انتقد مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة السفير إبراهيم الدباشي، تكتيكات المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون في الحوار بين الفرقاء الليبيين، معتبرًا أنها كانت مربكة في حالات كثيرة ولا تساعد المتحاورين في اتخاذ القرار. وقال الدباشي، في بيان له نشر هنا اليوم (الخميس): «إن الطريق أمام ليون كان واضحا وواسعا، لكنه كلما واجه عائقا سلك طريقا فرعيا، معتقدا أنه سيسرع في التقدم، ولكنه يكتشف في كل مرة وبعد فوات الأوان أنه دخل في متاهة، وهذا ما حدث عندما حاول أن يساوي بين المؤتمر الوطني ومجلس النواب في عدم الشرعية». وعدد الدباشي عدة أخطاء ارتكبها برناردينو ليون، منها: فتح الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى أرضاءً للمؤتمر. وعندما عدل منفردا الاتفاق وتصرف بناء على التعديل دون الرجوع إلى الأطراف المعنية. وأخيرا بإصراره على إشراك محسوبين على المؤتمر الوطني في حكومة الوفاق رغم معارضتهم للاتفاق ورفضهم المشاركة في الحكومة، معتبرًا أن مثل هذه الهفوات لا يمكن أن تساعد في التوصل إلى حل للأزمة الليبية، وهي في الواقع تترك مجلس النواب دون شريك في الحل. واتهم الدباشي بعثة الأمم المتحدة بأنها لا تملك رؤية واضحة للعمل مع من يريدون الحل فقط، مشيرًا إلى حق مجلس النواب أن يطلب من ليون التزاما واضحا من المؤتمر بقبول الاتفاق والموافقة على التوقيع عليه قبل الشروع في تشكيل الحكومة إذا أراد أن يشارك فيها. وفي سياق متصل، طلب المبعوث الأممي لدى ليبيا برناردينو ليون، من رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، «حشد الدعم من مجلس النواب لضمان المصادقة على النص النهائي للاتفاق السياسي». وقال ليون، في رسالة وجهها إلى عقيلة صالح، إن «نص الاتفاق هو نتيجة لمفاوضات مكثفة وشاملة بين الأطراف الليبية على مدار تسعة أشهر». وأضاف أن هذا الاتفاق بشكله الحالي «يمثل حلا سياسيا وسطا عادلا ومتوازنا ويمكنه أن يكون نهاية عملية الصراع السياسي والعسكري في البلاد». يذكر أن مجلس النواب أجّل، إلى الأسبوع المقبل، التصويت على تشكيلة مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني والإعلان عن موقفه الرسمي منها وسط تشنجات وخلافات بين أعضائه الذين انقسموا بين مؤيد لإعلان ليون ورافض له.