في الصورة الملتقطة يوم 27 أبريل 2021، عميل يعاين هاتفا ذكيا صيني الصنع في متجر بالعاصمة العراقية بغداد. (شينخوا) بغداد 30 يوليو 2021 (شينخوا) مع انتشار البطالة والفقر بسبب الأزمات الاقتصادية في العراق خلال السنوات الماضية، لجأ بعض الشباب إلى تأسيس مهن جديدة من خلال فتح متاجر متخصصة بالسلع الصينية للاستفادة من الإبداع الصيني في صنع منتجات مبتكرة وخلاقة. في شارع الربيعي أحد أكثر الأسواق ازدحاما في حي زيونة شرقي العاصمة العراقية بغداد كان سيف أبو يوسف البالغ من العمر (29 عاما)، المحاط بالعديد من المنتجات المنزلية الصغيرة، منشغلا في تنظيم وترتيب متجره للبيع بالتجزئة، واستقبال الزبائن وتلبية طلباتهم. كان أبو يوسف في بداية حياته المهنية يرى أنه بحاجة إلى فكرة جديدة لبدء مهنة جيدة تدر عليه بمورد مالي مناسب، إلى أن اكتشف أن متجرا مخصصا لبيع السلع الصينية التي تتميز بمفاهيم إبداعية جديدة سيكون مناسبا للمنافسة في السوق من خلال جذب الزبائن الذين يبحثون عن منتجات مميزة ومتطورة وتلبي متطلبات العصر. وقال أبو يوسف، الذي بدأ مهنته بصورة متواضعة، قبل أن يصبح معروفا في بغداد وبقية المحافظات العراقية، لوكالة أنباء (شينخوا) "بدأت فكرة متجر (قصر التسوق الصيني) في عام 2019 بعد أن شعرت أن السوق بحاجة إلى منتجات جديدة بأفكار فريدة، لذلك حاولت تقديم منتجات غير مألوفة سابقا إلى السوق العراقي". وأكد أبو يوسف بعد أن عرض بعض المنتجات المنزلية العادية، والتي تم تعديلها وتحسينها ببراعة من قبل الشركات الصينية، لجذب الزبائن، على أن وجهة النظر السلبية القديمة تجاه السلع الصينية قد تغيرت بين الزبائن. وشدد على أن البضائع الصينية تتصف بمزايا تتجاوز تلك الموجودة في السلع الأوروبية المماثلة. وأضاف أبو يوسف وهو يراقب حركة الزبائن وتنقلاتهم بفضل جودتها وابتكارها المستمر، فإن البضائع الصينية مكنتنا من غزو السوق العراقية وجعلت العديد من المستهلكين يغيرون نظرتهم القديمة تجاه السلع الصينية ويقبلون على اقتناء المنتجات الصينية. وقام أبو يوسف بوضع لمسات جذابة من الديكور المبهر، الأمر الذي يدفع العديد من المارة للتوقف عند واجهة المتجر لإلقاء نظرة على البضائع الموجودة، والدخول إلى المتجر. دخلت منى، وهي زبونة في العشرينات من عمرها، إلى المتجر بحثا عن منتجات جديدة، وهي تعلم من زياراتها السابقة أنها يمكن أن تجد شيئا جديدا وفريدا في كل مرة. وقالت منى لـ (شينخوا) بعد أن اختارت سماعة بلوتوث صينية الصنع أنا زائر دائم لهذا المتجر، وأشتري دائما من هنا، لأن المنتجات فيه جميلة ومميزة، والأسعار مناسبة، والمنتجات دائما تواكب التطورات التي تحدث خارج العراق. ويعاني العراق من ارتفاع نسبة البطالة والفقر، التي فاقمتها الأزمة الاقتصادية مؤخرا بسبب تفشي جائحة كورونا في العالم، وتبلغ نسبة الفقر وفقا لوزارة التخطيط العراقية نحو 22 بالمائة، في حين تقول منظمات عراقية متخصصة أن نسبة الفقر تقترب من 30 بالمائة، ولا تختلف نسبة البطالة عن ذلك فالبيانات الحكومية تشير إلى أنها نحو 20 بالمائة في حين تشير التقارير غير الحكومية إلى أن النسبة تتجاوز 35 بالمائة. ويعد العراق من الدول الغنية بالنفط والثروات الطبيعية والمعدنية والزراعية، لكن فشل الحكومات المتعاقبة أدخل البلاد في دوامة من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتوقف عمليات التنمية وانتشار الفساد، ما أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة والفقر بين ابناء الشعب العراقي. وفي السياق قال مصطفى خالد (30 عاما) صاحب متجر (البيت الصيني) المخصص لبيع البضائع الصينية في حي الغزالية غربي بغداد" إنه اختار السلع الصينية كبداية لمسيرته المهنية لأنها تحظى بقبول متزايد بين الزبائن العراقيين". ولم يكن لدى خالد الوقت الكافي للتحدث كون متجره كان مليئا بالزبائن وعندما حصل على بعض الوقت قال إن "البضائع الصينية تتميز بالجودة العالية والسعر المعقول، وهما أفضل ميزتين يفضلهما الزبائن". وأضاف خالد، وهو يتحدث بثقة "تحظى السلع الصينية بشعبية لدى العملاء لأن المفهوم الجديد المرغوب في المنتجات المنزلية يأتي دائما من الصين". ومثل أبو يوسف، وخالد، هناك العديد من العراقيين الذين فتحوا متاجر متخصصة بالبضائع الصينية، وهذا الأمر لا يقتصر على العاصمة بغداد، بل لا تكاد تخلو مدينة عراقية من هذه المتاجر.■
مشاركة :