عواصم (وكالات) أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس، أن واشنطن امتنعت عن استقبال وفد روسي رفيع المستوى لبحث الملف السوري، كما رفضت إرسال وفد أميركي إلى موسكو، مشيراً إلى أن رد الإدارة الأميركية على اقتراحات بلاده في مجال مكافحة الإرهاب «غير بناء»، وأعرب عن اهتمام موسكو بالتعاون والتعامل مع السعودية وتركيا، وغيرهما من بلدان المنطقة لإنهاء الصراع بهذه البلاد المضطربة. وأبلغ لافروف جلسة لمجلس النواب الروسي «الدوما»، أن بلاده تتابع عن كثب التحالف المسلح السوري الجديد بين الأكراد والعرب والسريان باسم «قوات سوريا الديمقراطية» لمحاربة «داعش» في الرقة وأرياف حلب والحسكة، مبيناً أنه يضم جماعات مسلحة كثيرة وفي صفوفه تشكيلات لا نعتبرها إرهابية، وأكد «أننا مستعدون للتعاون معها». من جهتها، استدعت وزارة الخارجية التركية في وقت متأخر الليلة قبل الماضية، لتحذيرهما من تقديم أي مساعدات للقوات الكردية السورية التي تقاتل «داعش»، كما أعلن مسؤول تركي، قائلاً إن السلطات «أبلغتهما بموقف تركيا من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، «المقرب من المسلحين الأكراد الأتراك» الذين يخوضون حركة تمرد ضد قواتها الأمنية على أراضيها. فيما شدد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو للصحفيين، أن «بلاده لا يمكنها أن تسمح بأي تعاون مع منظمات (إرهابية) تخوض الحرب ضدها»، وذلك بعد أيام من إعلان الجيش الأميركي أنه ألقى ذخائر إلى مقاتلي حزب «وحدات حماية الشعب الكردية» ومقاتلون عرب وسريان يحاربون التنظيم الإرهابي شمال سوريا. وقال لافروف أمام البرلمان أمس، «لقد تلقينا رداً رسمياً..أبلغنا أنه ليس بإمكانهم إرسال وفد إلى موسكو أو استقبال وفد في واشنطن». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهم أمس الأول، واشنطن برفض التعاون وتقاسم معلومات الاستخبارات حول سوريا، وأبدى رغبته في إرسال وفد رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف إلى واشنطن، معتبراً أن «الشركاء الذين يحاربون (داعش) في سوريا، مصابون بتشوش ذهني». وأبلغ لافروف أن روسيا والولايات المتحدة اللتين تشنان غارات على أهداف إرهابية في سوريا، توصلتا إلى اتفاق لتجنب أي اصطدام لطائراتهما في الأجواء السورية بعد تكرر حوادث اقتراب مقاتلات من الجانب لمسافات تنذر بالخطر. وقال أمام الدوما «سيصبح الاتفاق عملانياً في أي وقت»، مضيفاً أنه يأمل أن يتم الاتفاق على كل المسائل الشكلية الأربعاء. لكن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أعلن في وقت سابق أمس، أن واشنطن وموسكو ستجريان جولة جديدة من المحادثات لتجنب أي اصطدام بينهما في الأجواء السورية خلال شن الضربات. وقال «المحادثات تحرز تقدماً لكن لم يتم اقرار شيء بشكل نهائي». ورأى كارتر أنه «على روسيا التحرك باحتراف في الأجواء السورية والامتثال لإجراءات السلامة الأساسية»، مشدداً بقوله «حتى مع استمرار خلافنا السياسي حول سوريا، يجب أن نكون قادرين على الاتفاق على الأقل بشأن التأكد من سلامة أفراد قواتنا الجوية قدر الإمكان». إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أمس، أنه سيتوجه إلى طهران والرياض مطلع الأسبوع المقبل، قائلاً إن الوصول إلى حل سياسي في سوريا يحتاج إلى الدول التي تتمتع بنفوذ في المنطقة. ودعا الوزير الألماني واشنطن وموسكو إلى تجنب أن يتحول تدخلهما العسكري في سوريا إلى نزاع روسي-أميركي.
مشاركة :