الصدر المقاوم يثني على الميليشيات الوقحة

  • 7/31/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الصدر المقاوم يثني على الميليشيات الوقحة مقتدى الصدر يمثل دور مَن لا يفهم ولا يدري ما يحدث حوله لذلك يعتقد أن هناك حربا حقيقية تجري بين الميليشيات التي يطلق عليها تسمية المقاومة وبين القواعد العسكرية التي يُلبسها ثياب الاحتلال. واجهة للفوضى في تعليقه على قرار الرئيس الأميركي جو بايدن بإنهاء المهمات القتالية للقوات الأميركية في العراق يذكر مقتدى الصدر السيادة الوطنية وهيبة الدولة بعد أن يشكر المقاومة ويدعوها إلى الكف عن المقاومة. وهو في ذلك إنما يُشير إلى الميليشيات العراقية الموالية لإيران التي قررت أن تقاتل حتى الموت من أجل تحرير أرض العراق. وهو شعار كاذب. ذلك لأن القوات الأميركية المتبقية في العراق ليست قوة احتلال. فهي لا تُرى ولا تتحكم بقرار سياسي وليس لها أيّ دور في ما يجري من أحداث. كل ما في الأمر أن الإيرانيين قرروا أن يحققوا هدفا في المرمى الأميركي تزامنا مع مباحثات فيينا حول الاتفاق النووي وقد وافق الأميركان على أن يكون ذلك الهدف في العراق. مقتدى الصدر يمثل دور مَن لا يفهم ولا يدري ما يحدث حوله لذلك يعتقد أن هناك حربا حقيقية تجري بين الميليشيات التي يطلق عليها تسمية المقاومة وبين القواعد العسكرية التي يُلبسها ثياب الاحتلال لكي يفسّر من خلالها لجوءه إلى تسمية الميليشيات الوقحة حسب تعبيره بالمقاومة. لا ينتمي الصدر بأيّ حال من الأحوال إلى الطبقة السياسية إلا في حدود المعايير العراقية المتهالكة والرثة التي سمحت بسبب ابتذالها بدخول أميين ومزوّري شهادات وأفاقين ولصوص وفاسدين إلى الحياة السياسية بحيث صار منصب عضو في مجلس النواب متاحا بطريقة تتجاوز ما يحصل عليه المرء من أصوات مشتراة وهو ما يسّره قانون الانتخابات المعتمد. الصدر هو جزء من الحفلة السياسية التي أقامها بول بريمر الحاكم المدني باسم سلطة الاحتلال بعد الغزو الأميركي عام 2003. لم يكن الآخرون أفضل من الصدر أو أكثر كفاءة. في حين أثبت الصدر أنه الأكثر شعبية من بينهم وهو ما يشير إلى بؤس من طراز مختلف يتميز به الشعب العراقي.ففي موازين كل الأمم لا يمكن أن يكون مقتدى الصدر زعيما. الصدر بأي حال من الأحوال لا ينتمي إلى الطبقة السياسية إلا في حدود المعايير العراقية المتهالكة والرثة التي سمحت بسبب ابتذالها بدخول أميين ومزوري شهادات وأفاقين ولصوص وفاسدين إلى الحياة السياسية ولكن زعامته في العراق لا تُناقش ولا جدال فيها. حتى الشيوعيون لا يشكون فيها. لا أريد هنا أن أشير إلى حجم الكارثة. فالشيوعيون العراقيون عبر تاريخهم الممتد إلى أكثر من تسعين سنة لم يمارسوا يوما الدور الذي يليق بالقيم الشيوعية. كانوا تابعين ولا يسرّهم سوى أن يكونوا مضطهدين ويتغنون بالسجون. يذكر الصدر السيادة الوطنية. لم يكن العراق إذاً بلدا مستقلا قبل أن يقرر جو بايدن إنهاء الأعمال القتالية لبضعة آلاف من الجنود الأميركيين الذين لم يغادروا قواعدهم. ذلك البلد الذي حكمه الصدر بالطول والعرض ونهب ثرواته أفقيا وعموديا وخرّب قطاعي الصحة والكهرباء يمينا وشمالا كان ولا يزال فاقدا لسيادته لأسباب لا تتعلق بوجود حفنة من الأميركان في مكان ما منه. لقد عاث مقتدى الصدر فسادا بمؤسسات الدولة بحيث أنه أعلن غير مرة براءته من وزرائه الذين فاحت رائحة فسادهم ولم يعد في الإمكان التستر عليهم. كما أنه أعلن غير مرة عن عدم مسؤوليته عما يفعله أنصاره في مفاصل الدولة. كان الرجل يعرف ما يفعل وكان دائما ومنذ بدء وقوفه في الواجهة السياسية جزءا أساسيا من قوى اللادولة. بل هو المحرك الرئيس لتلك القوى. حيث الفوضى هي موهبته الوحيدة. لدى مقتدى الكثير من الوقت لكي يسخر من الآخرين ويلعب معهم ما دام مطمئنا من أن أحدا لن يزيحه من زعامته لا لشيء إلا لأن طرفي الاحتلال لن يفرطا بنموذج من نوعه يثني الصدر على الميليشيات الوقحة باعتبارها القوة التي أجبرت الأميركان على الانسحاب من الأراضي العراقية. وكل ذلك كلام مضلل يخترقه الكذب من فوق ومن تحت. فهو وقد سبق له وأن جرب حربا مع الأميركان يعرف أنهم قادرون على سحق الميليشيات التي تستهدف قواعدهم وحرمان الإيرانيين من تسجيل أيّ هدف عليهم. غير أنه يعرف أيضا أن ذلك لا يخدم المشروع الأميركي الذي لا يزال قائما في العراق. على السطح هناك ميليشيات إيرانية تقف حائلا دون تطور فكرة الدولة ونضوجها وفي العمق تستمر الأجهزة السرية الأميركية في إدارة شؤون النظام السياسي الذي أقامته عام 2003 وهو نظام يبقي العراق في دائرة التجاذبات الطائفية التي لا يمكن أن تسمح بعودة المجتمع العراقي إلى سويته وهو ما يستفيد منه مقتدى الصدر وسواه من زعماء الطوائف المنصبّين من قبل إدارة الاحتلال المشتركة، الأميركية الإيرانية. فما هو القصد إذاً من الثناء على مقاومة هي ليست مقاومة والحديث عن سيادة لا تزال في علم الغيب؟ بالدرجة الأساس رغب مقتدى الصدر كعادته في أن يُظهر شيئا من دهائه المفترض باعتباره ابن عائلة دينية فيطلب من زعماء الميليشيات بعد أن يغريهم بلقب المقاومة أن يلقوا السلاح ويذهبوا إلى بيوتهم وفي المقابل فإنه يعتقد أنه من خلال تلك الخدعة سيكون عند حسن ظن الأميركان الذين يعرف أنهم باقون إلى الأبد. لدى مقتدى الكثير من الوقت لكي يسخر من الآخرين ويلعب معهم ما دام مطمئنا من أن أحدا لن يزيحه من زعامته لا لشيء إلا لأن طرفي الاحتلال لن يفرطا بنموذج من نوعه يمكن فهم تقلباته باعتبارها واجهة للفوضى التي قُدر للعراق أن يعيشها في ظل غياب الإرادة الوطنية. فاروق يوسف كاتب عراقي

مشاركة :