يواصل مركز محمد بن راشد للفضاء تنفيذ 4 مشاريع رئيسة رغم تحديات جائحة كورونا التي اجتاحت العالم، حيث شهدت مطارات العالم وموانئه إغلاقاًً تاماًً، ووضعت قيوداً صارمة على التنقل بين الدول ضمن الإجراءات الاحترازية لمكافحة تفشي الفيروس، إلا أن المركز أثبت قدرات العقول الإماراتية الفذة، التي عملت جاهدة على الإشراف، وتنفيذ المشاريع الفضائية في مختلف الظروف. برنامج الإمارات لرواد الفضاء يعمل فريق مركز محمد بن راشد للفضاء على متابعة برنامج الإمارات لرواد الفضاء، والذي يهدف لإعداد رواد فضاء إماراتيين، وبناء أرضية صلبة لكوادر إماراتية تخصصية في علوم الفضاء، حيث يخضع رواد الفضاء الأربعة هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، ونورا المطروشي، ومحمد الملا إلى تدريبات مكثفة تشمل تدريبات السباحة والغوص والتدريب على النجاة في مختلف الظروف والبيئات، وتحسين القدرة على التحمل ودروس في الطيران، وتعلم اللغة الروسية. يشمل برنامج التدريبات تأهيل محمد الملا ونورا المطروشي اللذين انضما إلى البرنامج مؤخراً لإدارة مهام مختلفة في محطة الفضاء الدولية، والتدرب على مهمات السير الفضائي خارج المحطة، والبقاء لفترات طويلة في المحطة الدولية، إضافة إلى التدرب على الأنظمة الرئيسة للمحطة والتحكم في الروبوتات، والتدرب على الطيران بطائرات/ T-38/ ومهارات اللغة الروسية، وتدريبات أخرى تشمل دورات النجاة على اليابسة والماء، وتمارين بدنية متنوعة. كوادر إماراتية متخصصة كوادر إماراتية متخصصة المستكشف راشد يواصل فريق مركز محمد بن راشد تنفيذ مشروع المستكشف راشد، ويعد جزءاً أساسياً من استراتيجية الإمارات لاستكشاف الفضاء، التي تهدف إلى بناء قدرات وإمكانات معرفية جديدة وإلهام الأجيال القادمة لدخول مجال علوم وأبحاث الفضاء، وتعزيز فرص التعاون والشراكات الدولية في مجال الاستكشاف الفضائي، وبعد تنفيذ هذه المهمة ستنضم الإمارات إلى قائمة الدول التي نجحت في إرسال بعثات استكشافية إلى القمر، بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين. حيث سيتم إطلاق المستكشف من فلوريدا بالولايات المتحدة في الربع الأخير من عام 2022، ورغم صغر حجم «راشد» إلا أنه من المتوقع أن يرسل المستكشف على الأقل 1000 صورة، تتضمن لحظات الهبوط على سطح القمر وصور حرارية وذاتية، بالإضافة إلى لقطات ليلية للأرض، كما سيتم إرسال بيانات الملاحة التي تتضمن وقت الرحلة وتضاريس سطح القمر، وبيانات وحدة القياس بالقصور الذاتي، ودرجات الحرارة، ومستويات استهلاك الطاقة. ويعمل مهندسو مركز محمد بن راشد للفضاء على تحديد مكان هبوط المستكشف على سطح القمر، من خلال تصميم نظام حركة خاص به، حيث تم الانتهاء من بناء الإلكترونيات فيه، وسيجري بناؤه بالكامل في دولة الإمارات، وسوف يقوم بمهامه في يوم قمري، وسيحتوي المستكشف «راشد» على تقنيات ذات جودة وكفاءة عالية، ترتكز في عملها بشكل أساسي على تحليل البيانات والنتائج، دون الحاجة إلى إرسالها إلى الأرض، كما كانت الحال في المهمات السابقة، ومن بين الأجهزة التي سيتم تزويد المستكشف «راشد» بها خلال مرحلة تطوير كاميرات ثلاثية الأبعاد، وأنظمة استشعار واتصال متطورة وفعالة، وألواح شمسية لتزويده بالطاقة، وكاميرات لرصد الحركة عمودياً وأفقياً، وكاميرات المجهر لرصد أدق التفاصيل، وكاميرات التصوير الحراري. وتشمل مهام المستكشف الإماراتي راشد إجراء اختبارات لدراسة جوانب مختلفة من سطح القمر، بما في ذلك التربة القمرية، والخصائص الحرارية للهياكل السطحية، والغلاف الكهروضوئي القمري، وقياسات البلازما والإلكترونيات الضوئية، وجزيئات الغبار الموجودة فوق الجزء المضيء من سطح القمر. وخلال فترة المهمة، سيجوب المستكشف الإماراتي سطح القمر، متنقلاً في مواقع جديدة لم يسبق دراستها من قبل، حيث سيقوم بالتقاط بيانات وصور نادرة، ومن ثم إرسالها إلى محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء، بالإضافة إلى اختبار أجهزة ومعدات تقنية تتم تجربتها للمرة الأولى، تتعلق بالروبوتات والاتصالات والتنقل والملاحة بهدف تحديد مدى كفاءة عملها في بيئة القمر القاسية. مسبار الأمل يعمل فريق مركز محمد بن راشد للفضاء على متابعة مشروع مسبار الأمل الذي يواصل حالياً مهمته العلمية في مدار المريخ التي بدأت رسمياً في مايو الماضي، ويتيح المدار البيضاوي الفريد لمسبار الأمل، بزاوية 25 درجة، كما جمع المسبار دفعة من البيانات والصور عالية الدقة للغلاف الجوي للكوكب كل 225 ساعة أي 9.5 أيام. ويدور المسبار حالياً دورة كاملة حول المريخ مرة كل 55 ساعة، ويؤدي مهمة علمية هي الأولى من نوعها في العالم، بتوفير أول صورة شاملة عن الحالة المناخية على كوكب المريخ على مدار العام، إلى جانب بحث أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ، واستقصاء العلاقة بين طبقاته الدنيا والعليا على كوكب المريخ، ومراقبة الظواهر الجوية على سطحه، من بينها رصد العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، والكشف عن الأسباب الكامنة وراء تآكل سطح المريخ، والبحث عن أي علاقات تربط بين الطقس الحالي والظروف المناخية قديماً للكوكب الأحمر. وستودع البيانات العلمية التي يجمعها المسبار، في مركز للبيانات العلمية في دولة الإمارات، بحيث يفهرس الفريق العلمي الإماراتي هذه البيانات ويحللها، ويشاركها مجاناً مع العلماء والباحثين المختصين في مختلف أنحاء العالم. «محاكاة الفضاء» تم اختيار 10 مرشحين للمشاركة في أول تجربة عالمية لمحاكاة الحياة في الفضاء الخارجي، حيث بلغ عدد المتقدمين أكثر من 120 متقدماً من الذكور والإناث نسبة الإناث المتقدمات 44%، بينما بلغت نسبة الذكور 46%، وتراوحت تخصصات المتقدمين بين قطاعات مختلفة، ومن أهمها الهندسة الميكانيكية، والهندسة الكيميائية. ويعد مشروع الإمارات لـ «محاكاة الفضاء» الفرصة الأولى من نوعها للمشاركة في مهمة تناظرية، تكمل رؤية الدولة المتعلقة بالفضاء، حيث إن الإمارات هي أول دولة مشاركة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هذه المهمة، ويتكون الطاقم من 6 أعضاء من وكالات فضاء عدة، وسيكون هناك مقعد مخصص للعضو الإماراتي. ويخضع العضو الأساسي والبديل لمجموعة اختبارات وتدريبات في موسكو لمدة 6 أشهر، وسيكون نظام محاكاة مع أعضاء الفريق كأنهم في الفضاء، وسيتلقون أوامر واتصالات بعد 20 أو 45 دقيقة، وسيتم تزويدهم بالطعام بعد أسبوعين، وسيتواجد الطبيب في غرفة العمليات على مدار الساعة، وفي حال انسحاب العضو تفشل المهمة، نظراً لأن من شروط المهمة التعايش ضمن بيئة منعزلة لإجراء التجارب. ويستمر «مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء» لمدة 8 أشهر في المجمع التجريبي الروسي الخاص بأبحاث الفضاء في موسكو، ويأتي في إطار «برنامج المريخ 2117». وتحمل التجربة العلمية الدولية اسم «سيروس 20/21»، وتوفر الفرصة أمام الشباب الإماراتي ليكونوا جزءاً من تجربة محورية ستضع أسساً لتصميم وتنفيذ مهام فضائية مستقبلية، وترسم خريطة طريق لاستكشاف المريخ والكواكب الأخرى، كما ستسهم بشكل أساسي في تطوير القدرات المحلية للمساهمة في تنفيذ برنامج المريخ 2117.
مشاركة :