«ألوان» هو الاسم الذي حملته مجموعة تصاميم فؤاد سركيس الجديدة، التي افتتح بها أسبوع بيروت لموضة خريف وشتاء 2015 و2016. طبّق المصمم اللبناني الاسم بالفعل، فتضمنت مجموعة الأزياء التي عرضها في حفل خاص أقيم في مجمّع «سيتي سنتر» التجاري في منطقة الحازمية، أزياء بألوان قوس قزح، تنوّعت ما بين الأخضر والأزرق والأصفر والأحمر والفوشيا وغيرها. جذب فؤاد سركيس الحضور منذ اللحظة الأولى لبداية العرض، عندما أطلت إحدى العارضات بزي البنطال والقميص الملتصقين مع بعضهما بعضا، والمعروف بالـ«Overall» في عالم الموضة. وقد استخدم فيه قماش الكريب الأخضر المطرّز بأوراق الشجر الذهبية. وبعدها توالى مرور العارضات بفساتين مختلفة استعمل فيها أحجار الكريستال «الشواروفسكي» والدانتيل وخيطان التطريز الذهبية، إضافة إلى أقمشة الغازار والموسلين. حضر الحفل الذي استمرّ لنحو 60 دقيقة، حشد من أهل الصحافة والإعلام ووجوه المجتمع اللبناني، إضافة إلى فنانين نجوم أمثال فيفي عبده وبوسي شلبي من مصر ومادونا عرنيطة ورلى سعد من لبنان. وجميعهن يمثّلن أيقونات فؤاد سركيس في عالم المسرح الفنّي، بحيث تربطه بهن علاقة عمل طويلة تعود إلى سنين بعيدة. وبدت النجمة المصرية فيفي عبده والجالسة في المقاعد الأمامية في صالة العرض، متحمسّة لمشاهدة أزياء المصمم اللبناني منذ اللحظة الأولى لبداية المناسبة. فصفّقت بحرارة لعارضات الأزياء عند مرورهن المتوالي على المنصّة. كما لم تتوان عن إطلاق صرخات التشجيع لفؤاد سركيس ولمجموعة الأزياء التي نالت إعجابها مرددة عبارة «بسّ أيوه كده». وفي لقاء خاص مع «الشرق الأوسط» أكدت النجمة المصرية أنها أعجبت بالتصاميم بمجملها، وأن قصّة حبّ قديمة تربطها بتصاميم سركيس الذي يتولّى توقيع أناقتها بأنامله الذهبية. من ناحيتها بدت الفنانة مادونا عرنيطة متابعة دقيقة لتفاصيل تصاميم فؤاد سركيس، إذ كانت تعبّر عن إعجابها بكل واحدة منها، من خلال تعليقاتها المستمرّة طيلة الحفلة، والتي كانت تسرّ بها إلى زميلتها الفنانة رلى سعد الجالسة بقربها. ومن الفساتين التي صفّق لها الجمهور طويلا فأطلق عليها لقب «الفستان النجم»، هو الزي الأحمر الطويل الملتصق بالجسم والقبّة العالية. وهو مصنوع من الكريب وقد تميّز بقصّة أكمام واسعة (كلوش) من نوع «تروا كار» (الثلاثة أرباع)، والمؤلّفة من عدة طبقات تنسجم مع تنورته المتّخذة شكل الجرس من الأسفل. غلب على تصاميم فؤاد سركيس إضافة إلى الألوان المزركشة والتقليمات بالأبيض والأسود والأخرى المطعّمة بالذهبي من قماش «الكازار»، والتنورة التحتية المعروفة بـ«الجوبون». فقد برزت بقوّة في مجمل تصاميمه المستوحاة من الخمسينات، فتداخلت مع غالبية تصاميمه بأسلوب أنيق، مما ترك لدى مشاهدها انطباعا بالفخامة والأنوثة معا، لفساتين تتحرّك بحريّة فوق أقدام عارضات الأزياء، وهنّ يمرّرن على المنصة بخطواتهن الصغيرة. والمعروف أن هذا النوع من التنانير التحتية، يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر، عندما أدرجته الملكة ماري أنطوانيت زوجة الملك الفرنسي لويس السادس عشر ضمن تصاميم فساتينها الخاصة. كما تميّزت مجموعة فؤاد سركيس لخريف وشتاء 2015 و2016. باستعماله الكثيف للأقمشة، فكان كريما في استخدامها بكميّات كبيرة أن في تصاميم تنانير الفساتين أو في الأكمام، وأيضا في المقلب الآخر للفستان من الخلف، التي لوّنها بقصّات «الفراك» على الخصر مباشرة. تصاميم ملكية وأخرى انسيابية عملية خارجة عن المألوف، يمكن أن تلخّص عرض أزياء المصمم اللبناني فؤاد سركيس، الذي أقامه في لبنان بعد غياب دام نحو الثماني سنوات عن ساحته الفنيّة. عرف المصمم اللبناني ببراعته في تصاميمه للمسرح الاستعراضي، فكان يوقّع إطلالات عدة فنانات، وبينهن المصرية شريهان في «فوازير رمضان» واللبنانية مادونا في مسرحياتها الغنائية وإطلالاتها التلفزيونية. كما صمّم فستان زفاف الفنانة هيفاء وهبي، وتعاون مع فنانات أخريات في مجموعة الأزياء التي كانوا يرتدونها في الكليبات المصوّرة. تجدر الإشارة إلى أن أسبوع بيروت لموضة أزياء خريف وشتاء 2015 و2016، سيستمر حتى الثاني والعشرين من الشهر الحالي، وقد اختار منظمّوه افتتاحه مع اللبناني فؤاد سركيس، بحيث سيكون مصمم الأزياء الوحيد المشارك فيه. ويتضمن برنامجه المقبل، عروض أزياء الـ(Casual) للموسم نفسه، لمحلات الملابس الموجودة في مجمّع «سيتي سنتر» التجاري، المنظّم الأساسي لهذه المناسبة.
مشاركة :