يجدر بنا قبل التحدث عن مكافآت محفزة للموظفين الإشارة إلى بعض النقاط التأسيسية، والتي لا محيد عن ذكرها، فأولًا لا يجب أن تعول كثيرًا على المكافآت النقدية _كأداة تحفيزية_ ولا أن تبخسها حقها، وإنما تُنزلها المنزلة التي تستحقها؛ فهي مهمة ولكن لا يمكن التعويل عليها في الحفاظ على المواهب مثلًا. فالموظف الذي أغراه المال مثلًا من المرجح أن يغادر الشركة ويدير لها ظهره إن هو عثر على شركة تدفع له مالًا أكثر، أضف إلى ذلك أن أثر الحوافز النقدية لا يدوم طويلًا. وقد رأى 65 % من المديرين، وفقًا لبحث أجراه مكارتني وهولبيتش في The Management Agenda، أن التقدير والمكافآت غير المالية حوافز شائعة، وعظيمة الأثر والجدوى، وأظهر البحث أيضًا أن عدم الاعتراف وغياب التقدير كان أكبر عامل مثبط للهمم في العمل. وثمة أمر آخر يلتحق بحديثنا عن مكافآت محفزة للموظفين مفاده أن التحفيز هو الطريق الوحيد تقريبًا الذي يمكن من خلاله الحفاظ على المواهب، خاصة أن المنافسة تكون على المواهب أكثر مما هي على أي شيء آخر؛ فلو لم تفكر في مكافآت محفزة للموظفين الذين يعملون معك فسوف يستحوذ عليهم غيرك، وحينئذ تكون شركتك تحت طائلة تهديد جسيم. الأخطر مما فات أن الموظف غير المحفز؛ أي الذي يشعر بعدم تقدير ما يقوم به أو ما يؤديه لصالح المؤسسة، يمثل خطرًا حقيقيًا، لا سيما إذا كان موهوبًا، أو ممن لا يمكن التفريط فيه أو استبداله بغيره. ولكي تدرك ضرورة تقديم مكافآت محفزة للموظفين لك أن تعلم أن بعض التقديرات تشير إلى أن الشركات في الولايات المتحدة وحدها تكبدت خسائر تتراوح بين 450 و550 مليار دولار بسبب ضعف الإنتاجية، التي مردها الأساسي عدم تحفيز الموظفين وتركهم فريسة للسأم والشعور بعدم التقدير. اقرأ أيضًا: الموظف الروتيني.. من الملل إلى تحديد وجهة الشركات مكافآت محفزة للموظفين ويرصد « رواد الأعمال » عدة مكافآت محفزة للموظفين والتي يمكن من خلالها أن تحقق الشركة نتائج إيجابية، ومن هذه المحفزات نذكر ما يلي.. العمل المرن يمكننا تصدير العمل المرن كواحدة من بين مكافآت محفزة للموظفين لا يمكن الغنى عنها؛ إذ من المعروف أن السلاسة في المواعيد والحضور والانصراف تمنح الموظفين حرية أكبر، كما أنها، وهذا هو المهم، تمنحهم الفرصة للتركيز على الأمور المهمة وليس مجرد الحضور والانصراف. ومن ثم ليس مستغربًا أن أسهمت هذه الطريقة في رفع معدلات أداء موظفيك. صحيح أنه قد تكون شركة من الشركات لم تعتمدنظام العمل عن بُعد/ المرن، إلا أنه رغم ذلك يمكن تخصيص يوم واحد في الأسبوع للعمل من المنزل مثلًا، وملاحظة الأثر بعد ذلك. اقرأ أيضًا: أخطاء إدارة الموارد البشرية.. المبادئ لا تتجزأ مشاريع خاصة وطالما أننا نتحدث عن مكافآت محفزة للموظفين فمن المحتم أن نشير إلى أحد هذه المحفزات، وهي السماح للموظفين بالعمل على نوعية معينة من المشاريع _نسميها تسهيلًا واختصارًا “المشاريع الخاصة”_ وهي تلك المشاريع التي تعمل على تطوير مهارات الموظفين من جهة، وتعود على الشركة بالفائدة والنفع من جهة أخرى. لا مانع، على سبيل المثال، من إعطاء كل موظف المهمة أو المشروع الذي يرغب أو يحب العمل عليه؛ فعندئذ ستجني الشركة فوائد جمة؛ منها على سبيل المثال لا الحصر: سرعة في الأداء، جودة المنتج، معدل إبداع أعلى، ناهيك عن التفاني في هذا العمل، وتعزيز الانتماء للمؤسسة. اقرأ أيضًا: تجديد نشاط الموظفين.. تحدي الملل وزيادة الإنتاجية الاجتماعات الفردية ولا مجال، من دون شك، للحديث عن مكافآت محفزة للموظفين من غير التطرق إلى الاجتماعات الفردية، خاصة أنها تنطوي على فوائد مركبة؛ فأولًا هذه الاجتماعات فرصة لمعرفة ما يفكر فيه الموظفون عن كثب، وأن تتطلع على ما لديهم من رؤى وتصورات. والأهم أنها فرصة لكي تسألهم ما الذي يمكنك مساعدتهم فيه حتى يطوروا من أنفسهم، ويحققوا نتائج أفضل مما هم عليه؟ وهذه الاجتماعات تأخذ، أحيًانًا، منحى شخصيًا، بمعنى أن يشعر الموظف بأنه ملتزم بما وعدك به، وهذا حافز في حد ذاته. اقرأ أيضًا: الأنثروبولوجيا ومدير الموارد البشرية الشكر رغم بساطة هذه الطريقة _لن يكلفك الشكر شيئًا على أي حال_ فإن له أثر واضح في الموظف الذي تقدم له الشكر. فالمؤكد أن هذا الشكر ينطوي على الكثير من الرسائل؛ منها على سبيل المثال: أنك منتبه لجهود هذا الموظف وواعٍ بها، ومن ثم فهو لن يشعر بأنه يحرث في المياه أو يعزف لحنًا بمفرده ولا يعلم أحد عنه شيئًا. بالإضافة إلى أن إرساء ثقافة الشكر في المؤسسة ككل سوف يقود موظفيك إلى شكر بعضهم بعضًا، والاعتراف بفضل بعضهم على بعض، وتلك واحدة من الوسائل التي تسهم في صنع بيئة عمل صحية. اقرأ أيضًا: تكنولوجيا الموارد البشرية.. توفير أفضل تجربة للموظفين أسئلة إدارة الموارد البشرية.. كيف تساعد موظفيك؟ كيف تتعامل مع الموظف المهمل؟.. استراتيجية الحفاظ على العمل
مشاركة :