الرياض - (أ ف ب): أعلنت السعودية مساء الخميس أنها ستعيد فتح أراضيها أمام السيّاح الملقّحين بالكامل اعتباراً من الأول من أغسطس، وذلك بعد قرابة 17 شهراً من تعليقها العمل بالتأشيرات السياحية بسبب جائحة كوفيد-19. ولعقود خلت كانت المملكة المحافظة تكتفي بالسياحة الدينية لكنّها بدأت في سبتمبر 2019 إصدار تأشيرات سياحية لمواطني عدد من الدول في إطار سياسة الإصلاحات والانفتاح التي بدأ تطبيقها منذ سنوات، قبل أن تغلق حدودها أمام الأجانب في مارس 2020 مع بدء تفشّي جائحة كوفيد-19. وفي بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية (واس) أعلنت وزارة السياحة «فتح المملكة أبوابها للسياح ورفع تعليق دخول حاملي التأشيرات السياحية ابتداءً من 1 أغسطس 2021». وأضاف البيان أنّه «يمكن للسيّاح المحصّنين بالكامل دخول المملكة من دون حاجة إلى فترة حجر مؤسسي على أن يتم تقديم شهادة تطعيم رسمية عند الوصول وإحضار ما يثبت إجراء اختبار بي سي آر (التفاعل المتسلسل للبوليميراز) وظهور نتيجته السلبية خلال 72 ساعة من وقت المغادرة». وأوضحت الوزارة أنّ الملقّحين بالكامل هم من تلقّوا جرعتي تطعيم من أحد اللقاحات المعتمدة في المملكة، وهي فايزر أو استرازينيكا أو موديرنا أو جرعة واحدة من لقاح جونسون آند جونسون. ويأتي هذا القرار بعد أيام من تنظيم المملكة موسم حجّ مصغراً شارك فيه 60 ألف حاج من سكّان البلاد الملقّحين بالكامل ضدّ فيروس كورونا. ولا يعني القرار الجديد فتح الباب أمام الراغبين بالسفر إلى السعودية من أجل أداء مناسك العمرة. وأكّد وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب في تصريحات نقلتها الوكالة أنّ السلطات عملت على «ضمان عودة آمنة يستمتع من خلالها زوار المملكة باستكشاف ما تضمّه من كنوز سياحية ووجهات ومعالم مهمة والاستمتاع بتجارب سياحية فريدة». وفي 19 يوليو، اشترطت السعودية على جميع مواطنيها تلقّي جرعة ثانية من اللّقاحات المضادّة لفيروس كورونا للسماح لهم بالسفر إلى خارج المملكة. والسعودية التي تُعدّ 35 مليون نسمة وظلّت مغلقة فترة طويلة بدأت في 2019 إصدار تأشيرات سياحية فورية لمواطني 49 دولة معظمها أوروبية، بعدما كان القسم الأكبر من التأشيرات يقتصر على العمل والحجّ والعمرة. وذكرت وزارة السياحة في وقت سابق أنّها أصدرت أكثر من 400 ألف تأشيرة سياحية خلال الفترة من سبتمبر 2019 حتى شهر مارس من عام 2020 حين حظرت المملكة دخول الأجانب على خلفية تفشي جائحة كوفيد-19. ولا يتضمن هذا الرقم تأشيرات العمرة التي يمكن تأديتها طوال العام وتجتذب ملايين المسلمين من أرجاء العالم سنوياً. ويُعتبر تطوير قطاع السياحة أحد أهمّ أسس «رؤية 2030»، الخطّة الاقتصادية الطموحة التي طرحها وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، لتنويع أكبر اقتصاد عربي ووقف ارتهانه للنفط. وتسعى المملكة، التي كانت تكتفي على مدى عقود بالسياحة الدينية، لاستقطاب 30 مليون سائح سنوياً بحلول 2030.
مشاركة :