قال مسؤول في البنك الدولي خلال مؤتمر في جنيف أمس إن البنك يخطط لمحادثات مع مساهميه بشأن تعويض جيران سورية عن التكلفة المالية الكبيرة لاستضافة اللاجئين لفترات طويلة. وقال كولين بروس المسؤول الكبير بالبنك "إنها (التكلفة) في الواقع كبيرة جدا على دول مثل الأردن ولبنان وتركيا وتشير بعض التقديرات إلى أنها حوالي 1.1 - 1.4 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي". وأضاف "نقر أنه بالنسبة لكثير من هذه الدول هناك تكلفة مرتبطة باستضافة اللاجئين وهي بحاجة إلى تعويض". وتابع "نحن مستعدون تماما للدخول في حوار مع مساهمينا حول كيفية دعم تعويضات الدول" لاسيما الدول متوسطة الدخل. وفي وقت سابق قال مسؤولون في مجال الإغاثة الإنسانية إن قواعد البنك الدولي تمنعه من تقديم منح للدول متوسطة الدخل مثل لبنان لكن هذه الحكومات لا تريد الاقتراض من البنك لتغطية تكاليف استضافة اللاجئين مما يعني فجوة تمويلية هائلة لدول تستضيف أربعة ملايين سوري. كان بروس يتحدث في اجتماع تحضيري للقمة العالمية للعمل الإنساني 2016 حيث تأمل الأمم المتحدة في إصلاح طريقة معالجة وتمويل حالات الطوارئ مثل أزمة اللاجئين السوريين بعد سلسلة من الأزمات العالمية التي شردت 60 مليون شخص وأربكت ميزانيات المساعدات التابعة للأمم المتحدة. وقال بروس إن البنك يضع أيضا في الاعتبار أن اللاجئين والمهاجرين قد يؤثرون بشكل إيجابي على الوضع الاقتصادي على المدى البعيد ويريد تقديم النصح للحكومات بشأن تطبيق سياسات تعود بالنفع عليها من استضافة النازحين. من جهتها، قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل أمس إن تركيا تلعب دورا رئيسيا في "المهمة التاريخية" لحل أزمة المهاجرين في اوروبا وإنه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يقدم لها دعما أفضل لمساعدتها في التعامل مع تدفق اللاجئين. ويكافح الاتحاد الاوروبي المنقسم على نفسه للتعامل مع مئات الالاف من اللاجئين الفارين من الحروب والفقر في الشرق الاوسط وافريقيا واسيا ويعتبر تعاون تركيا وهي دولة غير عضو في الاتحاد محوريا لادارة المشكلة. وقالت ميركل في كلمة في مجلس النواب (البوندستاج) قبل مشاركتها في قمة لزعماء الاتحاد تعقد في بروكسل في وقت لاحق "بدون شك تلعب تركيا دورا رئيسيا في هذا الوضع، معظم لاجئي الحروب الذين يأتون إلى أوروبا يسافرون عبر تركيا. لن يكون بوسعنا تنظيم أو وقف حركة اللاجئين دون التعاون مع تركيا". وأضافت ميركل أن هذا يتضمن منح أنقرة قدرا أكبر من المساندة لرعاية اللاجئين وتقديم المساعدات الإنسانية فضلا عن المساعدة في تأمين الحدود ومكافحة عصابات التهريب الاجرامية. وتعتزم المستشارة الالمانية زيارة تركيا يوم الاحد لاجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو. وتطرقت ميركل الى مسألة عضوية تركيا في الاتحاد التي طال التفاوض بشأنها وقالت "سيتم الالتزام بالمعاهدات ومفاوضات الاتحاد الاوروبي مع تركيا جرت دون أحكام مسبقة".
مشاركة :