خامنئي «ولي أمرهم الفقيه المنصب مرشدًا أعلى» حاول التبرؤ والتنصل وإبعاد نفسه عن مسؤوليتهم وعن مسؤولية ما جرى لهم فحمل حكومة روحاني «المنتهية ولايتها» المسؤولية علق الفأس في رقبتها. والداخلية الإيرانية أبعدها الحرس الثوري عن الموضوع تمامًا وقال قائده الكبير «زادت زراعتهم للأرز وهو ما يحتاج إلى استهلاك كمياتٍ كبيرة من الماء فشح الماء»!!. لكن كارثة التعطيش لأهل الأحواز العربية تظل مأساةً مستعادةً من التاريخ، أعادت سلطة ملالي قُم إنتاجها في أبشع صورة هناك في الأحواز. صرخت الأهواز «واعطشاه» فبدت صورة مأساتهم وكأنها العقاب الذي طال تأجيله وآن الأوان لتطبيقه عليهم بأوامر عمامات قم التي تشبعت بثقافة الانتقام من الماضي في الحاضر. فهناك على الضفة القريبة «العراق» تجري إعادة إنتاج عقاب التعطيش أو الموت عطشًا، وأصابع عمامات قم ليست بعيدةً ولا بريئة عن عمليات تلويث المياه وقطعها وتجفيف الأهوار بعد الأنهار. وقالت التقارير الأُممية المتخصصة إن أكثر من 70% من الشعب ومن المناطق اللبنانية معرضة قريبًا لنقص حادٍ في المياه مما سيترتب عليه انتشار الجفاف في قطاعٍ واسعٍ من الأراضي الزراعية ومن عطش المناطق والسكان والقاطنين في لبنان. فلماذا تصرخ «واعطشاه» شعوب البلدان التي حكمتها وتسلطت عليها عمامات قُم مباشرة أو بواسطتها وكلائها المأجورين ومطاياها التابعين. سؤال شاخص ومعلق على كل بوابات المدن والقرى والانجاع التي هيمن عليها الصفوي في طبعته الخامنئية التي تُعيد إنتاج مأساة وكارثة العطش معكوسةً عبر الانتقام المؤجل. ولا جدال إن ثقافة الانتقام ثقافة تحتل ذهنية ووجدان كل الثيوقراطيات عبر الماضي والحاضر، وبلغت ذروتها ومداها الانتقامي في ثيوقراطية مشروع ولاية الفقيه، فوقع انتقامها أول أول ما وقع على أقرب المقربين لها «آية الله منتظري» آية الله شريعة مداري، والشيخ كروبي، ثم طالت واستطالت قائمة الانتقام إفرازًا لثقافة الانتقام. حتى بلغت أسوأ مراحلها في تطبيق وتنفيذ أجندة الانتقام والعقاب المؤجل لقرونٍ مضت. وفي الوعي واللاوعي من ثقافة الثيوقراطية في طبعتها الخمينية المضاعفة مع أفكار الولي الفقيه يأخذ التسلط طابع القهر للأوساط الفقيرة والبائسة حتى يبدو التسلط وقد أخذ منحى التخلص من هذه الفئات والطبقات بأية وسيلةٍ وطريقة وأسلوب، ولعل انعدام وندرة اللقاح المضاد لكورونا في إيران هو أحد وجوه أسلوب التخلص وذهنية قهر الفقراء والمعدمين البائسين بالقتل البطيء عبر أية طريقة. ففي الوقت الذي أنفقت وأهدرت فيه ولاية الفقيه مليارات الدولارات تمويلاً وتسليحًا ورعايةً لمليشياتها وأذرعتها ووكلائها المأجورين امتنعت فيه عن توفير لقاحات الكورونا العديدة لشعبها الفقير البسيط حتى لجأت قطاعات من الشعب الإيراني إلى دخول أرمينيا المجاورة للحصول على اللقاح. لو حدث مثل ذلك في بلدٍ فقير بائس يائس لوجدنا المبرر لكن أن يحدث ذلك في إيران الغنية بثرواتها الطبيعية، فهو لاشك أمر مقصود ومتعمد، ولعله جزء من مشروع خطير تصرخ فيه طبقات شعبهم الفقير «واعطشاه» كما صرخت الأحواز.
مشاركة :