ما زالت أم فهد تعيش بيننا

  • 10/15/2015
  • 00:00
  • 57
  • 0
  • 0
news-picture

أم فهد هي تلك المرأة الاجتماعية جدا التي تنتقل كل صباح من منزل إلى منزل. تحمل معها قهوتها وتزور جيرانها وأقاربها يوميا. لديها أخبار كل الحارة وكل الأقارب والأصدقاء. لديها تقارير يومية تسردها لكل من تزوره، وهذا الشيء الوحيد "اللي مصبر الناس عليها"، ليس حبا فيها ولكن حب الناس لمعرفة أخبار الناس: عبدالله المحمد خطب دلال بنت جارنا أبو خالد، عهود الصالح تعينت معلمة في "رماح".. ماجد السعد "أموره ماش يقولون أبوه مسكين تعب معه"، "عبدالله ولد جارنا عبدالعزيز هو وإخوانه جاهم ورث بملايين وبدوا يضيعون دراهمهم يوم مات شويبهم". أم فهد، شخصية غريبة مهووسة بالعين وانتقاد الآخرين، ولا تحب أن يعرف عنها أحد أي شيء، مثلا: "الناس ما عرفوا إن بنتها مها حامل إلا وهي بالسابع! وما دروا إن ولدها فهد ترسم بالاتصالات إلا بعد سنتين! شارين سيارة جديدة كاش وتقول للناس ذبحتنا أقساط السيارة"! ودائما تكرر على أبنائها وبناتها الحديث الشريف: "واقضوا حوائجكم بالكتمان". نساء الحارة يقولون عنها "شاطرة"، تنتقد بنات وعيال الناس وهي وما تشوف بناتها وعيالها! تحب أن تطرح أسئلة كثيرة رغم أنها تتضايق جدا عندما يسألها أحد عن أي شيء! هكذا كانت حياة أم فهد، ولكنها الآن أصبحت أكثر حداثة وأكثر توافقا مع العصر. أصبح لديها معرف في "تويتر" و"إنستجرام" و"سناب شات" و"فيس بوك"، وما زالت تتابع الجميع وتعرف أخبارهم، وما زالت تنقل الأخبار ولكن دون عناء ودون مشاوير، ودون أن تنقل معها قهوتها من بيت إلى آخر. فهي ما زالت تمارس مهامها، ولكن أصبحت هذه المهام بأسلوب حديث.

مشاركة :