يشكل اكتتاب منصة "روبن هوود" للتداول، في أسواق الأسهم الأميركية، خطوة جديدة لنجاح القوة التي يمثلها المستثمرون الأفراد في أسواق الأسهم من جهة، واختبار مهم لشركات الـ MEMS من جهة أخرى. ونجاح الاكتتاب الموجه للأفراد بالمقام الأول إن حدث فقد يمثل علامة فارقة في إدراج شركات قد تتبع "روبن هوود" طالبة لهذا النجاح. أقل ما يقال عنها إنها مثيرة للجدل، منصة التداول الاستثماري الأميركية "روبن هوود"، سطع نجمها العام الماضي مع تهافت المتداولين الأفراد على فورة أسواق الأسهم وتشكيلهم لقوة استثمارية ضاربة في وجه حيتان "وول ستريت"، موجة صعود صاروخية لما باتت تعرف بأسهم الميمز، مثل جيم ستوب وAMC. منصة "روبن هود" تطرق الآن أبواب بورصة نيويورك من الباب الأوسع، وهو باب الاكتتاب والإدراج، وتركيزها ينصب على شي واحد: المستثمر الفرد أغلى ما نملك. وتأسست المنصة في 2013، واستمد مؤسساها أهدافها من حركة "احتلوا وول ستريت" المناشدة بإنهاء سطوة المؤسسات المالية على البورصة الأميركية. وأكدت "روبن هوود" مرارا دعمها للمستثمرين الأفراد، وتجلى ذلك بتوفير منصتها للتداول بـ"صفر" عمولات على عمليات الشراء والبيع. لكن أشد المتفائلين بسياسة الشركة في دعمها لهذه الشريحة من المستثمرين لم يتوقع أن توفر الشركة عرضها التقديمي التمهيدي لطرح أسهمها للاكتتاب لجميع المستثمرين على عكس باقي الاكتتابات، والتي يقتصر فيها الدعوة للـ ROAD SHOW على صناديق التحوط والمؤسسات المالية. بل ان الشركة وفرت ثلث شريحة اكتتابها بقيمة 770 مليون دولار للمستثمرين الأفراد الذين يتداولون على منصتها، في قوس آخر ترميه المنصة على عمالقة "وول ستريت". وتجني "روبن هوود" عمولات مقابل ما يسمى بتدفق الطلبات ورسوم العضوية المميزة، بالإضافة إلى قروض الأسهم ورسوم بطاقات الخصم. وتجاوزت "روبن هوود" جميع المنافسين باهتمام صغار المستثمرين، حيث وصل عدد زيارات المستثمرين الصغار لموقع الشركة والمنصة إلى 240 مليون زائر في الربع الأول متغلبة بأكثر من 100 مليون زيارة عن أقرب منافسيها منصة Charles Schwab. وعلى الرغم من تحقيق المنصة خسائر فصلية تقدر 1.4 مليار دولار في الربع الأول من العام، فإنها تراهن على نجاح اكتتابها وبتقييم يصل إلى 35 مليار دولار، متسلحة بنجاح جمعها لتمويل وصل إلى 5.6 مليارات دولار، وبجيش من المستثمرين الصغار يؤمنون بأن في الاتحاد قوة.
مشاركة :