محلل أمريكي: سياسة بايدن تعزز نفوذ ملالي إيران وتضعف السيادة الأمريكية

  • 7/25/2021
  • 23:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن‭ - (‬د‭ ‬ب‭ ‬أ‭): ‬لم‭ ‬تخل‭ ‬سياسة‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الحالية‭ ‬تجاه‭ ‬إيران‭ ‬ومساعيها‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الذي‭ ‬انسحبت‭ ‬منه‭ ‬الإدارة‭ ‬السابقة،‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬عدة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬سوف‭ ‬يعزز‭ ‬موقف‭ ‬طهران‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬ولن‭ ‬يلبي‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الاتفاق‭. ‬ ويتساءل‭ ‬العالم‭ ‬السياسي‭ ‬الأمريكي‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬إيراني،‭ ‬والباحث‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬هارفارد،‭ ‬مجيد‭ ‬رفيع‭ ‬زادة،‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬نشره‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬جيتستون‮»‬‭ ‬الأمريكي‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬لماذا‭ ‬تواصل‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬التفاوض‭ ‬مع‭ ‬ملالي‭ ‬إيران‭ ‬لإحياء‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬ورفع‭ ‬العقوبات‭ ‬المفروضة‭ ‬عليهم‭ - ‬وهو‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يعزز‭ ‬نظامهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ - ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تورطت‭ ‬البلاد،‭ ‬خلال‭ ‬المحادثات‭ ‬النووية،‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬لاختطاف‭ ‬مواطنة‭ ‬أمريكية‭ ‬في‭ ‬بروكلين‭ ‬بنيويورك؟‮»‬‭. ‬ويضيف‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬صحيفة‭ ‬واشنطن‭ ‬بوست‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬محاولة‭ ‬الاختطاف‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬تحذيرا‭ ‬خطيرا‭ ‬لإدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬حيث‭ ‬قالت‭: ‬‮«‬إن‭ ‬الرسالة‭ ‬لإدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬مرارا‭ ‬عزمها‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬المنشقين‭ ‬المؤيدين‭ ‬للديمقراطية،‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الديكتاتوريات‭ ‬الأجنبية‭ ‬لن‭ ‬تتراجع‭ ‬عن‭ ‬شن‭ ‬هجمات‭ ‬داخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬ردعها‮»‬‭. ‬ ويقول‭: ‬‮«‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬اتباع‭ ‬نظام‭ ‬من‭ ‬التذلل‭ ‬والاسترضاء‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لن‭ ‬يردع‭ ‬إيران‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الديكتاتوريات‭ ‬الأجنبية‭ ‬عن‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬عدائية‭ ‬متزايدة‮»‬‭. ‬ واتهمت‭ ‬السلطات‭ ‬القضائية‭ ‬الأمريكية‭ ‬أربعة‭ ‬إيرانيين،‭ ‬بالتآمر‭ ‬لاختطاف‭ ‬الصحفية‭ ‬‮«‬مسيح‭ ‬علي‭ ‬نجاد‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬الجنسيتين‭ ‬الأمريكية‭ ‬والإيرانية‭. ‬ ويقول‭ ‬رفيع‭ ‬زادة‭ ‬إن‭ ‬محاولة‭ ‬إيران‭ ‬اختطاف‭ ‬مواطنة‭ ‬أمريكية‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الأمريكية،‭ ‬تعتبر‭ ‬انتهاكا‭ ‬للسيادة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬تلتزم‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬الصمت‭ ‬بشأن‭ ‬الحادث‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أعلنت‭ ‬بعد‭ ‬محاولة‭ ‬الاختطاف‭ ‬أنها‭ ‬ستواصل‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬لإحياء‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬‮«‬البشع‮»‬‭ ‬لعام‭ ‬2015،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬لإيران‭ ‬بامتلاك‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية‭ ‬غير‭ ‬محدودة‭ ‬بعد‭ ‬تاريخ‭ ‬انتهاء‭ ‬الاتفاق‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يرفع‭ ‬أيضا‭ ‬العقوبات‭ ‬التي‭ ‬تضر‭ ‬حاليا‭ ‬باقتصاد‭ ‬الملالي‭. ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬الأمريكيين‭ ‬يريدون‭ ‬مكافأة‭ ‬الملالي‭ ‬على‭ ‬سيطرتهم‭ ‬على‭ ‬سوريا‭ ‬واليمن‭ ‬ولبنان‭ ‬والعراق‭ ‬وربما‭ ‬الأردن‭ ‬قريبا‭. ‬ويتساءل‭ ‬رفيع‭ ‬زادة‭ ‬مستنكرا‭: ‬‮«‬فما‭ ‬هو‭ ‬الحافز‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬الملالي‭ ‬إلى‭ ‬التوقف؟‮»‬‭. ‬ ‮ ‬يضيف‭ ‬زادة‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬دواعي‭ ‬القلق‭ ‬البالغ‭ ‬أيضا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬لديها‭ ‬عملاء‭ ‬داخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬وقال‭: ‬‮«‬تفيد‭ ‬التقارير‭ ‬بأن‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬استأجر‭ ‬أشخاصا‭ ‬للقيام‭ ‬بعملية‭ ‬التحري‭ ‬في‭ ‬مانهاتن‭ ‬لمراقبة‭ ‬نجاد‭ ‬وكانوا‭ ‬يخططون‭ ‬لإرسالها‭ ‬إلى‭ ‬فنزويلا‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬قارب‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬إيران‮»‬‭. ‬ ويقول‭ ‬زادة‭ ‬إن‭ ‬‮«‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬يتمتع‭ ‬بعلاقة‭ ‬رائعة‭ ‬مع‭ ‬فنزويلا‭ ‬ويواصل‭ ‬توسيع‭ ‬علاقاته‭ ‬العسكرية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬معها‭. ‬والواقع‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬يستخدم‭ ‬فنزويلا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬لزيادة‭ ‬نفوذه،‭ ‬ووجود‭ ‬وكلائه،‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬وأمريكا‭ ‬الشمالية‭. ‬وقد‭ ‬منحت‭ ‬فنزويلا‭ ‬آلاف‭ ‬جوازات‭ ‬السفر‭ ‬للإيرانيين‭ - ‬وهي‭ ‬وثائق‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬للسفر‭ ‬إلى‭ ‬أمريكا‭ ‬الشمالية‭ ‬أو‭ ‬أوروبا‮»‬‭. ‬ ويبدو‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أصبحت‭ ‬قلقة‭ ‬قبل‭ ‬بضع‭ ‬سنوات‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬وكلاء‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬فنزويلا‭. ‬وقال‭ ‬السفير‭ ‬ناثان‭ ‬سيلز،‭ ‬منسق‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬قلقون‭ ‬من‭ ‬توسيع‭ ‬مادورو‭ ‬للملاذ‭ ‬الآمن‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬مثل‭ ‬جيش‭ ‬التحرير‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬وكذلك‭ ‬أيضا‭ ‬المنشقين‭ ‬عن‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الثورية‭ ‬الكولومبية‭ (‬فارك‭) ‬الذين‭ ‬رفضوا‭ ‬اتفاق‭ ‬السلام،‭ ‬وكذلك‭ ‬مؤيدي‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬والمتعاطفين‭ ‬معه‮»‬‭. ‬ ويرى‭ ‬زادة‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يضبط‭ ‬فيها‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬وهو‭ ‬يحاول‭ ‬اختطاف‭ ‬أحد‭ ‬المنشقين‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فهي‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬فيها‭ ‬طهران‭ ‬اختطاف‭ ‬أو‭ ‬استدراج‭ ‬المعارضين‭ ‬والصحفيين‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬إيران،‭ ‬أو‭ ‬إسكات‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭. ‬وتم‭ ‬إعدام‭ ‬منشق‭ ‬معروف‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬في‭ ‬إيران‭. ‬ويقال‭ ‬إن‭ ‬روح‭ ‬الله‭ ‬زم،‭ ‬وهو‭ ‬صحفي‭ ‬عاش‭ ‬في‭ ‬المنفى‭ ‬في‭ ‬فرنسا،‭ ‬وأدار‭ ‬موقعا‭ ‬إخباريا‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬آمد‭ ‬نيوز‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬اختطفه‭ ‬عملاء‭ ‬يعملون‭ ‬لصالح‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬بعد‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬من‭ ‬مغادرته‭ ‬إلى‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬أكتوبر‭ ‬2019‮»‬‭. ‬ واعتبر‭ ‬زادة‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬ثورة‭ ‬1979،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬القوة‭ ‬المهيمنة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مناورات‭ ‬مستمرة‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬والعراق‭ ‬واليمن‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬فإنها‭ ‬توجه‭ ‬تحذيرا‭ ‬لسكانها‭ ‬بأن‭ ‬أي‭ ‬معارضة‭ ‬للمؤسسة‭ ‬السياسية‭ ‬ستُعامل‭ ‬بقسوة‭. ‬ويقول‭ ‬زادة‭: ‬‮«‬حتى‭ ‬وجودي‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬آمنا‭ ‬بعد‭ ‬الآن‮»‬‭. ‬ ويختتم‭ ‬زادة‭ ‬تقريره‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬الآن‭ ‬وفي‭ ‬حرصها‭ ‬على‭ ‬استئناف‭ ‬المفاوضات‭ ‬حول‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الميؤوس‭ ‬منه‭ ‬الذي‭ ‬يرسخ‭ ‬قدرة‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬امتلاك‭ ‬سلاح‭ ‬نووي،‭ ‬قد‭ ‬شجعت‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬ببساطة‭. ‬ويتساءل‭: ‬‮«‬هل‭ ‬سترى‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬أنه‭ ‬ببساطة‭ ‬لن‭ ‬تنجح‭ ‬المفاوضات‭ ‬والتنازلات‭ ‬وتقديم‭ ‬حزم‭ ‬الحوافز‭ ‬للملالي؟‮»‬‭. ‬

مشاركة :