أفاد مدير مركز التدخل المبكر في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، محمد فوزي يوسف، بأن 16 طالباً من ذوي الإعاقة البصرية من المسجلين في المدينة تم دمجهم بالمراحل الدراسية المختلفة، خلال العام الدراسي الحالي، مع عمل جلسات تدريبية مختلفة لهم، بمركز التدخل المبكر، بشكل مستمر. ويقدم مركز التدخل المبكر خدمات تربوية ووقائية وعلاجية للأطفال ذوي الإعاقة في مرحلة مبكرة، خصوصاً في الأشهر الأولى، وحتى سن الخامسـة من عمر الطفل، لإكسابه كثيراً من المهارات، وتجنب المضاعفات التي قد تظهر لاحقاً، ولتسهيل عملية دمجه مستقبلاً. عـوائق الدمج قال مدير مركز التدخل المبكر، محمد فوزي يوسف، إن عوائق دمج الطلبة ذوي الإعاقة، تتمثل في قلة التعاون المقدم من قبل بعض المدارس، فضلاً عن أن البيئة الصفية تكون أحياناً غير مناسبة لذوي الإعاقة البصرية، ما يقلل من عملية الاستيعاب للمعلومات والدروس في الفصل الدراسي. وأضاف أن بعض المناهج التعليمية، في المدارس الخاصة والحكومية، غير معدلة لتتناسب مع ذوي الإعاقة البصرية، مشيراً إلى أن عملية الدمج تكون مجدية بشكل أكبر في المراحل المبكرة من عمر الطفل. وأوضح يوسف، لـالإمارات اليوم أن مركز التدخل المبكر دمج، خلال العام الدراسي الماضي، 39 من ذوي الإعاقة البصرية في فصول الدراسة المختلفة في المدارس الخاصة والحكومية، مع تقديم 182 جلسة تدريبية لهم، من قبل مختصين بالمركز، بينما يصل معدل الدمج السنوي الذي يقوم به مركز التدخل المبكر لذوي الإعاقة البصرية إلى 20 طالباً وطالبة في جميع المراحل الدراسية، بما فيها الجامعية. وأشار إلى أن الكشف عن مستوى الإعاقة البصرية في المدارس الحكومية والخاصة يتم عن طريق التقييم الذي يعتمد على شكل وحركة العين، بالإضافة إلى تمييز الإشكال والألوان، والمطابقة، وإدراك العمق، علاوة على الأعراض السلوكية التي قد تظهر على الطالب أثناء التقييم، وقد يكون من أسباب ظهورها وجود مشكلة أو إعاقة بصرية. وعن البرامج والمناهج المستخدمة في الدراسة لذوي الإعاقة البصرية، قال يطبق برامج (هيلب) وبرنامج (فييزا) للتدخل المبكر، بالإضافة إلى برنامج التنمية الشامل للطفولة المبكرة (بورتج). وذكر يوسف أنه تتم متابعة الملتحقين من ذوي الإعاقة البصرية برياض الأطفال والمدارس والجامعات الحكومية والخاصة، في إمارتي الشارقة وعجمان بعد عملية دمجهم وخلالها، من أجل تقديم إرشادات للهيئة التدريسية والإدارية باحتياجات الطالب من ذوي الإعاقة البصرية، وتوعية زملائهم بالفصل الدراسي بمفهوم هذه الإعاقة، بالإضافة إلى التواصل مع المؤسسات المعنية في الدولة، لتوفير الكتب المطبوعة بطريقة (برايل) أو الأجهزة المكبرة. وقال إن القسم يقدم جلسات إرشادية للطالب لتدريبه بحضور الأم، لتعريفها بآليات وأساليب التدريب الصحيحة والمناسبة لطفلها وقدراته، حسب الخطة الفردية الموضوعة له، لكي يتسنى لها تدريبه في البيت، مشيراً إلى أن الخطة الفردية تختلف من طالب لآخر بحسب مستوى الإعاقة. وأضاف أنه يتم عمل متابعة هاتفية للطلبة الملتحقين بالقسم، بهدف متابعة أمورهم مع الأسرة، وتقديم توصيات للأسر تخص أطفالها، بالإضافة إلى نقل صورة كاملة لأسر طلاب الدمج عن تفاصيل خاصة بمتابعة أطفالها في المدارس، من أجل الاطمئنان على صحة الطلاب في حال غيابهم أو مرضهم. وحول الخدمات المقدمة في قسم الإعاقة البصرية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، قال: تتمثل هذه الخدمات في خضوع المتقدم لجلسات تدريبية فردية، يتم خلالها تدريب الطالب على تنمية المجالات النمائية الخمس: (المعرفي، الاجتماعي، الحركي، اللغوي، العناية بالذات)، ويكون ذلك بشكل عام للطلاب من ذوي الإعاقة البصرية ومتعددي الإعاقة (إعاقة بصرية مع إعاقة مصاحبة)، مشيراً إلى أنه يتم بشكل خاص تدريب الطلاب من ذوي الإعاقة البصرية (المكفوفين) على مهارات الكتابة والقراءة بطريقة برايل، وفن الحركة والتنقل، مع التركيز في التدريب على تنمية حواس الطالب، مثل اللمس والسمع والشم والتذوق، للوصول معه إلى مرحلة يكون من خلالها مهيأ ومؤهلاً للدمج في رياض الأطفال، أو الفصول الدراسية في المراحل المختلفة. وأشار إلى أن الطلبة ذوي الإعاقة البصرية (ضعف البصر)، يتم تدريبهم على توظيف البقايا البصرية بطريقة صحيحة، باستخدام أساليب وأدوات مساندة تساعد في ذلك، مثل الإضاءة المناسبة في المكان المخصص للتدريب، والأجهزة المكبرة للمادة المكتوبة والصور والرسومات، علاوة على أدوات تحتوي على إضاءة بألوان مختلفة، إلى جانب التدريب على فن الحركة والتنقل، والتدريب على تنمية حواس الطالب الأخرى: اللمس، السمع، الشم، التذوق، للوصول به إلى مرحلة يكون مهيأ فيها ومؤهلاً للدمج في رياض الأطفال أو المدرسة. وأشار إلى الاستشارات التي تقدم لأسر الطلبة (قوائم الانتظار)، والأشخاص غير المسجلين رسمياً في المركز، والتي من خلالها يتم تقديم التوجيه والإرشاد إلى الأشخاص حسب احتياجهم.
مشاركة :