كان (فرنسا) - أصبحت الفرنسية جوليا دوكورنو ثاني امرأة تنال جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، على ما أعلن رئيس لجنة التحكيم في المهرجان سبايك لي منذ الدقائق الأولى لحفلة توزيع الجوائز في خطوة فاجأت الحاضرين. وباتت جوليا دوكورنو التي نالت الجائزة عن فيلم "تيتان"، ثاني مخرجة تفوز بالسعفة الذهبية في تاريخ المهرجان بعد جين كامبيون سنة 1993 عن فيلمها "ذي بيانو". وقد أعلن سبايك لي هوية الفائز بهذه الجائزة الكبرى في المهرجان فيما كان يُفترض أن يكشف اسم رابح جائزة أفضل ممثل. ويبعث المهرجان السينمائي العالمي رسالة انفتاح كبرى من خلال تقديم مكافأته الأبرز للمخرجة البالغة 37 عاما، أصغر المتنافسين في المسابقة الرسمية وإحدى النساء الأربع الوحيدات في المنافسة. ويكرّم المهرجان بذلك مخرجة تميزت بأسلوبها الصادم ذي التوجهات النسوية. ويتسم الفيلم الفائز هذا العام، وهو من بطولة أغات روسيل والممثل الفرنسي فنسان لاندون، بأسلوب معاصر ينطوي على أكبر قدر من العنف والسوداوية بين الأعمال التي شاركت في المنافسة هذا العام. وقالت جوليا دوكورنو خلال المهرجان "أحد أهدافي كان دائما إدخال" الأفلام الغريبة "إلى مهرجانات تتوجّه للعامة لوقف نبذ أحد أقسام الإنتاج الفرنسي" في مجال السينما. وأشارت المخرجة إلى أن نوع الأفلام التي تقدمها "يتيح التطرق إلى الفرد والخوض بعمق في مخاوفنا ورغباتنا". يبدأ فيلم "تيتان" بحادث سيارة تتعرض له أليكسيا، الشخصية الرئيسية في العمل، خلال طفولتها فيما كان والدها خلف المقود. وهي كادت أن تموت لولا صفيحة من التيتانيوم أُدخلت إلى دماغها. ويصور الفيلم البطلة في أولى سنوات الشباب، وتؤدي دورها الممثلة المبتدئة أغات روسيل التي حصد أداؤها ثناء كبيرا من النقاد. وتعيش الفتاة الصغيرة بجسد تسكنه كتلة معدنية تنمو في بطنها. وكانت المخرجة تركت أثرا قويا في مهرجان كان بفيلمها الطويل الأول "رو"، وهو قصة صادمة عن طالبة في الطب البيطري تستحيل من آكلة لحوم البشر. وفي الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، حظيت المخرجة بدعم نايت شيامالان، أحد أبرز الأسماء في مجال أفلام الرعب، وهو كلفها إخراج حلقتين من مسلسله "سيرفانت". الجائزة الثانية بالتساوي من جهة اخرى شدد المخرج الإيراني أصغر فرهادي على ضرورة "تعزيز الوعي" في إيران، خلال تسلمه الجائزة الكبرى في لكان، وهي ثاني أهم جائزة بعد السعفة الذهبية، وقد نالها مناصفة مع الفنلندي يوهو كووسمانن. وحصل فرهادي على الجائزة عن فيلمه "إيه هيرو" ("بطل") عن مجتمع إيراني ينهشه انعدام الثقة بين أفراده. وبعد تجربتين عالميتين لم تقنعا النقاد عبر فيلمي "ذي باست" (2013) و"إيفريبادي نوز" (2018)، عاد المخرج إلى بلاده وموضوعاته المفضلة المتمثلة في إحصاء الشرور التي تعترض طريق التحرر والسعادة في المجتمع، مع فيلم روائي طويل جديد مدته ساعتان. وقال فرهادي البالغ 49 عاماً لدى تسلمه جائزته إنه لم يفعل "شيئاً سوى كتابة الأفلام" وتصويرها "رغم كل العراقيل والصعوبات والضغوط والعقبات التي كان من الممكن" أن تثنيه عن ذلك. وأضاف "ما زلت آمل، من خلال إثارة الأسئلة، في أن أتمكن من المساعدة في تحسين الأمور". وتابع قائلاً "ما يمكن أن ينقذ بلدي ويحسنه هو تعزيز الوعي". ونال فرهادي الجائزة بالتساوي مع الفنلندي يوهو كووسمانين الذي أخرج فيلم "كومبارتمنت نمبر 6"، عن لقاء بين فنلندية وروسي خلال رحلة بالقطار بين موسكو ومورمانسك في شمال الدائرة القطبية الشمالية.
مشاركة :