أكدت أريج السعد أخصائية التغذية العلاجية ونائب رئيس جمعية أصدقاء الصحة أهمية تحسين جودة الحياة لدى طلاب المدارس والذي يستهدف تحديداً تحسين قدراتهم الذهنية والعقلية وقدرتهم على التحصيل الدراسي، موضحة أنه للوصول إلى تحسين هذه القدرات توجد عدة آليات واشتراطات لابد من الاتفاق على تطبيقها مجتمعياً من أجل الإلمام بكافة الجوانب التحسينية حيث من غير المفيد التركيز على تحسين جانب دون آخر، حيث لابد أن تتكاتف الأسر والمؤسسات التعليمية والمجتمع من أجل تحقيق أقصى جودة في مجالات تحسين جودة الحياة. جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمته لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للمرأة للحديث حول التغذية الصحية للشباب في الإجازة الصيفية. وقالت إن تحقيق جودة حياة لدى طلاب المدارس والشباب هو تحقيق جودة حياة لدى فئة كبيرة من المجتمع لكونها تستهدف طلاب مختلف المراحل الدراسية من مدارس وجامعات، لافتة إلى أن من أهم الوسائل التي لابد من العمل عليها من قبل الأسرة والمؤسسات التعليمية والمجتمع لتعزيز جودة الحياة، هو التحسين من جودة الحياة الصحية لكونه مزيجا من الصحة الجسدية والصحة النفسية والذي بالإمكان تحقيقه من خلال عدة آليات كالتغذية الصحية وممارسة الرياضة بشكل منتظم والابتعاد عن التوتر والضغوطات النفسية بالإضافة إلى شرب كميات كبيرة من المياه والحرص على متابعة جداول التطعيم إلى جانب تنمية سلوكيات تقبل رأي الآخرين لدى الناشئة والشباب. وأشارت إلى نتائج مسح أجري على طلبة المدارس للفئة العمرية ما بين 13 و 15 سنة في العام 2018 ونشر على موقع وزارة الصحة بين أن 40% من طلبة المدارس يعانون من السمنة وزيادة الوزن و23% يعانون من الخمول وعدم ممارسة الرياضة، كما كشف تقرير آخر لمنظمة الصحة العالمية أن نسبة السمنة بين المراهقين والأطفال في مملكة البحرين (26% بنات و22% أولاد)، وهذا مؤشر لوجود مشكلة لابد من حلها تعاوناً بين الأسرة والمدرسة ومختلف مؤسسات المجتمع. وشددت على أن من أهم مسببات زيادة الوزن والسمنة لدى هذه الفئة هو السلوكيات الغذائية الخاطئة والاعتماد على الحلويات والسكريات والأطعمة المشبعة بالدهون فضلاً عن قلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة، كما أن من العوامل التي ساعدت على ازدياد نسبة السمنة مؤخراً هو عملية الإغلاق جراء جائحة كورونا وتحول الدراسة إلى عملية التعلم عن بعد في عوالم افتراضية، حيث قلت الحركة وحرم الاطفال من حصص النشاط البدني والتنقل. وأكدت أن التوتر النفسي يلعب دورا في تفاقم مشكلة زيادة الوزن، حيث أنه في حال وجود مشاكل أسرية فإن بعض الأطفال يلجئون إلى تناول الطعام كنوع من أنواع التخفيف والضغط النفسي، وقد يكون هذا السلوك مشتركاً بين أكثر من فرد في الأسرة. وتطرقت إلى أن الأنشطة البدنية التي يمارسها الأطفال اليوم قليلة، حيث أن ثلاثة أرباع الأوقات يقضيها الأطفال بمتابعة التلفاز والأجهزة الإلكترونية، وقد أوصت الجمعية الأمريكية لطب الأطفال بأن لا يتجاوز استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية ساعتين إلى ثلاث ساعات كحد أقصى من وقت الطفل، مشيرة إلى أن الإعلانات الترويجية للأطعمة والمأكولات السريعة عبر مختلف الوسائل الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي أمور عززت من تفاقم مشكلة السمنة وزيادة الوزن لدى الطلبة. ولفتت إلى أن الإجازة الصيفية فرصة لتحسين وتغيير السلوكيات والعادات الغذائية والصحية لدى الطلبة، كما أن عند الرغبة بتغيير سلوكيات الطفل لابد من ان تكون الرسالة موجهة للأسرة ككل، حيث من المهم جداً أن تتبنى الأسرة بأكملها أنماط حياة صحية، لأنه ينبغي تغيير سلوك البيئة المحيطة وتهيئة الظروف المناسبة. واختتمت حديثها قائلة عند الشعور بالفشل في وضع نظام غذائي صحي للأبناء لا تتخبط في وضع نظام غذائي عشوائي غير مدروس مأخوذ عن طريق محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعية، حيث لابد من اللجوء إلى شخص متخصص لكونه يملك المعلومات التي تتناسب مع احتياجات الطفل ويراعي الفئات العمرية ونموها والمحافظة على الوزن والصحة بشكل مناسب ومتزن.
مشاركة :