يواصل مسبار الأمل حالياً مهمته العلمية في مدار المريخ التي بدأت رسمياً في مايو الماضي، ويتيح المدار البيضاوي الفريد لـ«مسبار الأمل»، بزاوية 25 درجة، جمع دفعة من البيانات والصور عالية الدقة للغلاف الجوي للكوكب كل 225 ساعة، أي 9.5 يوم، حيث إن المسبار يدور حالياً دورة كاملة حول المريخ مرة كل 55 ساعة، حيث تبلغ سرعته الحالية مليوناً و849 ألف كيلومتر. ويحمل المسبار على متنه ثلاثة أجهزة، وهي: كاميرا الاستكشاف لالتقاط صور رقمية ملونة عالية الدقة للكوكب، ولقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء لقياس درجات الحرارة، وتوزيع الغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي. والمقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية لقياس الأوكسجين وأول أكسيد الكربون في الطبقة الحرارية، وقياس الهيدروجين والأوكسجين في الطبقة العليا للغلاف الجوي. والتقطت كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI التي يحملها المسبار أكثر من 500 صورة للمريخ منذ انتقال المسبار إلى المدار العلمي في أوائل أبريل 2021، وستركز الكاميرا الآن على رسم خرائط لسحب المياه الجليدية في الغلاف الجوي للمريخ، تزامناً مع دخول الكوكب الأحمر «الموسم الغائم». وبالنسبة للمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء EMIRS، فمنذ دخول «مسبار الأمل» إلى مدار المريخ عمل المقياس الموجود على متن المسبار على جمع بيانات علمية توضيحية، ومعايرة المقياس بشكل صحيح، إضافة إلى معالجة البيانات التي يتم جمعها بصورة روتينية ودورية. وجمع المقياس أكثر من 130 ألف صورة طيفية منذ وصوله إلى مدار المريخ، ومد فريق العمل بأكثر من 40 ملاحظة علمية توضيحية مخططاً لها من قبل، تغطي جزءاً كبيراً من فترات اليوم على المريخ، أما المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية EMUS، فقد تمكن منذ وصول «مسبار الأمل» إلى مدار المريخ من جمع بيانات علمية توضيحية مهمة، تتمثل في نحو 14 ألف صورة طيفية مكانية للغلاف الجوي، وقد أظهر التشغيل الأولي لأربعة أنواع مختلفة من العمليات العلمية بوساطة هذا الجهاز أنه يعمل بشكل مثالي، ويتتبع بدقة المستهدفات في مجال رؤيته. وتم نشر أول صورة التقطها «مسبار الأمل»، لدى وجوده في مدار المريخ، للكوكب الأحمر وفقاً للخطط الزمنية الموضوعة، مدشناً بذلك بداية مرحلة جمع 1000غيغابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ. وقد تابع هذه الصورة الملايين في دولة الإمارات والوطن العربي والعالم بشغف، والتي ستخلّد في كتب التاريخ باعتبارها أول صورة يلتقطها مسبار عربي يصل إلى أبعد نقطة في الكون، وأول صورة تُلتقط لكوكب المريخ بأجهزة علمية حديثة ومبتكرة تديرها وتشغلها كفاءات وطنية إماراتية عربية ضمن مهمة «مسبار الأمل» الأساسية في توفير معلومات وبيانات وصور حول الغلاف الجوي لكوكب المريخ. وتظهر الصورة التي التقطت عند شروق الشمس بركان «أوليمبوس مؤنس»، الذي يعد أكبر بركان على كوكب المريخ وأكبر بركان في المجموعة الشمسية، وقد التقطت الصورة على ارتفاع نحو 25 ألف كيلومتر فوق سطح المريخ، ويظهر في الجزء العلوي من يسار الصورة القطب الشمالي للمريخ، ويمكن رؤية بركان «أوليمبوس مؤنس» في وسط الصورة مع بزوغ ضوء الشمس، كما تظهر الصورة بشكل واضح البراكين الثلاثة القريبة من خط الاستواء على المريخ، وهي قمة اسكريوس وقمة بافونيس وقمة أرسيا.
مشاركة :