أكدت "قمة تريندز الأولى للحوار بين مراكز الفكر والإعلام"، التي نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، في مركز دبي التجاري العالمي، يوم الإثنين الموافق 26 يوليو 2021، على أهمية خلق الفرص أمام الشباب لتعزيز فرص مشاركتهم في جميع المجالات التنموية، ولاسيما مجالي البحث العلمي والإعلام، وإيجاد الآليات المناسبة لتحقيق هذا الهدف، بما يحفز الشباب على القيام بدورهم الفاعل والمنشود في صناعة المستقبل. ودعا المشاركون في القمة إلى تبني استراتيجية بحثية - إعلامية مشتركة من قبل مراكز الفكر والمؤسسات الإعلامية مبنية على المشاركة الفاعلة من قبل الشباب وموجّهة لهم، لتعزيز انتمائهم الوطني وبناء قدراتهم ومهاراتهم في المجالين البحثي والإعلامي وتعزيز استيعابهم للقضايا الوطنية المختلفة. وأوصوا بضرورة تعزيز التنسيق والتعاون بين مراكز البحوث ووسائل الإعلام لتحقيق الأهداف المشتركة، ولاسيما في مجال تمكين الشباب وتعزيز دورهم في مسيرة التنمية الشاملة، كما شددوا على أهمية إتاحة مساحة أكبر في وسائل الإعلام المختلفة لإبراز المساهمات الفكرية والبحثية من قِبل الباحثين الشباب، واجتذاب الكوادر المتميزة والمتخصصة منهم للظهور والتعبير عن أفكارهم في مختلف البرامج والمنصات الإعلامية. كما طالبوا بإيلاء اهتمام أكبر للجهود والبرامج التي تهدف إلى تأهيل الكوادر الوطنية الشابة العاملة في مراكز الفكر وفي وسائل الإعلام المختلفة وتدريبها، ووضع معايير واضحة ومحددة لضمان فاعلية هذه البرامج ونجاحها في تحقيق الأهداف المرجوة منها. وأشاروا إلى أهمية تكثيف الجهود من أجل التنسيق والتواصل بين المراكز البحثية ووسائل الإعلام في مجال دعم الباحثين الشباب، من خلال إبراز إسهاماتهم البحثية والفكرية في وسائل الإعلام المختلفة، وكذلك في مجال تعزيز مهارات الإعلاميين الشباب وقدراتهم المعرفية، من خلال تنمية الجانب المعرفي والبحثي لديهم؛ ليكونوا أكثر وعياً بقضايا وطنهم ومجتمعهم، وطرحها بالشكل الذي يخدم مصالحه. وأوصى المشاركون كذلك بضرورة العمل على توفير بيئة داعمة ومحفزة للتعاون بين مراكز الفكر ومؤسسات الإعلام؛ وذلك باتباع أفضل الممارسات العالمية في مجال دعم علاقات الشراكة بين القطاعين، وطرح المبادرات الجادة الداعمة للتعاون بين الجانبين الإعلامي والبحثي، بما في ذلك التفكير في إنشاء إطار مؤسسي يُعنى بدعم التعاون والتنسيق بين القطاعين، وخاصة فيما يتعلق بالأنشطة الموجّهة للشباب. وأكد الحضور على أهمية تشجيع التعاون بين الجانبين فيما يتعلق بتطوير المحتوى المعرفي المقدَّم للجمهور، خصوصاً الشباب، وتعزيز مصداقيته العلمية، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الحيوية؛ مثل تعزيز الانتماء الوطني، وتعظيم قيم التسامح والأُخوَّة الإنسانية، وتحصين الشباب في مواجهة الفكر المتطرف والعنيف، وتعزيز قيم المشاركة الإيجابية للشباب. واقترح المشاركون تدريس مادة الإعلام في مراحل دراسية مبكرة، وإيلاء اهتمام أكبر لتدريب الطلاب في المدارس على كيفية كتابة الأبحاث، بما يسهم في تطوير قدرات الشباب كصُنَّاع محتوى. وتفصيلاً، شارك في أعمال القمة كوكبة من رؤساء تحرير عدد من الصحف، إلى جانب عدد من مديري الوكالات والمكاتب الإعلامية، ومنهم: سعادة مقصود كروز مستشار الاتصال الاستراتيجي في وزارة شؤون الرئاسة، وسعادة محمد جلال الريسي المدير العام لوكالة أنباء الإمارات (وام)، وحمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، ومحمد الحمادي رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين، ومصطفى الزرعوني رئيس تحرير صحيفة الخليج تايمز، وسامي الريامي رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم. كما شهدت القمة مشاركة يوسف جمعة الحداد رئيس تحرير مجلة درع الوطن، وعبدالرحمن الشميري رئيس تحرير صحيفة الوطن، ونسرين فاخر نائب رئيس تحرير صحيفة الرؤية، وأحمد الفطايري نائب رئيس تحرير صحيفة الوطن، والكاتب والمحلل السياسي البحريني عبدالله أحمد الجنيد، والكاتب والمحلل السياسي محمد خلفان الصوافي. الدكتور العلي: القمة خطوة مهمة على طريق تمكين الشباب في مجالي البحث العلمي والإعلام وافتتح أعمال القمة الدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لـ "تريندز للبحوث والاستشارات"، مُرحِّباً بالحضور، ومُثَمّناً حرصهم على المشاركة في القمة وإثراء فعالياتها، ما يدلل على إيمان المشاركين بأهمية وحتمية تعزيز الحوار والتعاون بين مراكز الفكر والبحوث ووسائل الإعلام، بما يحقق الأهداف المشتركة للطرفين في تعزيز الوعي المجتمعي، ودعم التوجهات والقيم الإيجابية، التي تدعم استقرار المجتمعات ونهضتها وازدهارها. وأكد العلي أنه لم يعد خافياً على أحد الأهمية الكبيرة التي يحظى بها الشباب، باعتبارهم القوة الدافعة لتحقيق التنمية والازدهار في المجتمعات، ومن ثم بناء الأوطان وتعزيز ريادتها المستقبلية، فهم الذين يمتلكون الإبداع والإمكانيات والقدرة على إحداث التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم وأوطانهم، مضيفاً أنهم هم أيضاً الفئة الأكثر عرضةً للاستهداف من الجماعات المتطرفة والقوى المتربصة. وأشار الرئيس التنفيذي لـ "تريندز" إلى أن تنمية قدرات ومواهب الشباب وإشراكهم في تنمية مجتمعهم ودولتهم يعتبر أمراً محورياً يتحقق عبر الاستماع لأصواتهم، والأخذ بأفكارهم، وتمكينهم في مراكز صنع القرار المختلفة. وذكر العلي أنه انطلاقاً من هذا المبدأ، حرص مركز تريندز للبحوث والاستشارات على أن تسلط قمته الأولى للحوار بين مراكز الفكر والإعلام الضوء على الشباب من خلال محورين رئيسيين: الأول هو التعاون الإعلامي والبحثي لتمكين الشباب وحمايتهم وتعزيز وعيهم؛ والثاني يركز على مستقبل دور الشباب في المؤسسات الإعلامية والبحثية، ودورها المحوري في عملية التنمية المستدامة. ونوه الدكتور محمد عبدالله العلي بأن انعقاد هذه القمة يندرج ضمن الاهتمام الكبير الذي يوليه مركز تريندز للبحوث والاستشارات، لقضيتين مترابطتين؛ الأولى هي تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم باعتبارهم صناع المستقبل، والثانية هي إيمان المركز بأهمية تكامل العمل بين مراكز الفكر والمؤسسات الإعلامية، لتوعية المجتمعات ونشر الفكر المستنير بين مجتمع الشباب لمواجهة قوى الظلام والتطرف. وأضاف العلي أن "قمة تريندز الأولى للحوار بين مراكز الفكر والإعلام"، بما تضمه من قامات إعلامية وفكرية مرموقة، تمثل خطوة مهمة على طريق تمكين الشباب في مجالي البحث العلمي والإعلام، كما أنها تؤسس لشراكة قوية بين وسائل الإعلام ومراكز الفكر، بما يسهم في تحقيق الأهداف المشتركة. وقبيل أن تنطلق فعاليات القمة، التي اتخذت شكل حلقة نقاشية موسعة، وقف الحضور دقيقة صمت، حداداً على روح صاحب فكرة انعقاد القمة، وهو المرحوم الدكتور أشرف سعد العيسوي، المستشار الإعلامي لتريندز للبحوث والاستشارات، الذي وافته المنية في 16 يوليو الجاري، داعين المولى العلي القدير أن يتغمده برحمته ويتقبله مع الصالحين. وبعد ذلك، انطلقت فعاليات "قمة تريندز الأولى للحوار بين مراكز الفكر والإعلام"، حيث تضمنت أطروحات ورؤى وآراء المشاركين حول محورين رئيسيين للنقاش؛ هما: أهمية التعاون الإعلامي والبحثي لتمكين الشباب وحمايتهم وتعزيز وعيهم، ومستقبل دور الشباب في المؤسسات الإعلامية والبحثية. المحور الأول: أهمية التعاون الإعلامي والبحثي لتمكين الشباب وحمايتهم وتعزيز وعيهم شارك في مناقشات هذا المحور كل من: حمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، ومحمد الحمادي رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين، وسامي الريامي رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم، إلى جانب مشاركة عبدالرحمن الشميري رئيس تحرير صحيفة الوطن عن بُعد، وأدارها الدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لـ "تريندز للبحوث والاستشارات". واستهل النقاش محمد الحمادي رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين، حيث قال إن إحدى المشاكل التي تواجه الباحث هي الوصول إلى المعلومة الموثوقة والعلمية، ومثال على ذلك المعلومات التي انتشرت خلال جائحة كوفيد-19، مضيفاً: "نحن بحاجة ماسة لتعاون أكبر بين الإعلام ومراكز البحث؛ فإذا كان دور الإعلام هو نقل المعلومة، فيجب أن تتصف المعلومة بالعلمية؛ وعليه فإن دور مراكز البحوث مهم للغاية". وذكر الحمادي أن الإعلام في الوقت الحالي أصبح يركز على وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى المعلومة بسرعة، لكن مراكز البحوث وفي مقدمتها "تريندز"، يمكنها توفير مثل هذه المعلومات من مصادر موثوقة وعلمية، وفيما ثمَّن اختيار مركز تريندز لقضية الشباب موضوعاً للقمة، أكد في الوقت نفسه ضرورة أن يتوافر أمران رئيسيان لتمكين الشباب في المجالين الإعلامي والبحثي؛ أولهما، أن يكون للشاب الشغف الذاتي للمعرفة والبحث العلمي، وثانيهما، أن يتوافر له مكان ينشر فيه ما يكتبه، وهذا ما يشجعه مركز تريندز. بدوره، أشار عبدالرحمن الشميري رئيس تحرير صحيفة الوطن إلى أن الشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة يحظون برعاية كاملة من قبل القيادة الرشيدة، وذلك في إطار الاهتمام بصنع مستقبل قائم على الإبداع والابتكار والمعرفة، وأن قيادة الدولة تعتز بالشباب وبدوره في تحقيق العديد من الإنجازات التي حققتها الإمارات في مختلف المجالات، مؤكداً أن دولة الإمارات قطعت خطوات متقدمة في تمكين الشباب وتسليحه بالعلم والمعرفة من أجل الإسهام في تحقيق التنمية المستدامة ومن أجل تسلُّم الراية في المستقبل. وأكد الشميري أن هناك حاجة إلى التعاون والتكامل بين مراكز البحوث والمؤسسات الإعلامية فيما يخص الشباب والعديد من القضايا التي تهمهم، مثل التعاون من أجل تعزيز قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر لدى الأوساط الشبابية، وتوعيتهم بمخاطر حركات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، وحركات التطرف والإرهاب. ولفت إلى أن أزمة كورونا تمثل تحدياً كبيراً يتطلب من الإعلام ومؤسسات البحث العلمي التعاون لتعريف الشباب وتوعيته بمخاطر الأزمة، وكذلك بالجهود الكبيرة التي بذلتها دولة الإمارات في مواجهة الجائحة، سواء داخلياً أو خارجياً، حتى اعتُبرت نموذجاً يحتذى به في مواجهة الجائحة. وذكر أن "تريندز للبحوث والاستشارات" يقوم بدور مهم في خدمة المجتمع من خلال ما ينشره من دراسات وأبحاث وما ينظمه من فعاليات تعمل على نشر الفكر المستنير وتعزيز الوعي، مشيراً إلى أن "تريندز" يشكل نموذجاً ناجحاً للتعاون بين المؤسسات البحثية ووسائل الإعلام المختلفة. من جانبه، أوضح حمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، أن هناك عوامل مشتركة بين المؤسسات الإعلامية ومراكز الأبحاث، حيث يشترك كل منها في صناعة المحتوى بهدف توضيح المعلومات واستقطاب الجمهور والتعريف بالظواهر والأزمات. وقال الكعبي إن "تريندز للبحوث والاستشارات" كان من المراكز البحثية التي بادرت إلى إدامة الصلة بالمؤسسات الإعلامية والتعاون معها، عبر ما يوفره من دراسات وأبحاث تصلح للنشر، وهو ما أضفى على العمل الإعلامي طابعاً من المصداقية من خلال الاعتماد على التحليلات التي تتسم بالرصانة والموضوعية، وعلى المعلومات الموثقة والبيانات الدقيقة التي تقدمها المؤسسات البحثية؛ وهو ما ساعد في ترسيخ وعي علمي بالموضوعات والقضايا التي تتناولها مراكز الفكر وتنشرها مؤسسات الإعلام، ليكون "تريندز" بذلك سبّاقاً في ترسيخ هذا الوعي. إلى ذلك، قال سامي الريامي رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم إن هناك ضرورة ملحة لتوطيد العلاقة بين مراكز الفكر والأبحاث ووسائل الإعلام، لتقديم المعلومة بشكل علمي ومدروس، فالإعلام يجب أن يعتمد على معلومة ذات صدقية ومؤكدة. وشدد الريامي على ضرورة العمل المشترك لترسيخ الوعي بدور مراكز الأبحاث والدراسات للتعريف بالقضايا الداخلية والخارجية والتعريف بالظواهر والاحتياجات الوطنية، لتبيان الرأي الرشيد حيال أي قضية أو أزمة مهمة أو إجراء استطلاع للرأي بما يفيد في عمليات اتخاذ القرار. ودعا رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم إلى تعاون أوثق بين المؤسسات الإعلامية ومراكز الفكر، بقصد ترسيخ وعي علمي وأكاديمي يؤطر عمل المؤسسات الإعلامية، ويخدم المصالح الوطنية والقومية، وأن يكون هناك تعاون مستقبلي بينهما في تنسيق الجهود لمزيد من العمل العلمي المنظم وتبني عرض الأبحاث التي يقوم بها الباحثون الشباب. هذا، وكان المحور الأول من القمة الإعلامية قد شهد عدداً من مداخلات الحضور، كان أولها من الكاتب والمحلل السياسي البحريني عبدالله أحمد الجنيد، الذي أكد أن الخوف على تكوين الهوية عند الإنسان في أي مجتمع يخضع لالتباسات كثيرة، مشيراً إلى أن أهم مصدر يسهم في اختراق الأفكار (المتطرفة) للمجتمعات هو أننا متسامحون كثيراً في عملية الفصل بين الوطني والديني؛ ومن ثم طالب الجنيد بضرورة الفصل بين الهوية الوطنية الجامعة التي تتجاوز كل الهويات الأخرى، وبين الهوية الدينية، بما يساعد في تحصين الهوية الوطنية وفي الوقت نفسه تعزيز مفهوم الولاء والانتماء. أما يوسف جمعة الحداد رئيس تحرير مجلة درع الوطن فيرى أن الإعلام الوطني ومراكز البحوث في دولة الإمارات كانوا متفاعلين بامتياز مع القضايا الوطنية، وفي نفس الوقت لم يتجاهلوا القضايا الإقليمية التي تهم أمن الإمارات. وشدد على ضرورة التعاون بين مراكز البحوث والوسائل الإعلامية في بناء استراتيجية إعلامية للسنوات العشر المقبلة، متمنياً أن يكون "تريندز" بين مَن يصنعون هذه الاستراتيجية بالاعتماد على الشباب. من جانبه، تطرق الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي محمد خلفان الصوافي إلى نقطتين مهمتين: الأولى، هي التأكيد على أن التعاون بين وسائل الإعلام ومراكز البحوث هو شيء مفروغ منه، لكنه ينبغي تحديد آلية وكيفية تحقيق هذا التعاون؛ والنقطة الثانية هي أن وسائل الإعلام تعتبر قنوات وسيطة بين مراكز البحوث التي هي بطبيعتها نخبوية وبين الجمهور، حيث تعمل وسائل الإعلام على تبسيط ما تنتجه مراكز البحوث من دراسات وأبحاث ونشره للجمهور. المحور الثاني: مستقبل دور الشباب في المؤسسات الإعلامية والبحثية وقد شارك في مناقشات المحور الثاني كل من: سعادة مقصود كروز مستشار الاتصال الاستراتيجي في وزارة شؤون الرئاسة، وسعادة محمد جلال الريسي المدير العام لوكالة أنباء الإمارات (وام)، ومصطفى الزرعوني رئيس تحرير صحيفة الخليج تايمز، ونسرين فاخر نائب رئيس تحرير صحيفة الرؤية، وأدارها الدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لـ "تريندز للبحوث والاستشارات". وتحدث سعادة مقصود كروز مستشار الاتصال الاستراتيجي في وزارة شؤون الرئاسة عن الفعل الاتصالي الذي يقوم على ركيزة التأثير، موضحاً أن الشباب يلعب دوراً مهماً في تحقيق هذا التأثير، مشيراً إلى ثلاث مقاربات من أجل تعظيم الدور الذي يقوم به الشباب: أولها، أهمية عملية الكشف عن المواهب الشابة؛ وثانيها، البرامج المعتمدة لتطويرهم وإعدادهم؛ وثالثها، الفرص السانحة وكيف يمكن البناء على إسهاماتهم لإحداث التغيير، مبيناً أن المستقبل صناعة، وأن الشباب هم مَن يشاركون في هذه الصناعة ويتولون قيادتها. وشدد كروز على ضرورة توفير مساحات إعلامية متنوعة تشجع الباحثين الشباب على الإبداع، وتفتح لهم المجال للابتكار وإحداث التغيير المطلوب وتدفعهم لتحقيق التقدم في مجال البحث العلمي، بالنظر إلى أنهم فئة تمتلك القدرات التي تؤهلهم لصناعة المستقبل. وخاطب مستشار الاتصال الاستراتيجي في وزارة شؤون الرئاسة الشباب الراغب في دخول مجال البحث العلمي، قائلاً إنه لا يمكن أن يكون هناك بحث علمي حقيقي من دون أن يفهم الباحث ذاته ومتطلباته والهدف من بحثه أو دراسته، كما أن الأخطاء والعثرات واردة في أي مجال، لكن المهم في هذا الصدد هو التعلم من هذه الأخطاء والعثرات، وتداركها والمضي قدماً لتقديم الأفضل. بدوره، أكد سعادة محمد جلال الريسي، المدير العام لوكالة أنباء الإمارات (وام)، على أهمية القمة الإعلامية وعلى أهمية موضوعها، معتبراً أنها تمثل خطوة رائدة للجمع بين القطاعين البحثي والإعلامي، مضيفاً أن القطاع الإعلامي يحتاج للقطاع البحثي لتوصيل المعلومة العلمية الدقيقة التي يوفرها البحث العلمي. وذكر الريسي أن هناك منظورين للتعاون بين القطاعين: أولها قيام المؤسسات الإعلامية بنشر المضمون البحثي بطريقة مبسطة، وثانيها قيام مراكز الفكر والبحث العلمي بعمل دراسات وأبحاث تساعد في تطوير الإعلام والارتقاء به، مشيراً إلى أن التواصل والتشابك بين المؤسسات الإعلامية والبحثية يمثل شراكة استراتيجية للمستقبل لبناء جيل جديد من الشباب قادر على بناء المستقبل. وحول التحديات التي تواجه التعاون بين القطاعين البحثي والإعلامي، أشار الريسي إلى ضعف الدراسات المتخصصة في مجال الإعلام؛ وفي هذا السياق يحتاج الإعلام إلى ذراع علمية ليكون على قدر المسؤولية، مضيفاً أن الأمل كبير في الشباب؛ ولكن يجب تجهيز القيادات الشابة المؤهلة للقيادة بالمعرفة المبنية على معلومات وحقائق. من جانبه، أكد مصطفى الزرعوني رئيس تحرير صحيفة الخليج تايمز أن هناك تحديات تواجه التعاون بين مراكز الفكر والإعلام؛ فبعض الدراسات تكون ركيكة أو طويلة لا تناسب النشر الصحفي، كما أن بعض الباحثين في المنطقة لا يعطون الاهتمام الكافي لما تنشره وسائل الإعلام، على عكس الباحثين في الخارج، مشيراً أنه لاحظ، على سبيل المثال، أن أكثر من يتابع صحيفة الخليج تايمز هم من الولايات المتحدة الأمريكية؛ لتحليل ما يحدث في الإمارات. وأضاف الزرعوني أن هناك تحدياً آخر؛ وهو أن التيار السائد للتعاون بين القطاعين ينحصر في الدراسات التي تتعلق بجماعات الإسلام السياسي، من دون التطرق إلى القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأخرى، مشيراً إلى أنه رغم أهمية موضوعات الإسلام السياسي إلا أن هناك ضرورة لتنويع الموضوعات بحيث تتناول أيضاً القضايا الأخرى. من ناحية أخرى، يرى الزرعوني أن هناك مجالات عديدة يمكن التعاون فيها بين الإعلام ومراكز الفكر، حيث تستطيع الأخيرة توفير المعلومات الدقيقة التي تساعد وسائل الإعلام على تحديد اهتماماتها والقضايا التي تتناولها، إلى جانب مساعدة الإعلاميين على تجويد وتطوير المحتوى الإعلامي من خلال إمدادهم بدراسات وأبحاث صالحة للنشر، وتساعد في الوقت ذاته على تعزيز وعي المجتمع بمختلف القضايا التي تهمه. واختتمت نسرين فاخر، نائب رئيس تحرير صحيفة الرؤية، المحور الثاني من القمة الإعلامية بالقول، إن الشباب يحتاج لأن يكتشف ذاته وإمكاناته، وهذا دور الإعلام والمراكز البحثية، وكذلك أصحاب الخبرات والتجارب، مشددة على أهمية مساعدة الشباب على استكشاف قدراتهم وميولهم في المراحل الدراسية المبكرة، وهذا يطرح تساؤلاً حول إمكانية أن يكون الإعلام وإعداد البحوث والدراسات ضمن المناهج الدراسية في المراحل الأولى، حيث يسهل حينها اكتشاف المواهب في هذين المجالين والاهتمام بها. وفي مداخلة له حول هذا المحور، ذكر عبدالعزيز المعمري، مدير مكتب الاتصال المؤسسي في هيئة أبوظبي للإسكان، أن مستقبل الشباب يتكون من ثلاثة أضلاع، هي مراكز الفكر والبحوث، والمؤسسات الإعلامية، والمؤسسات الأكاديمية، مشيراً إلى أنه لا يقصد بالمؤسسات الأكاديمية مرحلة التعليم الجامعي فقط، وإنما مراحل العملية التعليمية كافة، التي يجب أن تعمل على تجهيز الشباب وجعله قادراً على القيام بدوره في عملية التنمية المستدامة، بحيث يكون الشاب جاهزاً للقيام بدوره في أي مجال يختاره بما في ذلك المجالان البحثي والإعلامي. كوادر بحثية شابّة: الشباب قادر على الإبداع والابتكار وقد شهدت "قمة تريندز الأولى للحوار بين مراكز الفكر والإعلام"، مداخلات متنوعة لمجموعة من الكوادر البحثية الشابة لدى "تريندز للبحوث والاستشارات" الذين طرحوا آراءهم ووجهات نظرهم في محوري النقاش، حيث ذكرت إحدى الباحثات في مداخلتها أن الشباب قادر على الإبداع والابتكار، لكنه يحتاج إلى دعم إعلامي أكبر، مشيدة بتجربة مركز تريندز للبحوث والاستشارات الذي يؤمن بقدرات الشباب ويساعدهم على تنمية مواهبهم وقدراتهم البحثية والعملية. وأكد أحد الباحثين الشباب أن الدول التي لا تستثمر في شبابها ستموت في المستقبل؛ ما يحتم عليها سرعة تأهيل الكفاءات الشبابية، موضحاً أن الشباب يحتاج إلى توجيه، ومساحة رحبة لكي تؤسس الدول جيلاً قادراً على حمل لواء البحث العلمي. فيما قالت إحدى الباحثات من الشباب إن الإعلام مطالب عبر منصاته المختلفة بزيادة الرسائل الموجّهة للشباب من خلال برامج مخططة ومدروسة، تقوم عليها المراكز البحثية، مبينة أن تكامل الأدوار بين المراكز البحثية والمؤسسات الإعلامية يحصن الشباب من الأفكار الهدامة ويقيهم مخاطر التيارات الظلامية. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :