استهدفت طائرة بدون طيار أمس الجمعة قاعدة تضمّ قواتاً للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش في كردستان العراق، على ما أفاد المتحدّث باسم التحالف واين ماروتو وكالة “فرانس برس”، اليوم السبت، في هجوم يأتي قبيل زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن. وقال ماروتو إنه “بتمام الساعة 1:23” الجمعة “استهدفت طائرة بدون طيار قاعدة للتحالف في كردستان”، مضيفاً أنه “لم يجر تسجيل أي أضرار أو ضحايا نتيجة الهجوم”، بدون مزيد من التفاصيل. أفادت وسائل إعلام محلية أن الهجوم استهدف قاعدة الحرير الواقعة على بعد نحو 70 كلم شمال شرق أربيل، عاصمة الإقليم. ومنذ مطلع العام، استهدف نحو 50 هجوماً مصالح أمريكية في العراق، لا سيّما السفارة الأميركية في بغداد وقواعد عسكرية عراقية تضمّ أمريكيين، ومطاري بغداد وأربيل، في هجمات غالباً ما تنسب إلى ميليشيات عراقية موالية لإيران. وتثير هذه الهجمات قلق المسؤولين العسكريين في التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين بقيادة الولايات المتحدة، عدو الجمهورية الإسلامية في إيران. وتنشر الولايات المتحدة 2500 عسكري في العراق من بين 3500 عنصر من قوات التحالف. ويرى مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون غربيّون في العراق أنّ تلك الهجمات لا تشكّل خطراً على القوات المنتشرة فقط بل تهدّد أيضاً قدرتها على مكافحة تنظيم داعش الذي ما زال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق صحراوية وجبلية في البلاد، رغم أنه تمت هزيمة التنظيم رسمياً في عام 2017. ويأتي هجوم الجمعة قبيل زيارة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن، تحت وطأة ضغوط داخلية ووضع أمني هش، على أمل الحصول على إعلان رسمي لجدول زمني لانسحاب الأمريكيين من البلاد، المطلب الأساسي للعراقيين الموالين لإيران، في إطار الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين البلدين. وفي بيان لها اليوم، طالبت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية التي تضمّ ميليشيات موالية لإيران بعضها منضو في الحشد الشعبي، بـ”انسحاب القوات المحتلة” قبيل زيارة رئيس الوزراء، مهددةً بمواصلة الهجمات ضد الوجود العسكري الأجنبي في البلاد. واعتبرت أن الانسحاب يجب أن “يكون انسحاباً كاملاً من كل الاراضي العراقية” و”يجب أن يشمل كلاً من قاعدة عين الاسد الجوية وقاعدة الحرير الجوية… وأن يشمل كذلك قاعدة فكتوريا في مطار بغداد وقاعدة التوحيد الثالثة في المنطقة الخضراء”. ومن جهته، قال ماروتو إن “الولايات المتحدة والتحالف سيبقيان يقظين ويحتفظان بالحق الطبيعي في الدفاع عن النفس”.
مشاركة :