تواجه حركة النهضة الإخوانية عداءً متزايداً من قبل التونسيين بعد عشر سنوات من مشاركتها في الحكم. «فاسدون» و«منافقون» و«كذابون»: بهذه العبارات وصفت غالبية السكان التونسيين الذين التقتهم «فرانس برس» في البلدة القديمة بتونس العاصمة حركة النهضة الإخوانية التي يعتبرونها المسؤولة الرئيسية عن ويلات البلاد في مواجهة أزمة ثلاثية سياسية واجتماعية وصحية. في شوارع المدينة، عبر إسماعيل مازيغ الأربعيني العاطل عن العمل منذ عشر سنوات بحسرة: «لقد قطعوا الكثير والكثير من الوعود، ولكنها كانت في الحقيقة أكاذيب (...) عملوا من أجل مصالحهم الشخصية فقط، لا شيء أكثر من ذلك». وبعد أن كانت النهضة الإخوانية موحّدة حول زعيمها راشد الغنوشي، تعاني الحركة من انقسام داخلي في الوقت الحاضر مع استقالة عدد من كوادرها وتبادل أعضائها الانتقادات على الملأ. وساءت صورة الحركة في مطلع يوليو عندما أصدر أحد قادتها عبد الكريم الهاروني، في ذروة تفشي وباء كوفيد-19، إنذارًا للحكومة لتسريع تعويض ضحايا بن علي. وهو طلب اعتبره كثير من التونسيين في غير محله في ظل الأزمات التي تشهدها البلاد. كما تعرضت الحركة لضربة أخرى الأربعاء، بالإعلان عن فتح تحقيق بالفساد يستهدفها بناء على شبهات بتلقي تمويل أجنبي لحملتها الانتخابية عام 2019.
مشاركة :