تعليق الولايات المتحدة بيع الأسلحة لنيجيريا يُهدد بعرقلة جهود مكافحة بوكوحرام

  • 7/31/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عرقل مشرعون أميركيون في الكونغرس صفقة أسلحة لنيجيريا بسبب مخاوف من انتهاكات حكومية محتملة لحقوق الإنسان وهو ما يفتح الباب أمام التأويلات لتداعيات هذه الخطوة على جهود الجيش النيجيري في مكافحة جماعة بوكوحرام المتشددة وبقية التنظيمات الجهادية المتنافسة في البلاد على غرار تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). واشنطن - يُثير تعليق الولايات المتحدة بيع أسلحة لنيجيريا تساؤلات بشأن تداعيات ذلك على جهود القوات النيجيرية في مكافحة جماعة بوكوحرام المتشددة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وذكرت وكالة رويترز نقلا عن ثلاثة مصادر لم تسمها أن المشرعين الأميركيين علقوا اقتراحا لبيع أسلحة بقيمة نحو مليار دولار لنيجيريا بسبب مخاوف من انتهاكات حكومية محتملة لحقوق الإنسان. وقالت المصادر التي طلبت عدم نشر أسمائها إن اقتراح بيع 12 طائرة هليكوبتر هجومية من طراز أيه.أتش – 1 كوبرا من إنتاج شركة بيل ومعدات مرتبطة بها بقيمة 875 مليون دولار تأجل في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب. ويرى مراقبون أنه سيكون لتعليق هذه الصفقة تداعيات على جهود نيجيريا في محاربة جماعة بوكو حرام التي تتنافس مع تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق البلاد وقطاع الطرق المسلحين في شمالها الغربي. نيجيريا تسلمت في الآونة الأخيرة 12 طائرة أميركية من طراز إيه – 29 سوبر توكانو، وهي طائرة يمكنها تحطيم المخابئ لكن تعليق الصفقة قد لا يعيق القدرات العسكرية النيجيرية في بعض المهام. وقال مسؤول حكومي أميركي إن نيجيريا تسلمت في الآونة الأخيرة 12 طائرة من طراز إيه – 29 سوبر توكانو، وهي طائرة يمكنها تحطيم المخابئ وتوفير دعم جوي للمشاة مثل طائرة الهليكوبتر. وتمت هذه الصفقة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2017 وبلغت قيمتها 593 مليون دولار. وفي إطار الممارسة المعتادة، تخطر وزارة الخارجية الكونغرس مسبقا بمبيعات الأسلحة المقترحة بشكل غير رسمي لإعطاء المشرعين فرصة لتعليق المقترحات لإثارة المخاوف. وإذا عارض الكونغرس البيع بعد إخطار رسمي، فيمكنه إصدار تشريع لمنعه. لكن لم تعلق حتى الآن السلطات النيجيرية أو الأميركية عن هذا التعليق. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية “لن نؤكد أو نعلق على مبيعات دفاعية مقترحة حتى يتم إخطار الكونغرس رسميا”. وامتنعت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب عن التعليق. كما امتنع متحدث باسم الرئيس النيجيري محمد بخاري عن التعليق. الكونغرس يُعرقل صفقة الأسلحة لنيجيريا الكونغرس يُعرقل صفقة الأسلحة لنيجيريا واشتكى مسؤولون أميركيون في أكتوبر من استخدام قوات الجيش النيجيري “القوة المفرطة” ضد المدنيين العزل، ودعوا إلى ضبط النفس بعد أن فتح جنود النار على محتجين كانوا يتظاهرون على وحشية الشرطة في لاغوس. وتعرف نيجيريا اضطرابات أمنية متصاعدة مع تزايد هجمات بوكوحرام وداعش المتنافستين على النفوذ، علاوة على صراعات عرقية. ورغم الضربات الموجعة التي تلقتها الجماعة على يد الجيش النيجيري أو تنظيمات جهادية منافسة لها على غرار مقتل زعيمها أبوبكر شيكاو مؤخرا إلا أن تعليق بيع أسلحة للجيش النيجيري قد يعرقل جهوده في مواجهة بوكوحرام وكذلك داعش الذي تنامى نفوذه كثيرا في نيجيريا ومنطقة الساحل عموما. وأسفرت أعمال عنف نفذتها جماعة بوكوحرام منذ عام 2009 عن مقتل أكثر من 20 ألفًا، وتسببت في تشريد الملايين في نيجيريا. ولم تقتصر هجمات الجماعات المتشددة على الداخل النيجيري حيث حاولت بوكوحرام التمدد خارجيا، وبدأت فعليا في تنفيذ هجمات في الدول المجاورة مثل الكاميرون وتشاد والنيجر منذ 2015. وتأسست بوكوحرام في يناير 2002، وتزعم أنها تدعو إلى تطبيق متشدد للشريعة الإسلامية في الولايات كلها، حتى الجنوبية منها ذات الأغلبية المسيحية. ورغم أنها بايعت تنظيم الدولة الإسلامية في 2015 إلا أن حدة الخلافات تزايدت بين بوكوحرام وداعش وهو ما دفع الأخير إلى تنفيذ سلسلة عمليات ضد مسلحي بوكوحرام. نيجيريا تعرف اضطرابات أمنية متصاعدة مع تزايد هجمات بوكوحرام وداعش المتنافستين على النفوذ، علاوة على صراعات عرقية وقُتل مؤخرا زعيم بوكوحرام أبوبكر شيكاو على يد مجموعة نخبوية منتمية لداعش بعد النجاح في اختراق دفاعاته وخيانة عدد من المقربين منه. كما أعدم تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية غرب أفريقيا عشرة من قادة بوكوحرام في حين انضم 30 من الأعضاء البارزين في هذه الجماعة الأخيرة إليه بحسب ما أفادت مصادر قريبة من الاستخبارات وسكان في المنطقة لوسائل إعلامية. وقبل أسابيع باشر تنظيم الدولة الإسلامية عمليات عسكرية في المناطق التي تسيطر عليها جماعة بوكوحرام في غابة سامبيسا. ورغم أن ذلك يُنهك مسلحي بوكوحرام إلا أن تعثر القوات النيجيرية بسبب غياب الدعم اللازم لها سيعطي فرصة للجماعة لالتقاط أنفاسها، علاوة على السماح لتنظيم داعش بالمزيد من التمدد في البلاد التي تشهد كذلك صراعات عرقية. ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :