تسببت الفيضانات المدمرة التي تشهدها أوروبا حاليا، في عدة أزمات تتعلق بانقطاع الكهرباء واضطرابات في النقل وتضرر منشآت طاقة وأضرار مادية أخرى، ما أسفر عن خسائر بمليارات اليوروهات، في حين وجهت أصابع الاتهام إلى التغير المناخي وفي التفاصيل، ارتفع عدد قتلى الفيضانات في أوروبا إلى 118 على الأقل أمس، معظمهم في غرب ألمانيا، حيث ما زالت فرق الطوارئ تبحث عن المفقودين كذلك، لقي أشخاص عدة حتفهم وفقد آخرون في ألمانيا عقب انزلاق كبير للتربة نجم عن الأحوال الجوية السيئة، وجرف منازل في منطقة غير بعيدة عن مدينة كولونيا صباح أمس وبحسب “الفرنسية، ما زال مئات الأشخاص مفقودين في البلاد فيما ارتفع عدد القتلى في بلجيكا إلى 15 مع بقاء أكثر من 21 ألف شخص بدون كهرباء في منطقة واحدة كما هطلت أمطار غزيرة على لوكسمبورج وهولندا ما تسبب في سيول شديدة في عديد من المناطق وإجلاء آلاف في مدينة ماستريخت الهولندية أما في فرنسا، فبدأ الوضع يعود إلى طبيعته أمس في شرق فرنسا بعد هطول أمطار غزيرة في الأيام الأخيرة، ومن المرتقب أن يتحسن الوضع في الساعات المقبلة، كما أفادت “ميتيو فرانس” وفي شرق فرنسا، تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث اضطرابات في النقل النهري والسكك الحديد في الأيام الأخيرة لكن حصيلة القتلى في ألمانيا ما زالت الأعلى وقد عنونت صحيفة “بيلد” اليومية الأكثر قراءة في ألمانيا صفحتها الأولى “فيضانات الموت” بعد هطول أمطار غزيرة في مناطق عدة، تسببت في أضرار مادية وزرعت رعبا بين السكان الذين فوجئوا بالفيضانات وأمس، دعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى معركة “أكثر حزما” ضد ظاهرة تغير المناخ في ضوء الفيضانات المدمرة في غرب البلاد وقال شتاينماير من برلين “لن نتمكن من الحد من الظواهر المناخية القصوى إلا إذا شاركنا في معركة حاسمة ضد تغير المناخ” وأعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من واشنطن، حيث التقت الرئيس جو بايدن، عن خشيتها “من عدم القدرة على معرفة الحجم الحقيقي للكارثة إلا في الأيام المقبلة” ويمكن مشاهدة شوارع ومنازل غارقة تحت المياه وسيارات منقلبة وأشجار مقتلعة في كل المواقع التي أتت عليها الفيضانات، فيما عزلت بعض المناطق عن العالم الخارجي في آرفايلر، انهار عديد من المنازل بشكل كامل، ما ترك انطباعا بأن موجة تسونامي ضربت المدينة وتأكد مقتل 24 شخصا على الأقل في أسكيرشن، إحدى البلدات الأكثر تضررا في شمال البلاد وقالت ميركل للصحافيين في واشنطن “قلبي مع كل الأشخاص الذين فقدوا أحباء لهم في هذه الكارثة، والقلقين بشأن مصير أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين” وأعلنت السلطات أمس أن عدد القتلى الإجمالي في ألمانيا وصل إلى 103 على الأقل وقالت مالو دراير رئيسة حكومة راينلاند بالاتينات “أحصينا حتى الآن 60 قتيلا” في منطقة راينلاند بالاتينات وحدها، وهي واحدة من أكثر المناطق تضررا بالفيضانات، ما يرفع الحصيلة الوطنية إلى 103 قتلى وعدد الضحايا في أوروبا، بما في ذلك بلجيكا، إلى 118 ومن المرجح أن ترتفع الحصيلة في ألمانيا مع بقاء أعداد كبيرة من الأشخاص في عداد المفقودين في ولايتي شمال الراين وستفاليا وراينلاند بالاتينات، الأكثر تضررا في منطقة آرفايلر المدمرة في راينلاند بالاتينات، فقد نحو 1300 شخص إلا أن السلطات المحلية أفادت لصحيفة “بيلد” بأن هذا العدد الكبير يعود على الأرجح إلى تضرر شبكات الهاتف وبالتالي عدم القدرة على التواصل مع كثر وقال روجر لوفنتز وزير الداخلية الإقليمي لإذاعة “إي دبليو آر”، “نعتقد أنه ما زال هناك 60 شخصا في عداد المفقودين، وعندما لا تعرف أي شيء عن أشخاص لفترة طويلة… عليك أن تخشى الأسوأ”. وأضاف أنه “على الارجح سيستمر عدد الضحايا في الارتفاع في الأيام المقبلة” وكتبت إدارة بلديات كولونيا في تغريدة على “تويتر”، “إنه في بلدة إرفتشتات-بليسم جرف عدد كبير من المنازل وانهار بعضها. فقد عدد كبير من الأشخاص”. وصرحت ناطقة بأنه تم “تأكيد” مقتل عدد من الأشخاص وقال جيرد لاندسبرج، رئيس الاتحاد الألماني للمدن والبلديات “إن تكلفة الأضرار قد تصل إلى مليارات اليوروهات” وصرح وينفيد كولر، وهو من سكان مدينة هاجن في شمال الراين وستفاليا لإذاعة “دبليو دي آر” العامة بأنه لم يختبر “شيئا مماثلا في حياته” بعدما أنقذه إطفائيون من سيارته في هاجن أيضا، كان سيباستيان كيفر يساعد على ملء أكياس رمل أمام مطعم محلي. وقال “إنه أمر جنوني عندما تفكر في الطاقة التي تختزنها المياه” وقال كونستانتين هارتمان من قرية روتجن-مولارتشويت في منطقة إيفل للمحطة الإذاعية “إن حظيرته دمرت بالكامل”، وأضاف “دمر كل شيء هناك. لم يساعدنا أحد، ولا أحد” أما في بلجيكا، فما زال خمسة أشخاص في عداد المفقودين، وقد أرسل الجيش إلى أربع مقاطعات من أصل عشر في البلاد للمساعدة في عمليات الإنقاذ والإجلاء وقال إليو دي روبو رئيس فالونيا “إن نهر الموز المتضخم سيشكل خطرا على لييج”، وهي مدينة مجاورة يقطنها 200 ألف شخص أعادت العواصف ظاهرة تغير المناخ إلى قلب الحملة الانتخابية في ألمانيا قبل الانتخابات المقررة في 26 أيلول (سبتمبر) التي ستنهي 16 عاما من وجود ميركل في السلطة وقال هورست سيهوفر وزير الداخلية الألماني “إن ألمانيا يجب أن تستعد بشكل أفضل في المستقبل”، مضيفا أن “هذا الطقس المتطرف هو نتيجة لتغير المناخ” ونظرا إلى أن الغلاف الجوي الذي أصبح أكثر دفئا يحبس مزيدا من المياه، فإن تغير المناخ يزيد من وتيرة وشدة الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة” وفي المناطق الحضرية التي تضم نظام صرف صحي سيئا ومباني واقعة في مناطق عرضة للفيضانات، قد يكون الضرر كبيرا وقد سارع المرشحون إلى إثارة مسألة المناخ وإطلاق الوعود بشأن المناخ بعد الفيضانات ودعا أرمين لاشيت رئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا، المحافظ الذي سيخلف ميركل، إلى “تسريع” الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ، مشددا على الصلة بين تغير المناخ والظواهر المناخية القصوى وتسببت الفيضانات القوية التي تجتاح أجزاء من ألمانيا في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء من البلاد، حسبما أعلنت مجموعة أيون الألمانية للطاقة في بيان أمس والأمطار الغزيرة التي انهمرت خلال اليومين الماضيين أحدثت ارتفاعات حادة لمنسوب مياه الأنهار، وتفكك التربة، حيث غمرت المياه منشآت البنية التحتية الخاصة بالطاقة في غرب البلاد وأفادت وكالة “بلومبيرج” للأنباء بأن مراكز الشبكات الفرعية ومحطات المحولات أغلقت لدواعي السلامة في المنطقة التي تغطيها شركة فيستنيتز التابعة لمجموعة أيون، ما تسبب في انقطاع الكهرباء عن نحو 165 ألف شخص كما حدث انقطاع في الكهرباء في المناطق التي تغطيها شركة ميتنيتز شتروم التابعة لمجموعة أيون في شرق ألمانيا أيضا، بسبب سقوط أشجار على خطوط الطاقة. يشار إلى أن الفيضانات في غرب ألمانيا، التي وصلت إلى مستويات قياسية لم تحدث من عقود، أودت بحياة عشرات الأشخاص، ولا يزال كثيرون في عداد المفقودين وانخفض منسوب المياه في سد مهدد بالانهيار في غرب ألمانيا، بحسب ما أعلنه أحد أعضاء لجنة إدارة أزمة الفيضانات البارحة الأولى وقال ماركوس بوم، من شركة “إي-ريجيو” لإمدادات الطاقة، “إن السبب في ذلك يرجع من ناحية إلى تراجع تدفق المياه كما أن هيئة الإغاثة الفنية قامت من ناحية أخرى بضخ المياه إلى خارج السد القريب من الحدود بين ولايتي شمال الراين ويستفاليا وراينلاند بفالتس” يذكر أنه بسبب انسداد مصرف السد جراء العاصفة، تعذر صرف المياه من السد بطريقة يمكن التحكم فيها. وكان ماركوس رامرز عضو مجلس بلدية منطقة اويسكيرشن، صرح بأن أحد الخبراء صنف حالة سد المياه غير الصالحة للشرب بأنها “غير مستقرة للغاية”. وكان قد تم إخلاء عديد من الأماكن لأسباب تتعلق بالسلامة، وأشار رامرز إلى أن عمليات الإخلاء أثرت في 4500 شخص ولا يزال هناك نحو 1300 شخص في عداد المفقودين في منطقة أريوله الريفية إلى حد كبير في ولاية راينلاند-بفالتس. ويعوق تعطل شبكة المحمول القدرة على الاتصال بالسكان. وجرفت المياه عديدا من المنازل في قرية شولد الصغيرة المواجهة للنهر، مع تضرر عديد من المباني الأخرى بشدة. ويحاول عديد من الأعمال التجارية في جميع أنحاء المنطقة الآن النجاة من الكارثة كما يوجد نقص في المياه الصالحة للشرب في أجزاء من المناطق المنكوبة. وتعين إنقاذ عديد من الأشخاص عن طريق القوارب، كما أدى تسرب للغاز إلى تعقيد أعمال الإنقاذ في بلدة إرفتشتات في ولاية راينلاند-بفالتس
مشاركة :