أعلنت الحكومة الإسرائيلية اتخاذ سلسلة من الإجراءات لوقف حملة العنف التي بلغت حدا أقصى الثلاثاء بمقتل ثلاثة إسرائيليين بهجوم بالسيارة وبسلاح ناري للمرة الأولى منذ بدء أعمال العنف في الأول من تشرين الأول/أكتوبر. وأوقعت أعمال العنف سبعة قتلى من الإسرائيليين وعشرات الجرحى وقرابة ثلاثين فلسطينيا العديد منهم نفذوا هجمات بالإضافة إلى مئات الجرحى. هذا وبدأ الجيش الإسرائيلي الانتشار في القدس لمحاولة وضع حد لموجة الهجمات التي ينفذها فلسطينيون ولا تزال مستمرة رغم سلسلة إجراءات أعلنتها حكومة نتانياهو. ويفترض ان يساهم انتشار الجيش في وضع حد لأعمال العنف التي تنذر باندلاع انتفاضة وإلى طمأنة السكان الذين يعيشون في حالة استنفار متواصلة وفي هذا الإطار من التوتر الشديد من الصعب تحديد أي جانب يمكن أن يعود إلى الدبلوماسية. وقد أعلنت واشنطن أن وزير خارجيتها جون كيري سيتوجه إلى المنطقة قريبا ولتسليط الضوء على المستجدات الراهنة،أجرى الزميل محمد عبد العظيم مقابلة مع السفير الإسرائيلي السابق لدى فرنسا. محمد عبد العظيم. يورونيوز. ليون سعادة السفير ايلي بارنافي، كدبلوماسي سابق لدولة إسرائيل،هل يمكنكم أن تفسروا لنا ما يحدث حاليا في القدس وبيت لحم،وجميع أنحاء الضفة الغربية،وفي غزة أيضا؟ إيلي برنافي، مؤرخ ومحلل سياسي: ما يحدث هو أن ثمة أعمال عنف اندلعت بشكل عفوي وفجأة،تشبه قليلا ما بمكنه أن يكون إرهاصا لانتفاضة مختلفة عن الانتفاضات السابقة، حيث إن شبابا يتزعمونها،شباب قاموا بالتعبئة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وعلى ما يبدو فإن السلطة الفلسطينية لا تملك السيطرة.فالسبب الظاهر هو أن ثمة شعورا مفاده أن إسرائيل تهاجم الحرم الشريف، أما الأسباب الجوهرية فتكمن في أن الوضع على ما يبدو ينبىء بأن لا أمل في التوصل إلى تسوية دبلوماسية. أنا أتحدث عن تراكم الإحباط و الكراهية. يورونيوز: ذكرتم الأقصى، هل يمكننا أن نعتبر أن خطرا يداهم الأقصى بسبب حركات اليمين المتطرف الإسرائيلي؟ إيلي برنافي، مؤرخ ومحلل سياسي: هناك عناصر من اليمين المتطرف،حتى داخل الحكومة ممن يريدون تغيير الوضع الساكن،وهذا لن يحدث ثم إن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قالها بوضوح لمرات عدة،لا توجد فرصة لتغيير الوضع الساكن في الأقصى. غير أن الأقصىى،كلمة استقطاب بل هو مكان رمزي للغاية،وبالنسبة لجميع أولئك الذين يبحثون عن نداء استقطاب، هذا الرمز، الأقصى،سهل الاستخدام. يورونيوز: بين السكاكين و شبكات التواصل الاجتماعي، هل نحن بالفعل أمام انتفاضة ثالثة؟ إيلي برنافي، مؤرخ ومحلل سياسي: لم نصل بعد إلى ذلك،ولكن في نهاية المطاف،ثمة تشابه.إن لم ننجح للحد من موجة العنف بسرعة،فقد تتطور الأمور إلى انتفاضة حقيقية.وبالفعل هناك موجة عنف كبيرة،ثمة نوع من الهستيريا تلك التي تحكم قبضتها على العامة.فالناس يحذوهم خوف من الخروج إلى الشارع،والواضح أن الحكومة لا تعرف ما ذا ستفعل؟لأنه حين يتعلق الأمربالانتفاضات السابقة، كانت بحوزتنا عناوين وكنا نعرف نحو من سنتوجه. أما اليوم، فلا نعرف شيئا،فهي إلكترونات حرة،ولا أحد يديرها. ولذلك فمن الصعب التنبؤ وإحالتهم إلى القضاء. يورونيوز: أجل،على الرغم من إغلاق القدس الشرقية،هل إن الحكومة الإسرائيلية و السلطة الفلسطينية،بإمكانهما أن يفعلا شيئا لاستئناف المفاوضات؟ إيلي برنافي، مؤرخ ومحلل سياسي:ليس هناك إغلاق للقدس الشرقية،فالأمر لا يعدو أن يكون شعارا سياسيا.و الحكومة تعطي انطباعا للمواطنين بأنها تقوم بفعل شيء ما.ولكن في الواقع،لا يوجد إغلاق.لا يمكن إغلاق المدينة،وبشكل خاص أن التاريخ يقول إن القدس مدينة واحدة .فكيف يمكن توحيد مدينة،إذا كنت أغلقت بعضا من أحيائها؟ يورنيوز: كيف يعيش الإسرائيليون هذا الوضع الآن؟ إيلي برنافي، مؤرخ ومحلل سياسي: السكان الإسرائيليون يعيشون خوفا من هجوم محتمل، لكن ما زال من المبكر التنبؤ بما سيحدث. على الرغم من أن بعض وسائل الإعلام تقوم بتنبؤات،إلا أنه يجب البحث عن الأسباب الكامنة والعميقة وراء انتشار العنف وكيفية الخروج من دائرته.
مشاركة :