الإمارات وروسيا.. شراكة تستند على أسس راسخة

  • 7/25/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الدكتور محمد أحمد الجابر، سفير دولة الإمارات لدى روسيا الاتحادية، أن شراكة دولة الإمارات العربية المتحدة مع روسيا تستند على قاعدة قوية من الاتفاقيات الثنائية في شتى المجالات والتعاون البناء الذي ينطلق من أسس راسخة قوامها الرغبة المشتركة والاحترام المتبادل، باعتبارها إحدى أسس الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين. محمد أحمد الجابر محمد أحمد الجابر وأضاف في حوار مع «الاتحاد»: وصلت العلاقات لهذا المستوى نتيجة رغبة متبادلة من قيادتي البلدين، وتبادل الزيارات على أعلى مستوى، أذكر منها الزيارة المهمة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى موسكو في الأول من يونيو عام 2018 والتي تم خلالها توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية، والزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى دولة الإمارات منتصف أكتوبر 2019، وهذا مؤشر كبير لوجود إرادة سياسية مشتركة لتطوير وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا، والتي نجحت في وضع الأسس الراسخة للتعاون الذي تم خلال السنوات القليلة الماضية بين البلدين. وأضاف الجابر: كان الرئيس الروسي قد أدلى بتصريحات قبل زيارته للإمارات قال فيها: «لن أكشف سراً كبيراً إذا قلت إننا على اتصال دائم مع قيادة دولة الإمارات، بل ونشأت لدينا تقاليد علاقات محددة، فلدينا إمكانية ضبط الساعة على توقيت واحد في اتجاهات وقضايا مختلفة، تعود بالفائدة الكبيرة على المنطقة بأسرها، ونحن ننظر لدولة الإمارات كونها أحد الشركاء الواعدين والقريبين جداً». وأوضح الجابر: «اتخذت الزيارتان المذكورتان الأهمية الاستثنائية نتيجة لعوامل يختص بعضها بالشراكة الاستراتيجية وبعضها الآخر بالتطورات الإقليمية والدولية، التي تستوجب حوار القوى الفاعلة في الأمن الإقليمي والدولي. وتعتبر للشراكة الاستراتيجية بين الإمارات وروسيا، بالغ الأهمية لما تمتلكه البلدان من إمكانيات هائلة يمكن استغلالها لما فيه مصلحة البلدين. تحافظ دولة الإمارات والاتحاد الروسي تقليدياً على حوار سياسي مستقر وموثوق، تدعمه اتصالات غنية ومتعددة الأوجه على أعلى المستويات، والاتصالات على مستوى وزراء الخارجية تجري بشكل منتظم». وتابع سفير الدولة لدى روسيا الاتحادية: يمكن للعلاقات بين الإمارات العربية المتحدة والاتحاد الروسي أن تكون مثالاً يحتذى به لبقية العالم، حيث تقوم على أساس متين، بغض النظر عن التغيرات الاقتصادية والسياسية، نجد أرضية مشتركة عبر مجموعة كاملة من قضايا الساعة في العلاقات الدولية والاقتصاد والتجارة الخارجية والعلوم والثقافة. واستطرد: التعاون بين موسكو وأبوظبي له معنى استراتيجي، حيث يوجد توافق عام على مجمل القضايا والأزمات السياسية الإقليمية والدولية، ونعمل معاً إلى جانب شركائنا الدوليين على إنهاء التوترات بالتوصل إلى الحلول التي من شأنها أن تساهم في إحلال الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، كما يتخذ بلدانا موقفاً حازماً نحو مكافحة الإرهاب والتطرف بكافة صوره وأشكاله. التغير المناخي وقال الجابر: لا يفوتني هنا أن أشير إلى أن الإمارات ستعمل كذلك من خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، وبالتعاون مع روسيا العضو الدائم وبقية الأعضاء، على إيجاد الحلول التي من شأنها أن تساهم في جعل عالمنا أفضل ومواجهة التحديات معاً من التغير المناخي وقضايا التنمية وإلى حل الصراعات والأزمات والمساهمة في إيجاد الحلول لها ضمن جهود المجتمع الدولي. وأضاف: أصبح التفاعل التجاري والاقتصادي بين البلدين أكثر نوعية وإنتاجية كل عام، لقد أدخلت الجائحة العديدَ من التعديلات على خطط واستراتيجية دول العالم، منوهاً إلى أن الاتجاه العام في العديد من البلدان هو أن التجارة والتعاون الاقتصادي قد انخفضا العام الماضي، لكن العلاقات الروسية الإماراتية استثناء من هذا الاتجاه، حيث يستمر تعاون البلدين التجاري والاقتصادي في النمو، وهنالك إمكانات كبيرة لبلدينا للعمل إلى استكشاف مجالات تعاون أرحب تدعم الخطط التنموية لكلا البلدين. وحظيت علاقات التعاون الإماراتية الروسية في مجال المشاريع الكبيرة بتطور أكثر أهمية في مجالات مثل الطاقة والفضاء والطيران وغيرها. بالإضافة إلى التعاون الوثيق ضمن التكتلات الإقليمية والدولية، حيث تعتبر كل من روسيا والإمارات عضوين مهمين وفاعلين في إطار «أوبك+»، وأود أن أشير هنا إلى التعاون في مجال الفضاء كذلك، والحدث التاريخي حيث إن أول رائد فضاء إماراتي هزاع المنصوري انطلق من محطة بايكونور للفضاء بالتعاون مع روسيا، ما يعتبر حدثاً هاماً جداً بالنسبة لنا». وقال: فيما يخص العلاقات البرلمانية الإماراتية الروسية الداعمة للعلاقات السياسية فهي تتعزز باستمرار، فالمجلس الوطني الاتحادي له علاقات برلمانية متنامية تحت مظلة جمعية الصداقة البرلمانية التي تنسق الدبلوماسية البرلمانية بشكل مباشر ومن خلال اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي والفعاليات البرلمانية الأخرى. قال الجابر: تعززت السياحة بين البلدين بشكل كبير، حيث زار نحو 900 ألف سائح روسي الإمارات في عام 2018، وللأسف فإن جائحة كوفيد-19 أثرت بشكل كبير على السياحة العالمية. فقد كانت هناك نحو 111 رحلة أسبوعياً بين روسيا والإمارات، وعشرات الرحلات التي تجلب السياح من مختلف المناطق الروسية إلى الإمارات، وقد بدأنا نشاهد عودة ملحوظة للسائح الإماراتي إلى روسيا مع استئناف الرحلات الجوية بين البلدين، حيث تعتبر من أوائل الوجهات التي شهدت وما زالت تشهد طلباً مرتفعاً على السفر في كلا الاتجاهين. وتابع: ما يلعب دوراً هاماً في تعزيز علاقاتنا مع روسيا هو وجود جالية كبيرة ناطقة باللغة الروسية في الدولة، يبلغ عددها تقريباً نحو 100 ألف، منهم نحو 40 ألف مواطن روسي و60 ألفاً غيرهم من الناطقين بالروسية من عدة دول، وتتواجد على أرض الإمارات الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الوحيدة في منطقة الخليج في الشارقة. كما أن 5 جامعات روسية على الأقل تعمل على فتح فروع لها في الإمارات بعد إنهاء الإجراءات الرسمية في هذا الشأن خلال الفترة المقبلة. كما يحتل معرض ماكس الدولي للطيران (MAKS Air Show) أحد المراكز الرائدة بين أكبر منتديات الطيران في العالم، حيث يعتبر منصة للعروض المتميزة والإنجازات المتقدمة للتصاميم المبتكرة وآخر مستجدات التكنولوجيات والصناعات، مما عزز مكانة المعرض عالمياً. معرض ماكس الدولي للطيران قال الجابر: يبرز معرض ماكس الدولي للطيران التقنيات الروسية العالية وانفتاح السوق المحلية الروسية للمشاريع المشتركة مع الشركاء الأجانب بما في ذلك الشركاء الإماراتيون، حيث يوفر المعرض لدولة الإمارات فكرة شاملة عن أولويات وإنجازات المؤسسات الجوية والفضائية الروسية، حيث يمكن للمرء أن يرى نماذج أولية للطائرات وأنظمة القتال، والمعدات التجريبية التي لا يمكن استعراضها في الخارج. معرض ماكس الدولي للطيران منصة مثالية لجمع المتخصصين في الصناعة لتبادل المعلومات وتبادل المعرفة ومناقشة سياسات السوق والتطورات المستقبلية. ويقدم المعرض للمتخصصين ورجال الأعمال الإماراتيين فرصة لإقامة اتصالات مباشرة ومتعددة المستويات ومواصلة تطوير التعاون الصناعي وإيجاد شركاء جدد. وفي هذا الصدد نعتبر أن هذا المعرض الهام ساحة هامة للتعاون مع المعارض التي تقيمها الإمارات العربية المتحدة وأهمها «معرض دبي للطيران الدولي»، الذي يعتبر أهم معارض صناعة الطيران المدني والعسكري، يجذب اهتمام المهتمين بهذا القطاع من الجهات الحكومية والعسكريين ورجال الأعمال. وتعتبر شركةRosoboronexport مشاركاً دائماً في معرض دبي للطيران، ومعرض «آيدكس» للأسلحة والمعدات العسكرية، في أبوظبي، ونتمنى النجاح لهذا المعرض الذي يقام في روسيا الاتحادية الصديقة.

مشاركة :