تناولنا في الحلقة الماضية بعض الأفكار التي وردت في كتاب ((كتاب الخوف من حكم الإسلاميين)) لعصام تليمة بشكل مجمل وكما قلنا أن عصام تليمة يشغل وظيفة السكرتير الخاص ليوسف القرضاوي والمقلد لأفكاره وتوجهاته حتى أنه يقال أن تليمة في فترة من الفترات كان يكتب بعض الفتاوى والمقالات للقرضاوي وكان الأخير يضع عليها اسمه فقط و يأمل أن يخلف القرضاوي في كل شيء وهو ما يتم التحضير له منذ فترة، فالرجل نسخة مشابهة للقرضاوي ويحمل جميع صفاته النفعية. نعود هنا للكتاب يقول تليمة : (( ... ينتاب البعض مخاوف من الإسلاميين ومن دخولهم معترك السياسة ،وبخاصة بعد الثورة المصرية ؛ ثورة الخامس والعشرين من يناير ،وما نتج عنها ... )) ثم قال ((ونظرا لما لدى البعض من خلفية عن الإسلاميين ... بدأت تتبادر الى الأذهان مخاوف من طرح الإسلاميين ورؤاهم ... نريد فيها من الطرفين إسلاميين وغير إسلاميين: أسئلة صريحة ويرد عليها بأجوبة حاسمة تحسم الموقف ،أيا كانت الإجابة ، فهناك تساؤلات تثار دوما حول عدة محاور ،أرى أن على الإسلاميين التأمل فيها وإجابتها إجابة وافية ...)) هذا الخوف الذي تحدث عنه عصام تليمة لم يكن هو في حقيقة الأمر السبب في الخوف من حكم الإسلاميين والارتياب في تحركاتهم ومساعيهم واعني هنا سبب الحريات سبب تطبيق الشريعة سبب الحدود سبب الإثنيات وغيرها وهي أسباب لطالما ذكرها المستشرقين في الغرب ولطالما تولى الكتاب الإسلاميين الرد عليها وأنما يخشون حكم الإسلاميين لأسباب تعمد تليمة ألا يذكرها فالناس قد عايشت حكم الإسلاميين عن قرب في أكثر من مكان في العالم كما قلنا سابقا وشهدوا شهود المعاصر ما حل ويحل في المناطق التي سيطر عليها الإسلاميين وتابعوا من خلال وسائل التواصل المآسي والنكبات التي حلت بهذه المناطق مثل إيران والسودان وغزة وأفغانستان “طالبان” والمناطق التي سيطرت عليها داعش هذا الخوف لم يكن نتيجة ما كتبه المستشرقون بل هي نكبات أصبحت تصل بالتو واللحظة إلى المتلقي في كل مكان ولنأخذ جماعة الإخوان المسلمين التي أشار لها وكما نعلم أنها تأسست في عام 1928م أي منذ أكثر من نصف قرن والإخوان المسلمين في الساحة السياسية وبالرغم من هذه المدة الطويلة بقي الإخوان المسلمين بعيدين عن المراجعات الفكرية ، واستمروا على نهجهم الذي خطه لهم الشاب الصغير وقت تأسيس الجماعة حسن البنا “ولد سنة 1906م” إلى تولي محمد مرسي السلطة في مصر سنة “2012م” طوال هذه السنين التي شاكسوا فيها الواقع الاجتماعي والسياسي في مصر وسجلوا حضورهم فيه بمناسبة وبغير مناسبة لم يعيدوا القراءة لواقعهم الفكري ولا الدعوي وكانت قراراتهم تأتي من مكتب الإرشاد ثم تعمم من خلال المكاتب الإدارية ثم الأسر أو الصحف الناطقة باسمهم وغالبا رؤاهم السياسية متواضعة وغير عميقة وخير مثال على ذلك اسطفافاتهم الغير موفقة و تحالفاتهم كما حدث في مباركتهم للخميني نجاح الثورة في إيران وكما حدث في وقوفهم خلف صدام حسين في واقعة احتلال الكويت وتواضعهم الفكري وممارساتهم التنظيمية والدعوية كل هذه المشاكل انعكس على أدائهم السياسي في إدارة الدولة المصرية من خلال مكتب الإرشاد في المقطم وبشكل أدق من خلال مجموعة القطبيين العشرة الذين سيطروا على زمام الجماعة من خلال السيطرة على تمويلها العابر للقارات وبشكل أكثر دقة من خلال خيرت الشاطر . ما أريد قوله هنا أن عصام تليمة قد صنع عنوان فخم لكتاب غير علمي حاول من خلاله أن يموه على القارئ ويضلله .
مشاركة :