أظهر استطلاع للرأي أجرته «البيان» على موقعها الإلكتروني وعلى حسابها في «تويتر» أن أولوية تونس بعد قرارات الرئيس قيس سعيد ضد العبث الإخواني تحصين البيت الداخلي وهو ما ذهب إليه 60% من المستطلعة آراؤهم في الموقع و58.3 في المئة في «تويتر». ولفت مستشار مركز الخليج للدراسات، أشرف حربي، إلى محورين رئيسين؛ المحور الأول مرتبط بأولوية تجميع القوى الوطنية ضد التحالفات المدعومة من الخارج وتنظيم الإخوان، على اعتبار أن ذلك يعد التحدي الأول أمام تونس، وهو مرتبط بأولوية «تنظيف البيت من الداخل من القوى التي لا تريد الخير لتونس». أما المحور الثاني فيتعلق بالمواقف الإقليمية والدولية، ذلك أن ثمة قلقاً من مآلات الوضع في تونس، وسط قلق من جانب الاتحاد الأوروبي - ولا سيما فرنسا - الذي يخشى أن تتحول تونس لمرتع للإرهاب أو منقذ للمتطرفين والميليشيات المسلحة الموجودة في ليبيا، وبالتالي «الجميع ينتظر ما الذي سيفعله الرئيس التونسي في المرحلة المقبلة». ولفت حربي في معرض حديثه لـ«البيان» إلى المساندة العربية لتونس، ودعمها من أجل منع انزلاقها بنفق مظلم، موضحاً في الوقت ذاته أن الرئيس التونسي يسعى للتأكيد على استمرار المسيرة الديمقراطية في تونس، ولكن ليس على حساب الشعب التونسي وحياته واستقراره. تشكيل حكومة بدوره، قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، رخا أحمد حسن، إن أولويات تونس في المرحلة المقبلة مرتبطة بتهيئة الجبهة الداخلية، بعد التطورات الأخيرة، ولا سيما لجهة سرعة تشكيل حكومة جديدة، وتحديد الموقف من البرلمان، وهل ما إن كان سيعود من جديد في 25 أغسطس بعد تجميده مدة شهر، أم سيتم التجميد مرة أخرى. وتحدث رخا، عن أهمية المبادرة التي سبق أن تقدم بها اتحاد الشغل في تونس، والذي دعا إلى حوار وطني تشارك فيه كل فئات الشعب التونسي، ويشرف عليه رئيس الجمهورية، لافتاً إلى أن تونس شهدت حالة استقطاب واسعة في الفترة الأخيرة، ومن الضرورة بمكان أن تدخل الأحزاب والائتلافات المختلفة والشباب في حوار وطني يتم بناءً على مخرجاته تحديد خريطة طريق للمستقبل. من جهته، قال المحلل السياسي محمد التل إن الإخوان في تونس سيطروا على مفاصل الدولة، وأبعدوا التيارات الوطنية ورفضوا التشاركية والرأي الآخر، وهم لم يفهموا العبر والدروس في الدول الأخرى، إذ عاشوا التراجع، هذا السلوك بمجمله أدى إلى توليد حالة من الاحتقان السياسي نتج عنها انهيار اقتصادي وأيضاً صحي. ضبط الإيقاع أما الكاتب السياسي د. حازم القشوع فيؤكد أن سعيد اتخذ قراراً صحيحاً الغاية منه تحصين البيت الداخلي لتونس، وإعادة بناء الدولة حتى تكون بمنأى عن التجاذبات الجيوسياسية. وأوضح القشوع أن هنالك أولويات يجب النظر إليها ودراستها وأخذها بعين الاعتبار، ومن أهمها أن الحالة الداخلية التونسية بها رغبة قوية في إعادة ضبط الإيقاع، ويجب اتخاذ قرارات حاسمة لضبطه، وخاصة أن هنالك دعماً وإسناداً من قبل الولايات المتحدة وفرنسا. علاوة على أهمية التفكر في موضوع كيفية تقديم تونس لذاتها بالهوية الجيوسياسية وأمام الرئيس والقيادات التونسية مهمة صعبة ولكنها في غاية الأهمية لتونس وشعبها. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :