أوصت دراسة أكاديمية حديثة بضرورة تشكيل لجان متخصصة على مستوى وزارة التعليم لوضع الحلول المناسبة للمعوقات التي تحول دون تحقيق التربية الأمنية لدى الطلاب في المدرسة الثانوية. وكشفت الدراسة التي أعدها الدكتور محمد مسلم سليمان السناني المستشار العام لمدير تعليم منطقة المدينة المنورة، وشملت عينة مكونة من 254 فردا من مشرفين تربويين ومديري المدارس الثانوية تحديدا في المدينة المنورة، أن المعلم، والإرشاد الطلابي، والأنشطة الطلابية يمارس كل منهم دوره في المدرسة الثانوية في تحقيق التربية الأمنية لدى الطلاب بدرجة متوسطة، كما أن المعوقات التي تحول دون تحقيق التربية الأمنية لدى الطلاب كانت بدرجة مرتفعة في جميع مجالات هذا المحور، وأن أكثر مفاهيم التربية الأمنية المتضمنة في كافة الأدلة والوثائق الخاصة بموضوع الدراسة هي تلك الخاصة بالإرشاد الطلابي، وأن أقل هذه الأدلة تضمينا هي تلك الخاصة بالنشاط الطلابي. وأوصت الدراسة التي احتوت على ثمانية فصول، بتشكيل لجان متخصصة، وضرورة تضمين الأدلة والوثائق المتعلقة بمحاور الدراسة قدرا وافرا من المفاهيم الأمنية، التي تعالج قضايا الأمن في كل مجالاته، كما اقترحت الدراسة بحوثا بدت حاجتها واضحة في المرحلة الحالية والمستقبلية. وأشارت الدراسة إلى أن دعم مسيرة الأجهزة الأمنية من خلال الميادين الاجتماعية سواء النظامية أو غير النظامية أصبح ضرورة حتمية بدءا من الأسرة، فالمدرسة، فالمسجد، فوسائل الإعلام، وذلك من أجل تكوين المواطن الصالح، وتحصين أفراد المجتمع، وتحقيق الأمن المنشود، بمشاركة كل الناس أفرادا وجماعات، بحيث يقوم كل فرد بدوره المنوط به للإسهام في المجال الأمني، مبينة أن الدراسة جاءت لتلمس مدى الدور التربوي الذي تؤديه المدرسة من خلال ركائزها المتعددة نحو تحقيق هذه التربية الأمنية التي نتوخاها. وقالت إن الاهتمام بالتربية الأمنية في المجال التربوي والتعليمي له أهمية كبرى؛ أولها لضمان أمن المجتمع واستقراره، وذلك لعدة اعتبارات من أهمها ما يشهده العالم اليوم من تطورات متسارعة في شتى مناحي الحياة، وما وفرته التقنيات الحديثة في المجالات المختلفة من اتصالات ومعلومات ووسائل أخرى، جعلت العالم يبدو كالقرية الصغيرة؛ مما سهل عملية انفتاح الثقافات على بعضها، فأصبحت التحديات المختلفة سمة هذا العصر، وثانيا: الأحداث الأمنية التي تمر بها كثير من البلدان العربية في وقتنا الحاضر؛ مما قد ينتج عنها من آثار سلبية؛ تقتضي إيجاد الحلول المناسبة، واستثمار كل الطرق والوسائل المتاحة لحماية المجتمع.
مشاركة :