الشاعر الشعبي راشد بن طناف, الذي استطاع ان يحفر اسمه بأسلوبه المتميزن في كتابة القصيدة الشعبية على أعمدة معابد الأدب القديمة ليكون أثرا تاريخيا يهتدي به كتاب الشعر الشعبي من بعده في منطقة الذيد في إمارة الشارقة, ولد شاعرنا عام 1910, تربى في كنف جده لأمه سعيد الصواية حتى بلغ السابعة من عمره, انتقل بعدها الى الشارقة ليتلقى علوم القرآن الكريم وتعلم الكتابة, وعندما وصل الى سن السابعة عشرة ذهب لممارسة الغوص الذي استمر بها نحو الثلاثين عاما, عمل بعدها في جلب الحصى من قاع الخليج. لم يحالف بن طناف الحظ في زيجاته الأولى والثانية, ثم انتقلت زوجته الثالثة مع طفلها اثناء الولادة إلى رحمة الله, الا ان زيجته الرابعة قد استمرت ما يقرب من خمسة وعشرين عاما لتنتقل بعدها إلى رحاب الله وهي تؤدي فريضة الحج عام 1975.. ثم عاش بن طناف منذ هذا التاريخ يتجول بين أوراقه ينظم القصائد, حتى وافته المنية مع نهاية عيد الفطر المبارك عن عمر يناهز 88 عاما. استطاع الشاعر الراحل ان يخلف وراءه كنزا ليس بالقليل من القصائد الشفهية, من خلال مشاركاته في الأمسيات الشعرية التي استأثر فيها بإعجاب المهتمين بهذا النوع من الشعر, لما اتسم به شعره من طابع الفكاهة والسخرية أحيانا, والحكم أحيانا أخرى. رحم الله الشاعر راشد بن طناف فقد عاش ساخرا ومات وفيا للشعر فقد نظمه في سنوات مبكرة وظل أنيس عمره ورفيق وحدته حتى وافته المنية 88 عاما. وفي هذه القصيدة يقول بن طناف عن ضيق البال: يازين ردّك ضيّق البال = واحرمتني شوفك ولاماك غثّيت بالي والعقل زال = وقلبي اتعلّق فيك يقفاك وانا من اللّيعات في حال = وانته امريح البال ش ادراك ولاتفتكر فيّه ولا اتبال = لابد عليّه حدٍ اوشاك ياغر ياغالي يازعّال = لوماتباني عاد انا آباك قلبي جداك أيّر ميّال = وانير يوم اتصادف اوياك فيك الجمال وحسن جتّال = سبحان لي صوّرك وانشاك ارميتني من اوّل الفال = صوّبتني بالحاظ عيناك ياغيد ياوحشي يا يفّال = مافي الغواني حد شرواك يابوحواجب تشبه الدال = ياما حلا صفة ثناياك وانهود صدرك وقّف اشكال = كالبرتقال بازمة اصباك وامضمرٍ فيه الحقب يال = هايف وبالردفين محلاك ياليتني في ريلك انعال = واللا بقربك عبد واحضاك خادم ولو في شوفك آنال = نظرة عيانٍ في محيّاك ان قلت بصبر فالصبر طال = سيدي متى بتشارف اوياك والله يا الغالي فلا ذال= جفني ولاغضى وخلاك بفديك روح وحالٍ ومال = حتى صبي العين يفداك
مشاركة :