بعد سقوط «الإخوان» في تونس، أثرت الأحداث تأثيراً قوياً على الوضع الليبي، حيث ظهرت دعوات للتظاهر للإطاحة بجماعة «الإخوان» الإرهابية في ليبيا. ووجدت أحداث تونس صدى في ليبيا، حيث اتخذ الليبيون من «انتفاضة الشعب التونسي»، عنواناً لدعوات التظاهر في عموم المدن الليبية، وخاصة العاصمة طرابلس الواقعة تحت سيطرة الميليشيات «الإخوانية». وحملت دعوات التظاهر في 30 يوليو شعارات، مثل «تسقط عصابة الإخوان، يكفي سرقات، يكفي فساد، يكفي تدمير، نعم لإنقاذ الوطن، نعم لإنقاذ مستقبل أطفالنا». وفي سياق آخر، اتفقت لجنة التوافقات المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي على تلقي أعضائها مقترحات كاملة تهدف إلى معالجة القضايا العالقة بشأن القاعدة الدستورية، وذلك بعد مناقشات بناءة تحت إشراف الأمم المتحدة خلال الاجتماع الثاني للجنة، بحسب بيان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. وأكدت بعثة الأمم المتحدة، أمس، أن اللجنة التي تحاول التوصُّل إلى أرضية مشتركة بشأن مقترح للقاعدة الدّستورية للانتخابات المقبلة في 24 ديسمبر المقبل ستعاود الاجتماع السبت المقبل لمناقشة المقترحات الواردة من أعضائها، ورفع توصيات إلى ملتقى الحوار السياسي الليبي بالنهج المقترح وآلية صنع القرار التي تمهد السبل للتوصل إلى اتفاق على القاعدة الدستورية التي تمكن من إجراء انتخابات وطنية نهاية العام الجاري. إلى ذلك، أكد المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للدولة في ليبيا محمد عبد الناصر أن البرلمان لا يملك وحده إصدار قانون الانتخابات، أو حتى المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ولا غير ذلك، داعياً إلى تنفيذ المادة 23 من الاتفاق السياسي المضمن في الإعلان الدستوري، والتي تنص على أن مقترح قانون الانتخابات تضعه لجنة مشتركة بين مجلس النواب ومجلس الدولة. ويترقب أعضاء المجلس الأعلى للدولة في طرابلس إجراء انتخابات داخلية لانتخاب رئيس جديد بعد انتهاء ولاية «الإخواني» خالد المشري، ويسعى التيار الوطني داخل المجلس للإطاحة بهيمنة «الإخوان»، وتغيير رئيس المجلس ونوابه خلال الانتخابات المزمع إجراؤها خلال أيام. وفي الجزائر، بحث رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تطورات الأوضاع في ليبيا، وسبل التوصل إلى حل لعدد من المشكلات، مشيرا إلى أن الجزائر رهن إشارة ليبيا. وأكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مؤتمر صحفي مشترك مع المنفي عقب اللقاء، دعم بلاده لما يقرره أبناء الشعب الليبي، لأن بلاده ليس لديها أطماع في ليبيا، مشيراً إلى أن الحل الأساسي في ليبيا هو الانتخابات، لافتاً إلى أن بلاده على استعداد لإيصال صوت ليبيا في أي مكان. إيطاليا تجدد التزامها باستقرار ليبيا جددت إيطاليا أمس، التزامها باستقرارليبيا في إطار مساندتها لنداء البعثة الأممية في ليبيا الذي يشدد على الحاجة إلى عملية دمج تشارك فيها جميع المكونات السياسية والمؤسسية في البلاد. جاء ذلك في بيان للخارجية الإيطالية قالت فيه: إنه «في إطار دعمها للاستقرار في ليبيا فإنها تستضيف حالياً وفوداً سياسية وفنية ليبية للتفاوض حول اتفاق أطر تفصيلية لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 24 ديسمبر المقبل». وأضاف البيان أن «مجلس النواب الليبي والمفوضية الوطنية العليا للانتخابات تجتمع في روما هذه الأيام بالاستفادة من المساندة الفنية من قبل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وذلك في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق مؤسسي حول تحديد الإطار القانوني الذي يسمح بإجراء الانتخابات في موعدها».
مشاركة :