طوكيو - أ ف ب: بعد تتويجه بلقبه الثالث الكبير لهذا الموسم والعشرين في مسيرته، يبحث النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش عن الـ«غراند سلام» الذهبي حين يخوض غمار أولمبياد طوكيو في منافسات كرة المضرب لفردي الرجال، فيما تبحث اليابانية ناومي أوساكا عن المجد الأولمبي في معقلها. وفي وقت يسعى ديوكوفيتش للفوز باللقب الأولمبي الغائب عن خزائنه وأن يصبح أول لاعب في التاريخ يحرز خماسية البطولات الأربع الكبرى والذهبية الأولمبية في موسم واحد، ستكون أوساكا محط الأنظار في فردي السيدات بعد غيابها عن الملاعب منذ يونيو إثر انسحابها من بطولة رولان غاروس بسبب مشاكل نفسية. وكان ديوكوفيتش، المصنف أوّل عالميا، متردّدا في اتخاذ قرار المشاركة في أولمبياد طوكيو المؤجل من الصيف الماضي بسبب فيروس كورونا، قبل أن يحسم أمره في 15 الحالي. وغرّد ديوكوفيتش الذي أحرز برونزية الفردي عام 2008 في أولمبياد بكين، على «تويتر»: «لقد حجزت رحلتي الى طوكيو وسأنضم بكل فخر الى الفريق الصربي في الألعاب الأولمبية». ويبدو الطريق ممهدا أمام ديوكوفيتش للظفر بالذهب الأولمبي في ظل غياب منافسيه الأساسيين السويسري روجيه فيدرر والإسباني رافايل نادال، إضافة الى لاعبين مثل النمسوي دومينيك تيم، الإيطالي ماتيو بيريتيني، الأسترالي نيك كيريوس ومواطنه أليكس دي مينور، الكندي دنيس شابوفالوف، البلجيكي دافيد غوفان والنروجي كاسبر رودي. وإذا كان انسحاب نادال، المتوج بذهبية بكين 2008، معلوماً منذ فترة بعدما قرّر أيضاً عدم المشاركة في بطولة ويمبلدون التي توّج بها ديوكوفيتش على حساب بيريتيني، لأنه «استمعت الى جسدي» و«القرار الصحيح»، فإن قرار فيدرر اتخذ في 13 الحالي بعد انتكاسة في عملية تعافيه من عملية جراحية في الركبة. وجاء قرار انسحاب السويسري المتوّج بعشرين لقباً في بطولات الغراند سلام، من الألعاب الأولمبية عقب خروجه من الدور ربع النهائي لبطولة ويمبلدون على يد البولندي هوبرت هوركاش. وخضع فيدرر الذي يحتفل الشهر المقبل بميلاده الأربعين، لعمليتين جراحيتين في ركبته العام الماضي، ما تسبب بعدم إكماله الموسم الذي تأثر كثيراً بتداعيات فيروس كورونا، ثم بقراره عدم إكمال بطولة رولان غاروس الشهر الفائت والانسحاب منها عشية مباراته في ثمن النهائي مع بيريتيني لأنه أراد الاحتفاظ بقوته لبطولة ويمبلدون. وكشف فيدرر أنه: «خلال موسم الدورات العشبية، عانيت للأسف من انتكاسة في ركبتي، وتقبلت فكرة بأنه يجب عليّ الانسحاب من ألعاب طوكيو الأولمبية» حيث كان يمني النفس بإحراز الذهبية الأولمبية في فئة الفردي للمرة الأولى في مسيرته الأسطورية. على أوساكا التخلص من الضغط النفسي وغاب المصنف أول عالمياً سابقاً عن أولمبياد ريو 2016 بسبب الإصابة في ركبته اليسرى ما حرمه من المشاركة الأولمبية الخامسة بعد أعوام 2000 و2004 و2008 و2012. وتبقى أفضل نتيجة للسويسري على صعيد الفردي نيله فضية لندن 2012 بعد خسارته في النهائي على ملاعب عموم إنجلترا في ويمبلدون أمام البريطاني أندي موراي، فيما توج بالذهب في فئة الزوجي عام 2008 في بكين برفقة ستانيسلاس فافرينكا. وفي ظل غياب خمسة من المصنفين العشرة الأوائل عن ألعاب طوكيو، يبدو المسار معبداً أكثر من أي وقت مضى أمام ديوكوفيتش لتتويج عنقه بالمعدن الأصفر على أن يكون البريطاني أندي موراي الذي تراجع مستواه كثيراً بسبب الإصابات، منافسه الأبرز بعدما فرض نفسه متخصصاً في الأولمبياد بإحراز الذهبية في لندن 2012 وريو 2016. كما يجب على ابن الـ34 عامًا الساعي لأن يكون ثاني لاعب في تاريخ اللعبة إن كان عند الرجال أو السيدات يحرز الـ«غراند سلام» الذهبي بعد الألمانية شتيفي غراف عام 1988، الحذر من الياباني كي نيشيكوري، صاحب برونزية ريو 2016، وجيل الشباب المتمثل بالروسيين دانييل مدفيديف وأندري روبليف واليوناني ستيفانوس تيستسيباس والألماني ألكسندر زفيريف. تطرّق الخميس إلى معادلة إنجاز غراف بالقول: «لست على تواصل مع شتيفي.. لكني أكُن لها كل الاحترام والتقدير»، مضيفاً: «أود أن أسألها كيف فعلت ذلك»، أي كيف توجت بالـ«غراند سلام» الذهبي. وتابع: «بالطبع بالنسبة لي هو هدف وحلم.. عقلية البطلة التي تمتلكها هي بالتأكيد شيء يلهمني. آمل أن أتمكن من استخدام ذلك في القادم. عندما كنت أفكر في إنجازها الخارق.. قال لنفسه إن هناك فرصة ضئيلة في أن يتمكن شخص ما من تحقيق ذلك مرة أخرى». ويخوض الصربي ألعاب طوكيو على خلفية 34 فوزاً منذ بداية الموسم مقابل ثلاث هزائم فقط، ما سمح له بإحراز أربعة ألقاب رفع بها رصيده الى 85 في مسيرته. ولن تنحصر الغيابات في منافسات الرجال وحسب، إذ تغيب الأسطورة الأمريكية سيرينا وليامس عند السيدات نتيجة إصابة تعرضت لها في الدور الأوّل لبطولة ويمبلدون وأجبرتها على الانسحاب، مقللةً من حظوظها في معادلة رقم الأسترالية مارغاريت كورت من حيث عدد الألقاب الكبرى (24)، لاسيما أنها تحتفل الشهر المقبل بميلادها الأربعين.
مشاركة :