عمان - دفعت المعارك العنيفة في محافظة درعا جنوب سوريا، الأردن اليوم السبت إلى إغلاق مركز جابر نصيب الحدودي بين البلدين كإجراء مؤقت سيصار إلى إلغائه بمجرد عودة الهدوء إلى المنطقة. وتشهد درعا منذ أيام أجواء حرب بين قوات النظام السوري ومسلحين محليين في المنطقة المشمولة باتفاق مصالحة، انهار على وقع مواجهات مسلحة وقصف سوري مكثف لـ"مهد" الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري التي انطلقت قبل عشر سنوات. وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية الأردنية في بيان إنه "سيتم إغلاق معبر جابر الحدودي مؤقتا أمام حركة البضائع والركاب نتيجة لتطورات الأوضاع الأمنية في الجانب السوري"، مضيفا أنه "سيصار إلى إعادة فتح المعبر حال توافرت الظروف الملائمة لذلك". وتدور مفاوضات برعاية روسيا في محافظة درعا جنوب سوريا لوقف الاقتتال بين قوات النظام والمجموعات الموالية لها ومقاتلين محليين، اثر اشتباكات عنيفة قتل فيها 28 شخصا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتعتبر درعا المحاذية لمدينة الرمثا الأردنية (شمال المملكة) مهد الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في 2011 وسرعان ما اتسعت لتشمل باقي المحافظات للمطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد. ورغم توقيع الفصائل المعارضة فيها اتفاق تسوية مع دمشق برعاية روسية إثر عملية عسكرية في عام 2018، إلا أنها تشهد بين الحين والآخر فوضى واغتيالات وهجمات. وكانت عمان أعلنت الأربعاء أنها ستعيد تشغيل مركز جابر نصيب مع سوريا اعتبارا من الأحد بشكل شبه عادي، بعد نحو عام على عمله بشكل محدود في إطار إجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا. وكان الأردن أغلق المركز في 12 أغسطس/اب 2020 بعد تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات بفيروس كورونا بين القادمين من سوريا. وأعيد فتحه لاحقا مع اعتماد قيود تضمنت نظام نقل تبادلي للركاب والبضائع (باك تو باك)، والسماح لعدد محدد بـ150 شخصا يوميا من القادمين إلى الأردن بالعبور، بينما كان المغادرون والقادمون بحاجة إلى موافقة أردنية مسبقة. وكان من المقرر تخفيف القيود بشكل كبير اعتبارا من الأحد وبما يتضمن إلغاء نظام النقل التبادلي والسماح للحافلات بالعبور إلى الجانب السوري والعودة منه وزيادة عدد القادمين والسماح بالمغادرة بدون موافقة مسبقة. ومعبر جابر نصيب هو المعبر الرئيسي بين الأردن وسوريا. وشكل إغلاقه في أبريل/نيسان 2015 بسبب النزاع في سوريا، ضربة موجعة لاقتصاد المملكة التي سجل التبادل التجاري بينها وبين جارتها الشمالية عام 2010 نحو 615 مليون دولار، قبل أن يتراجع تدريجيا بسبب الحرب. وأعيد فتح المعبر خريف عام 2018. وبلغ التبادل التجاري عام 2020 بين الأردن وسوريا 108.7 ملايين دولار، وفقا لأرقام رسمية أردنية. والحدود مع سوريا شريان مهم لاقتصاد الأردن، إذ تصدر عبرها بضائع أردنية إلى تركيا ولبنان وأوروبا وتستورد عبرها بضائع سورية ومن تلك الدول. وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
مشاركة :