تواصل المقاومة الشعبية والجيش الوطني بمدينة تعز، وسط البلاد وأكبر المحافظات اليمنية من حيث عدد السكان، تقدما كبيرا والسيطرة على مواقع كانت تحت سيطرة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وذلك بمساعدة طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية. وكثف التحالف من غاراته الجوية التي دمرت كثيرا من المواقع الهامة للميليشيات الانقلابية بما فيها مخازن الأسلحة في مطار تعز الدولي وجسر الهاملي الذي يربط الحديدة بتعز. وتستمر الميليشيات في قصفها العشوائي على منازل الموطنين المناوئين للانقلاب وفجروا، أمس، منزل أمين طه بجولة المرور غرب مدينة تعز، لتؤكد بذلك استمرارها في العدوان ضد المدنيين ومهاجمة منازل عناصر المقاومة واعتقال جميع من يناوئها. إلى ذلك، أظهرت مواجهات القتال بين القوات المشتركة وميليشيات الحوثي وصالح أنها قد تغيرت وبدأت ملامح النصر واضحة لصالح المقاومة الشعبية والجيش وسط المساعدة التي يلقوها من التحالف العربي بالسلاح وتغطيتهم عن طريق غاراتها الجوية في المدينة، بالإضافة إلى بارجاتها البحرية، على ساحل البحر الأحمر، التي طالت أهدافها أيضا مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي وصالح في مدينة المخا الساحلية التي بات قريبا تطهيرها من الميليشيات، خصوصا بعد السيطرة وتطهير باب المندب ومدينة ذباب الساحلية، التابعة للمخا. وبينما يبدو أن معركة الحسم النهائية وطرد ميليشيات الحوثي وصالح من محافظة تعز بات قريبا جدا، وذلك بفضل صمود عناصر المقاومة الشعبية ووحدات الجيش الوطني، والأكثر من ذلك بعدما أن التف أهالي تعز وساندوا المقاومة والجيش، خصوصا بعدما واصلت الميليشيات تضييق الحصار عليهم ومن مداخل المدينة حيث تتمركز فيها الميليشيات الانقلابية وتمنع دخول الأدوية والغداء ومياه الشرب والخضراوات والفواكه وكل مستلزمات العيش. وتمكنت المقاومة الشعبية والجيش الوطني من قطع إمدادات الميليشيات الانقلابية عن تعز بمساعدة قوات التحالف العربي، بقيادة السعودية، التي دمرت جسر الهاملي ووادي رسيان على خط الحديدة - البرح - المخا لقطع إمدادات ميليشيات الحوثي وصالح من الوصول لتعز والمخا، ووسط احتفال أهالي تعز بمناسبة الذكرى الـ52 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، الذي تخلله بعروض عسكرية للمقاومة الشعبية وحضرته جموع غفيرة من الأهالي. ويقول محمد سعيد الشرعبي، من أهالي مدينة تعز، لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يزال أهالي تعز محاصرون من قبل ميليشيات الحوثي وصالح وتمنع عليهم دخول الماء والغداء والدواء ومستلزمات العيش من أماكن تمركزها في مداخل المدينة، وتتفاقم المأساة الإنسانية بفعل انتشار وباء حمى الضنك الذي يفتك بالعشرات من أبناء المدينة. وهذا العام احتفل أهالي تعز بثورة أكتوبر وسط الحصار وفي مرمى قذائف ميليشيات الانقلاب، وهذا ما يميز احتفالها، كما تحرص تعز على إبقاء حسها الوطني مرتفعا في عز اشتداد مخاطر مشاريع التفكيك والتشرذم التي تعصف بالبلد». وفي نفس السياق، تواصل ميليشيات الحوثي وصالح قصفها الهجمي على الأحياء السكنية بمدينة تعز وتقتل المواطنين العُزل، بينهم النساء والأطفال، وذلك من أماكن تمركزها في جبل أمان بالحوبان ومنطقة التحرير والدفاع الجوي بمدينة النور وشارع الخمسين، وتركز القصف على أحياء ثعبات والدمغة والروضة والموشكي والصفا والمسبح وسقوط قتلى وجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال بما فيها مقتل نوال الشرعبي، أم لثلاثة أطفال أصغرهم لم يتجاوز ثلاثة الأشهر، في حي المسبح جراء سقوط قذيفة بي إم 21 صباح أمس. ويقول مصدر من المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط»: «تحاول ميليشيات الحوثي وصالح التقدم وإعادة السيطرة على المواقع التي أصبحت تحت سيطرة المقاومة والجيش الوطني لكنهم يفشلون في ذلك ويتكبدون الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد، كما أنهم لا يزالون ينقلون أسلحتهم من مكان إلى آخر، لكن قوات التحالف العربي لهم بالمرصاد وتدمر مواقعهم ومخازن العسكرية في كل بقعة في تعز». غير أن الميليشيات الانقلابية قامت، أمس، بإدخال دبابة في حوش منزل الحربي الموالي لهم في منطقة كلابة، الذي تمركزوا فيه بجانب معسكر الأمن المركزي، ودبابتين أخريين تم إنزالهما من المعسكر إلى المركز الصحافي (مستوصف) 30 نوفمبر (تشرين الثاني) بنفس المنطقة، وهم بذلك يستخدمون المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس كمخازن أسلحة لهم. ويؤكد المصدر ذاته أن «المقاومة مستمرة في نهجها وتحقيقها للنصر الذي ملامحه بدأت تظهر في الأفق، رغم استمرار الميليشيات استهداف الأحياء السكنية بما فيها حي الجمهورية وقلعة القاهرة بصواريخ والمسبح وغيرها بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاوزر من أماكن تمركزها في جبل أومان، كما قتل أكثر من 20 من صفوف الميليشيات وجرح ما لا يقل عن 30 آخرين في مواجهات المقاومة والجيش الوطني مع الميليشيات الانقلابية. وصدت المقاومة في جبهة الضباب، غرب المدينة، وجوار منزل المخلوع صالح وفي حي ثعبات وكلابة، شرق المدينة، محاولات تقدم الميليشيات، مشيرا إلى أن المقاومة والجيش تمكنوا من التقدم في منطقة الدمدم في العلقمة ومواقع محيطة بها في مديرية الوازعية، جنوب مدينة تعز، وسقوط عشرات القتلى والجرحى بصفوف ميليشيات الحوثي وصالح.
مشاركة :