«جداريات» تزين حوائط عمّان.. وتحث على المحبة والسلام

  • 7/28/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

من دكّان صغيرة في أحد أحياء عمّان الشّرقية، انطلقت منذ أشهر فكرة مشروع تشكيلي وطني يقوم على فن الجرافيتي، لمواجهة جائحة كورونا والظلال القاسية التي فرضتها من عزلة وحالة نفسية وتلوث بصري.. صاحب الفكرة رجل عادي بسيط يدير بقالة تموين في حي الزغاتيت، يدعى «عارف الزّق»، الذي أوضح أنّه عمل على تشجيع نخبة من الشباب من جنسيات مختلفة، ورسامين محترفين يجيدون «فنّ الشارع» أو«الفن الصامت» لتزيين واجهات العمارات والجدران والأسوار بلوحات وجداريات ورسومات «الجرافيتي» التي تحمل في الغالب رسائل اجتماعية وإنسانية. ونشير إلى أن هذا الفن ظهر في الغالب للتعبير عن مواقف سياسية واجتماعية في مطلع الستينيات من القرن الماضي مع ظهور موسيقى «الهيب هوب» واستخدم الرسامون الطلاء والبخاخ للرسم على الجدران العامة أو الخاصة دون الحصول على إذن مسبق من ملاّك الأبنية، ليتطور هذا الفن الجميل مع الوقت إلى شكل من أشكال الفن الحديث، فيما تشير بعض الدراسات إلى أن الفراعنة في الماضي في إطار هذا الفن برعوا في رسم أدقّ تفاصيل حياتهم اليومية على جدران المعابد والمتاحف، إضافة إلى استخدامه من قبل حضارات أخرى كاليونانية والرومانية، وجميعها حملت رسائل توعوية هادفة أو رسائل نقدية لراهن ذلك الوقت. الفكرة تطورت ونجحت في صقل الجدران وغيرها من الأماكن، بألوان زاهية جذابة، ومواضيع تراثية من البيئة الأردنية والعربية، للحدّ من التلوث البصري الذي سببته عشوائية البناء في تلك الأحياء التي أصبحت اليوم وباهتمام من القائمين على «مسرح البلد»، مصدر جذب سياحي، بعد أن كسرت رسومات «الجرافيتي» صمت الجدران في قاع المدينة من خلال الرّسم أيضاً على أبواب المحال التجارية، وبعض الواجهات الأسمنتية في محاولة لـ (أنسنة المدينة) بلمسات ساحرة من الألوان وتداخلات الأفكار الغريبة، كما تنتشر الآن على بعض الجدران عبارات هادفة تحثّ على الابتسام وثقافة السلام، تحت شعار «ملكية الشارع والحيّ»، حيث يؤمن القائمون على هذا المشروع النّوعي أن ّ«المواطنة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بشعور الملكية تجاه المدينة»، حيث إن هناك محاولة للموازنة بين الجمال والقيمة الفنية والفكرية والمحتوى والرسالة، بهدف سامٍ نحو رفع وعي النّاس تجاه الجائحة، ومواجهتها بالفن والإبداع، وبخاصة أن الجداريات الضخمة التي تتزين بها أحياء عمّان الآن عادة ما تشكّل تحديا للفنانين، لكنها في النهاية وسيلة استثنائية ناجحة لبث الرّوح في الحوائط الخاوية، والتعبير عن مشاكل وانشغالات الناس بالراهن. ويرى الفنان التشكيلي الأردني يزن مسمار، أن ّ الرسم في الشارع أو «الجرافيتي» يلعب دوراً توعوياً مهماً في قضايا متنوعة، إلى جانب قوة الرسالة التي تحملها الجداريات من حيث المباشرة في الفكرة وسرعة الوصول لأوسع شريحة من الجمهور، مع امتلاك حرية التعبير وتوظيف الأفكار والمضامين لخدمة قضايا المجتمع.

مشاركة :