد أقواله ، "سن الرشد" ينطبق على الفرد كما ينطبق على المجتمعات ، وأيضاً على الدول ،فهناك دول وصلت إلى "سن الرشد" منذ زمن طويل تعدى عمرها الألف سنة ، وهناك دول أخرى وصلت "سن الرشد" منذ مئات السنين ودول أخرى وصلت إلى "سن الرشد" منذ عشرات السنين!!. والملاحظ ، وهذا يستدعى الباحثين فى علم الإجتماع والتاريخ أن يفردوا فى بحوثهم عن سر هذه الملاحظة ، وهى أن "سن الرشد" يبدأ لدى الفرد أو الأمة (الدولة) بثورة وحركة سريعة ، "ونمو مضطرد" وإن كانت الفروق النسبية تختلف من فرد إلى فرد أو أمه إلى أمة لكى نتفق على أن البداية تكون سريعة ومتلاحقة ، خاصة إن كان هناك نية وإخلاص فى المجتمع وإصرار على النمو والإزدهار والتقدم ، ولكن فى سن الشيخوخة ، وهو عكس "سن الرشد" ينكسر المنحنى ويتجه لأسفل ، إن لم يكن الفرد قد أعد عدته لمثل هذه المرحلة السنية ، من أعمال وأبناء وأحفاد يشدون أوصاله ويشيدون بأفعاله ، ويمجدون أسمه وأيضاً ينطبق هذا التفسير على الأمم والدول. فالآمة التى تشيخ دون أن تعد أبنائها وبنيتها الأساسية ،فهى أمة "غلبانة مسكينة" !! تستحق الرحمة والترحم عليها ، يارب لا تجعلنا من الأمم التى تستجدى الرحمة والترحم عليها أبداً !!. ولكن أجمل منها أمة تجدد دائماً فى "عمرها وفى شبابها" ، وفى إستغلال كل طاقات أبنائها .  ولعلنا ونحن نتجول بأبصارنا حولنا سوف نجد أمم صغيرة للغاية تقدم صفوفها صفوة أبنائها والمخلصين فيها ، والأكفاء منهم فإستحقت تلك الأمم أن تنمو وأن تحافظ على شبابها وعلى حيويتها ، لأن أبنائها أخلصوا فى إختيار أفضلهم لتقدم صفوفهم . ليتنا نتعلم ، مين يختار مين !! هذا المهم !! يارب إرحمنا ، ويسر أمورنا ، وبصرنا بما لنا وما علينا . "إنك نعم المولى ونعم النصير" صدق الله العظيم. [email protected]

مشاركة :