واشنطن - اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس أنّ تخلّي سعد الحريري عن تشكيل حكومة في لبنان بعد تسعة أشهر من تكليفه بهذه المهمة يمثّل "خيبة أمل جديدة" للشعب اللبناني الغارق في أزمة سياسية واقتصادية خانقة. وقال بلينكن في بيان إنّ اعتذار الحريري عن عدم تشكيل الحكومة "هو خيبة أمل جديدة للشعب اللبناني"، مشدّداً على "الأهمية الحاسمة لأن تُشكّل الآن حكومة ملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات ذات أولوية". وأتى اعتذار الحريري الخميس عن مهمّة تشكيل الحكومة في وقت يمرّ فيه لبنان بأزمة سياسية واقتصادية خانقة لا يمكن حلّها، في نظر المانحين الدوليين، إلا بتشكيل حكومة تنفّذ إصلاحات بنيوية. وفشل الحريري في تشكيل الحكومة بسبب التناحر السياسي في بلد يواجه انهياراً اقتصادياً رجّح البنك الدولي أن يكون من بين ثلاث أشدّ أزمات في العالم منذ عام 1850. وأعرب بلينكن في بيانه عن أسفه لأنّ "الطبقة السياسية في لبنان أهدرت الشهور التسعة الماضية". وأضاف أنّ "الاقتصاد اللبناني في حالة سقوط حرّ والحكومة الحالية لا تقدّم الخدمات الأساسية بشكل موثوق به". وتابع الوزير الأميركي "يجب على القادة في بيروت أن ينحّوا جانباً خلافاتهم الفئوية وأن يشكّلوا حكومة تخدم الشعب اللبناني". ولفت بلينكن إلى أنّه من أبرز ما يتعيّن على الحكومة المقبلة ان تقوم به، إلى جانب وقف التدهور الاقتصادي، هو تنظيم الانتخابات التشريعية المفترض أن تجري في 2022، مشدّداً على وجوب أن تحصل هذه الانتخابات "في مواقيتها وأن تجري بطريقة حرة ونزيهة". وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد كلف الحريري بتشكيل حكومة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عقب استقالة حكومة رئيس الوزراء حسان دياب في أعقاب انفجار مرفأ بيروت. والحريري رئيس وزراء سابق وأرفع سياسي سني في البلاد. وبعد إعلانه الاعتذار، أغلق محتجون من أنصار الحريري بعض الطرق في المناطق ذات الأغلبية السُنية ببيروت وأشعلوا النار في صناديق القمامة وإطارات المركبات. وانتشرت قوات الجيش وأطلقت النار في الهواء لتفريق المحتجين الذين رشقوا الجنود بالحجارة ومقذوفات أخرى. وقال مصدر أمني إن جنديا أصيب. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان الخميس إن الإخفاق في تشكيل حكومة لبنانية جديدة أمر مروع وانتقد الطبقة السياسية التي تحكم البلاد بأكملها. وقال للصحفيين في الأمم المتحدة في نيويورك "هذا مجددا حدث مروع آخر... هناك انعدام تام لقدرة الزعماء اللبنانيين على التوصل لحل للأزمة التي تسببوا فيها". وحثت فرنسا الجمعة لبنان على اختيار رئيس وزراء جديد في أقرب وقت ممكن حيث قال بيان لوزارة الخارجية الفرنسية أن مؤتمرا دوليا جديدا لتلبية احتياجات اللبنانيين سيعقد في الرابع من أغسطس/آب بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمم المتحدة. من جانبه قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إن تبعات الأمر ستكون خطيرة.
مشاركة :