الخرج نت : وجد فريق من الباحثين الألمان أن تأثير الطفرات الجينية المسببة للسرطان لا يكون واحداً في كل أعضاء الجسم. وأظهرت دراسة جديدة، قادها فريق دولي من الباحثين، أن تأثير الطفرات الجينية التي قد تؤدي للإصابة بالسرطان يختلف بشكل جذري في أعضاء الجسم المختلفة، وذلك اعتماداً على نوع الأنسجة والجينات الأخرى التي يتم تغييرها، مما يجعل أنواع معينة من الأنسجة أكثر عرضة من غيرها لنمو الأورام، وفقاً للوكالة الآسيوية الدولية للأخبار (إيه إن آي). وأوضحت الوكالة في تقرير نشرته، السبت، أن فريق الباحثين الذي ضم أطباء من مركز اتحاد السرطان الألماني، والجامعة التقنية في ميونيخ، والمركز الطبي الجامعي في جوتنجن، قد اكتشف لأول مرة أن بعض التفاعلات الجينية الخاصة داخل الأنسجة تعد المسؤولة عن تحول الخلايا لأورام خبيثة، وهي النتائج التي يمكن أن تقود لاتخاذ قرارات علاجية أكثر دقة في المستقبل. ونقلت الوكالة عن الباحث المشارك في الدراسة، الدكتور ديتر ساور، قوله: “كان من الضروري فهم التفاعلات الجينية الأساسية التي تحرك هذه الأورام بطريقة خاصة داخل أنسجة معينة من أجل اكتشاف استراتيجيات علاجية جديدة تعمل على تحسين تشخيص هؤلاء المرضى، وستسمح النتائج التي توصلنا لها بتدخلات جزيئية عالية الدقة في المستقبل”. وفي الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة “كانسر ديسكافري”، نظر فريق البحث في تطور سرطان القناة الصفراوية والبنكرياس في الفئران، حيث قاموا باستبدال الجينات المسرطنة الطبيعية PIK3CA و KRAS بنسخة تحتوي على طفرة مماثلة لتلك الموجودة في السرطانات البشرية. ووجد الباحثون أن التعبير عن هذه الجينات المسرطنة قد أدى إلى نتائج مختلفة تماماً في خلايا القناة الصفراوية والبنكرياس، إذ طورت الفئران التي تحمل جين PI3K المتحور سرطاناً في القناة الصفراوية في الغالب، بينما طورت الفئران التي تحمل جين KRAS المتحور سرطان البنكرياس فقط. ونقلت الوكالة عن الباحثة المشاركة في الدراسة، كيارا فالكوماتا، قولها: “تعتبر نتائجنا خطوة مهمة نحو حل أحد أكبر الألغاز في علم الأورام: لماذا تؤدي التغيرات في جينات معينة إلى الإصابة بالسرطان في أعضاء معينة فقط؟ حيث كشفت دراساتنا على الفئران كيف تتعاون الجينات لإحداث السرطان في أعضاء مختلفة، فقد حددنا العوامل الرئيسية، والترتيب الذي يحدث به تطور الورم، فضلاً عن العمليات الجزيئية التي تتحول فيها الخلايا الطبيعية إلى سرطانات مهددة، وهي العمليات التي قد تقودنا إلى تطوير علاجات جديدة”. ومن جانبه، يقول أستاذ أبحاث السرطان في المركز الطبي الجامعي في جوتنجن، جونتر شنايدر: “فهم التفاعلات الجينية في أنواع مختلفة من السرطان سيقودنا لاتخاذ قرارات علاجية أكثر دقة في المستقبل، كما تسمح لنا قدرتنا على هندسة تعديلات جينية محددة في الفئران بدراسة وظيفة الجينات المسرطنة في الأنسجة المختلفة، كما أنه سيتم استخدام نماذج الفئران هذه في اختبار العقاقير المضادة للسرطان قبل استخدامها في التجارب السريرية”.
مشاركة :