توقعت مصادر حزبية مغربية أن يكون لانتخاب حكيم بن شماس القيادي في حزب «الأصالة والمعاصرة» رئيساً لمجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان) تداعيات على صعيد تشكيل التحالفات السياسية مستقبلاً في البلاد. ولفتت المصادر إلى أن تصويت نواب حزب «العدالة والتنمية» الحاكم و»التقدم والاشتراكية» ومركزيات نقابية لمصلحة منافس بن شماس، الوزير السابق عبد الصمد قيوح عن حزب «الاستقلال»، يعكس تحولاً في مسار التحالفات، في ظل تلويح الأخير بالتزام موقف «المساندة النقدية» لحكومة عبد الإله بن كيران، ما يعكس انفراط تحالف المعارضة الذي كان يضم 4 أحزاب هي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري. وفاز مرشح «الأصالة والمعاصرة» بفارق صوت واحد على مرشح الاستقلال 58 صوتاً مقابل 57، ونُقل عن زعيم «الاستقلال» حميد شباط قوله إن تصويت أحزاب «الصف الوطني» لمرشح حزبه يعكس رؤية مستقبلية، في إشارة إلى انسحابه من تحالف المعارضة، مشدداً على أن فارق صوت واحد لا يلغي «طابع التحكم» الذي تسعى بعض الأطراف إلى فرضه على المشهد السياسي، داعياً إلى ترك الأحزاب تقوم بدورها «بعيداً من أي وصاية أو تحكم». وأضاف: «تجاوزنا فترة صنع الأحزاب» في إشارة إلى الخطاب السابق لأحزاب المعارضة حيال ما كانت تصفه بـ «أحزاب الإدارة» أو «الحزب السري». وصرّّح رئيس كتلة «العدالة والتنمية» في مجلس المستشارين النائب عبد العلي حامي الدين إن المنافسة على رئاسة المجلس كانت قائمة بين تيارين، وأن اللحظة تحتّم استخلاص الدروس من الجميع «والتفكير في جدول أعمال وطني للنضال الديموقراطي». وتُعد هذه المرة الأولى التي ينال فيها حزب إسلامي (العدالة والتنمية) كتلةً في مجلس المستشارين، فيما أكد الرئيس المنتخب حكيم بن شماس التزام مرجعية المنهجية التشاركية في تدبير الملفات.
مشاركة :