احتشد عشرات الآلاف أمس، في ساحة الحرية (العروض سابقا) بحي خور مكسر وسط عدن، احتفالا بالذكرى الـ52 لثورة 14 أكتوبر التي قامت ضد الاستعمار البريطاني من ردفان في العام 1963. وفي الاحتفالية، التي كانت على فترتين، صباحية ومسائية، شهدت الساحة مهرجانا خطابيا وعرضا عسكريا، بدأه مئات من ضباط شرطة المرور بعرض عسكري طاف في أرجاء الساحة وتبعه عرض عسكري رمزي للمقاومة الجنوبية شاركت فيه عدد من الكتائب وبمشاركة مئات من أفراد المقاومة الجنوبية. وردد المتظاهرون شعارات تؤكد وقوفهم جنبا إلى جنب مع دول التحالف العربي وفي المقدمة قادة وشعبا السعودية والإمارات العربية المتحدة في محاربة الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، وجددوا رفضهم المطلق للتطرف والإرهاب في الجنوب. ورفع المتظاهرون في ساحة المهرجان لوحة كبيرة عليها صور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وأمير دولة الإمارات وعلما البلدين وتوسطهم شعار المقاومة الجنوبية، ويأتي ذلك تعبيرًا من أبناء الجنوب عن شكرهم وامتنانهم للموقف العروبي لدول التحالف العربي وعلى رأسهم السعودية. وشارك في إحياء الفعالية عشرات الآلاف من الجنوبيين قدموا من مدن المهرة وحضرموت وشبوة وأبين ولحج والضالع وردفان ويافع وسقطرى وعموم ربوع الجنوب وتضمنت الفعالية 3 رسائل بحسب أحاديث متفرقة لنشطاء جنوبيين مع «الشرق الأوسط»، وضمن تلك الرسائل رفضهم للإرهاب وتضامنهم المطلق واللامحدود مع قوات التحالف وشهداء السعودية والإمارات. وفي الفترة المسائية أقيم المهرجان الرئيسي لفعالية الذكرى الـ52 لثورة 14 أكتوبر والذي شهد أيضا عرضا عسكريا رمزيا لمئات من أفراد المقاومة الجنوبية وألقيت كلمة عن أسر شهداء ثورة 14 أكتوبر كما تضمن البرنامج عددا من الكلمات والفقرات الاحتفالية. وفي غضون ذلك أوضح الناشط باسل الحريري نائب رئيس اللجنة الإعلامية للفعالية بأن عروضا عسكرية استعراضية للمقاومة الجنوبية وفعالية حاشدة للاحتفال بالذكرى الثانية والخمسين لثورة 14 أكتوبر المجيدة شهدتها ساحة العروض بحي خور مكسر وسط عدن جدد من خلالها شعب الجنوب تمسكه في تحرير بلاده وحقه في الحرية والاستقلال واستعادة دولته كاملة السيادة على حدود مايو (أيار) 1990م وجدد فيها مناهضته للتطرف والإرهاب كما جدد إعلان تضامنه اللامحدود مع قوات التحالف العربي وفي المقدمة قادة وشعبا السعودية والإمارات العربية المتحدة. ويتنفس الجنوبيون الصعداء في ذكراهم الثامنة من مسيرة نضالهم التحرري في الحراك الجنوبي السلمي الذي تحول اليوم إلى مقاومة جنوبية مسلحة تمكنت بمساندة قوات التحالف العربي من تحرير مدن الجنوب محافظة تلو الأخرى من القوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح وميليشيا الحوثيين التي غزت عدن والجنوب أواخر مارس (آذار) الماضي لهذا العام لكن 2015 لم يكن كما 1994م. من جهتها، قالت الناشطة في الحراك السلمي الجنوبي سعاد علوي لـ«الشرق الأوسط» بأن ثورة 14 أكتوبر «هي احتفالية تتويج لنصرهم الجديد على ميليشيات الحوثي وعلي عبد الله صالح خلال هذه الحرب والتي قدم فيها الشعب الجنوبي من خلال مقاومته البطلة آلاف الشهداء والجرحى وما لحق بمدنه وقراه من تدمير»، وإن «ذلك النصر الذي تحقق في الجبهات الجنوبية بمساعدة من دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات وكان لتحرير العاصمة عدن، بحسب سعاد علوي، أثر كبير على نفوس كل الجنوبيين من المهرة إلى باب المندب مرورًا بكل الجزر الجنوبية منها سقطرى وميون لذا حق لهم الاحتفال. وتضمن البيان الصادر عن الفعالية جملة من الرسائل، إحداها إلى دول التحالف، حيث أكدت الرسالة أن «ما حدث من انتصارات للمقاومة الجنوبية لم يكن له أن يتحقق دون دعمكم ورعايتكم الملموسة كما أنه في الوقت نفسه لم يكن لكم أن تحققوا ذلك النصر دون إرادة وبسالة المقاومة الجنوبية فقد حدث في هذه الحرب تحالف الضرورة ضد العدو المشترك»، وعبر البيان عن شكر وتقدير شعب الجنوب لدول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات العربية المتحدة لمواقفهما الإيجابية إلى جانب شعب الجنوب ومقاومته الباسلة في تحرير محافظات الجنوب من ميليشيات الحوثي وعلي عبد الله صالح (عفاش).
مشاركة :