بيروت- طالب قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، الجمعة، الجنود بـ"الاستعداد" لمواجهة "تحديات إضافية" في ظل أزمة اقتصادية ومعيشية غير مسبوقة تعصف بالبلاد، وتؤثر سلبا على مردود الجيش. وأضاف عون في كلمة وجهها بمناسبة الذكرى الـ76 لتأسيس الجيش أن الأنظار تتجه إلى المؤسسة العسكرية "التي تبقى محط آمال اللبنانيين، بعدما أثبتت أنها المؤسسة الوطنية الجامعة التي حازت ثقة الشعب ودول العالم"، لافتا أنه "من غير المسموح تحت أي ظرف إغراق البلد". وتابع "يحلّ الأول من أغسطس هذا العام ولبنان يقف على عتبة الذكرى السنوية الأولى لانفجار المرفأ المشؤوم، الذي أصاب قلب العاصمة وأودى بحياة 206 شهداء، بالتزامن مع أزمة اقتصادية ومالية هي الأقوى في تاريخنا الحديث وسط استمرار تفشي وباء كورونا". ومنذ عام ونصف العام، يعاني اللبنانيون أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلا عن شح في الوقود والأدوية وانهيار قدرتهم الشرائية. وفي ظل أزمتين سياسية واقتصادية، كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، الاثنين، رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة جديدة، بعد اعتذار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري جراء خلافات مع عون. وتسببت الأزمة السياسية في غضب الداعمين الدوليين من لبنان، ووصل الأمر بالتهديد بفرض عقوبات ووقف المساعدات، مع استثناء الجيش اللبناني، الذي تأثر بدوره بالوضع الاقتصادي المتدهور للبلاد. وكان العماد جوزيف عون حذر في مناسبات عديدة، من بينها لقائه مع الرئيس الفرنسي ايمانويل في ماكرون، من تداعيات انهيار العملة اللبنانية على المؤسسة العسكرية، لافتا إلى أن الأزمة وضعت الجيش على شفا الانهيار. كما قال قائد الجيش اللبناني في خطاب ألقاه أمام ضباط في مارس الماضي من أن الجنود "يعانون مثل باقي اللبنانيين". وأضاف في تسجيل مصور نشر على حساب الجيش في تويتر “تدهور قيمة الليرة في مقابل الدولار أدى إلى تدني قيمة رواتب العسكريين بنسبة 90 بالمئة، والنسبة عينها تنسحب على التغذية والطبابة والمهمات العملانية وقطع غيار الآليات، علما بأن الجيش اعتمد ولا يزال سياسة تقشف لافتة”. وانتقد في ذات التسجيل القيادة السياسية التي "أصيبت بالشلل بسبب الاقتتال الداخلي، ولم تفعل أي شيء تقريبا لمعالجة الأزمة". وتعهدت قوى عالمية على تقديم الدعم للجيش اللبناني بهدف منع انهيار ما تعتبره القوة الوحيدة القادرة على حكاية لبنان بعيدا عن التجاذبات السياسية والولاءات الخارجية. ولا يريد اللبنانيون ولا المجتمع الدولي تكرار تجربة الحرب الأهلية حيث أدى انهيار المؤسسة العسكرية بانقسامها عندما انقسم وفقا لانتماءات طائفية إلى انزلاق لبنان في قبضة الميليشيات.
مشاركة :