تسهم المسابقة العالمية للجامعات لتصميم المنازل المعتمدة على الطاقة الشمسية (ديكاثلون الطاقة الشمسية - الشرق الأوسط)، التي تنظمها هيئة كهرباء ومياه دبي، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، في تشجيع استثمار التقنيات الإحلالية، مثل الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد، والطائرات من دون طيار لبناء بيوت ذكية ومستدامة، بما يعزز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة بوصفها منصة مهمة للمبتكرين والمبدعين من جميع أنحاء العالم، ويدعم جهود الهيئة لترسيخ الابتكار في مجال الاستدامة، وتشجيع الشباب من مختلف أنحاء العالم على تطوير حلول مبتكرة تدعم الجهود العالمية لمواجهة الآثار السلبية للتغير المناخي، وتعزز التحول نحو نمط حياة أكثر استدامة يسهم في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية. ويشير معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، إلى أن الدورة الثانية من المسابقة استقطبت مشاريع مبتكرة ترسخ ثقافة الاستدامة في دولة الإمارات وإمارة دبي، وتسهم في التشجيع على تبني نمط عيش مستدام من خلال تحفيز تصميم وبناء وتشغيل منازل تعتمد على الطاقة الشمسية، تتميز بالكفاءة من حيث التكلفة واستهلاك الطاقة، مع التركيز على الحفاظ على البيئة ومراعاة الظروف المناخية للمنطقة. وأضاف معالي الطاير: «نستلهم رؤيتنا من توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بضرورة تمكين الشباب وإشراكهم في عملية البناء والتطوير واستشراف وصناعة المستقبل، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتسخير البحوث وأحدث التقنيات المبتكرة لتحقيقها». ومن أبرز الأمثلة على المشاريع المشاركة في المسابقة التي تعتمد على أحدث التقنيات المشروع الذي يقدمه فريق «الشارقة» من جامعة الشارقة، حيث يقدم منزلاً مستداماً يركز على تعزيز التعاون بين الإنسان والآلة لأداء المهام اليومية وتعزيز أجواء الراحة في المنزل. ويساعد المنزل على تطوير المهارات الصناعية والاجتماعية والبيئية في حياة ساكنيه، حيث يشتمل على مساحات مخصصة لورش العمل المبتكرة الافتراضية والحضورية، كما يتضمن مختبر التصنيع الرقمي المزود بمجموعة من الأدوات المرنة التي يتحكم فيها الكمبيوتر لإنتاج احتياجات المنزل وقاطنيه باستخدام النمذجة ثلاثية الأبعاد أو التصميم بمساعدة الكمبيوتر. ويعد المنزل بمثابة برنامج توعوي يرفع مستوى وعي الساكنين حول الطاقة والاستدامة من حيث تمكينهم من إدارة أنظمة الطاقة داخل المنزل بأنفسهم بفعالية للمحافظة على الطاقة والموارد. ويعتمد تصميم المبنى على مبدأ «صندوق داخل صندوق»، حيث توفر الطبقة الخارجية من المنزل الحماية من عوامل الطقس الخارجية لرفع كفاءة ترشيد الطاقة، كما تستقطب أكبر قدر ممكن من أشعة الشمس لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية، بينما تعمل الطبقة الداخلية من المنزل على المحافظة على درجة الحرارة المعتدلة داخل المنزل. إضافة إلى ذلك، يوفر المنزل مجالاً واسعاً لإعادة التدوير وفرز نفايات الطهي، ومعالجة وإعادة استخدام 100% من مياه الصرف الصحي، بالإضافة إلى الموارد الأخرى. كما يمكن تحويل أجزاء مختلفة من المنزل إلى استوديو تصميم أو إلى محطة واقع افتراضي لإجراء مزيد من الاختبارات قبل بدء مرحلة التصنيع والطباعة ثلاثية الأبعاد. وقال الأستاذ الدكتور معمر بالطيب - نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا في جامعة الشارقة: «توفر مسابقة ديكاثلون الطاقة الشمسية - الشرق الأوسط، فرصة استثنائية لفريق الجامعة، حيث تتيح للطلاب خوض تحد دولي حقيقي وسط ظروف الحياة الواقعية، كما تمنحهم الفرصة للتعرف على القطاع الصناعي». وقدمت جامعة الشارقة مشروعاً يجمع بين الاستدامة والابتكار، يرمي إلى تحفيز الوعي البيئي بين المتخصصين في المستقبل، ويهدف إلى تهيئة جيل «أخضر» قادر على مواجهة التحديات العالمية القادمة. يذكر أن الهيئة نظمت الدورة الأولى من المسابقة العالمية للجامعات لتصميم المنازل المعتمدة على الطاقة الشمسية (ديكاثلون الطاقة الشمسية - الشرق الأوسط) عام 2018، للمرة الأولى في الشرق الأوسط وإفريقيا، وتنظم الدورة الثانية من المسابقة بالتزامن مع إكسبو 2020 دبي، في مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، وذلك في إطار الشراكة بين هيئة كهرباء ومياه دبي والمجلس الأعلى للطاقة في دبي مع وزارة الطاقة الأميركية.
مشاركة :