خطيب الحرم: لزوم الاستقامة أعظم كرامة

  • 7/24/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام بندر بن عبدالعزيز بليلة أن استدامةَ الطاعةِ ومواصلةَ العبادةِ أَمارةُ الخير، ومَئِنَّة التوفيق، ودَلالة القبول، قال تعالى: (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشدَّ تثبيتاً وإذاً لآتيناهم من لدُنَّا أجراً عظيماً ولهديناهم صراطاً مستقيماً)، وقال فضيلته في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام أيها المسلمون: لقد تَفَيَّأنا فيما خلا ظِلالَ خيرِ الأيام، أيامِ عشرِ ذي الحجة وأيامِ الحجِّ المباركات، لقد لَمْلَمتْ رِحالَها ومَضَتْ، وطوتَ خِيامَها وتوَلَّتْ، بعد أن أتْحَفتْنا بالنعم الكريمة، والرَّحَمَاتِ العظيمة، وحمَّلْناها ما عَمِلْنا فيها من الأعمال، فهنيئًا لِمَن فاز فيها ونُعمى، وتَعْسًا لِمَن حُرم فيها وبُوسى، وأضاف يقول: ألا وإن من أعظم ما ينبغي أن يظفرَ به المسلمُ من ثمارِ تلك الأيام الجليلةِ وآثارِها: استدامةَ الأعمالِ الصالحات، فما أجمل الطاعةَ تعقُبُها الطاعات، وما أحسنَ الحسنةَ تتلوها الحسنات، وما أروع تَتَابُع أعمالِ البِرِّ منتظمةَ الأطرافِ مُتتابعةَ الحَلْقات، إنها الباقياتُ الصالحات (والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير أملا)، (والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير مَرَدَّا). وأوضح الدكتور بليلة أن سبيلَ الهُدى لا يتحددُ بزمان، وإن عبادةَ اللهِ ليست قصرًا على بقعة أو حصرًا على مكان، قال الحسنُ البصريُّ رحمه الله: (إن الله لم يجعلْ لعملِ المؤمن أجلًا دون الموت) ثم قرأ: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)، وأشار إلى أن ميادينَ الطاعةِ رَحْبة واسعة، من صلاة وصيام واعتمار، وقراءةِ قُرآنٍ وذكر وصدقة، وما شَرَع اللهُ فريضةً إلا وشَرَع من النافلة مثلَها؛ ليغنَم العبدُ الأجرَ والثواب، ويحسُن له المُنقَلَبُ والمآب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يُبصر به، ويدَه التي يبطش بها، ورِجلَه التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، وإن استعاذني لأعيذنَّه)وإن المداومةَ على العملِ الصالحِ ولو كان يسيرًا خيرٌ من عملٍ كثيرٍ منقطع، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: (أدومها وإن قل) أخرجه البخاري ومسلم. وخاطب إمام وخطيب المسجد الحرام المؤمنون، والحجاج قائلاً: لقد خرجتم مِن مدرسة الحج بأنفع الدروس وأزكاها، ونَهَلْتم من معينِهِ أهنأَ المشارِبِ وأرْواها، لقد رأيتمْ قيامَ هذه الشعيرةِ الجليلةِ على التوحيد، فلا يُعبَد إلا اللهُ وحده، ولا يُدعى غيرُه، ولا يُطافُ ويُنحَرُ إلا له جلَّ جلالُه لقد ربَّاكُم الحجُّ على الصبرِ على الطاعات، وكبحِ النفسِ عن الوقوعِ في حَمْأةِ الهوى، والانزلاق في مكايدِ الشيطان، إنكم مأمورون إثرَ ذلك بالمداومة على الصالحات، والاستقامةِ على المأمورات، والبُعد عن المحظورات، قال تعالى مُخاطِبًا نبيَّه عليه الصلاةُ والسلام: (فاستقم كما أُمرت) وعن سفيانَ بنِ عبداللهِ الثقفيِّ رضي الله عنه قال: (قلتُ يارسولَ الله: قُل لي في الإسلام قولًا لا أسألُ عنه أحدًا بعدك) قال: (قل: آمنتُ بالله فاستقم) وعن ثوبانَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله: (استقيموا ولن تُحْصُوا) أخرجه الإمام أحمدُ وابنُ ماجه، قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله: (أعظمُ الكَرامة: لزومُ الاستقامة).

مشاركة :