على الرغم من إنهائه تعاملات آخر أيام عمل الأسبوع والشهر على انخفاض بنسبة %0.54 ورغم المخاوف من انتشار متحور دلتا في البلاد واضطرار الحكومات المحلية لفرض القيود مرة أخرى على التجمعات ومحال التجزئة، وعلى المطاعم والمقاهي والبارات والمسارح، تمكن مؤشر إس آند بي 500 من إنهاء شهره السادس على التوالي من الارتفاعات، لتبلغ مكاسبه خلال شهر يوليو المنتهي أمس ما يقرب من %2.3. ولم يتخلف مؤشرا ناسداك وداو جونز الصناعي، رغم المخاوف من تباطؤ معدل استعادة الاقتصاد الأميركي لنشاط ما قبل الجائحة، عن تحقيق المكاسب خلال الشهر، حيث ربح الأول 1.2%، بينما جنى الآخر مكاسب تمثل 1.3% من قيمته. ورغم الإعلان يوم الجمعة عن ارتفاع مؤشر أسعار الإنفاق الفردي الاستهلاكي الأساسي، أحد أهم مؤشرات التضخم في الاقتصاد الأميركي، بنسبة 3.5% خلال شهر يونيو المنتهي مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، كان التأثير محدوداً على أسعار الأسهم الأميركية لوجود توقعات سابقة بارتفاع الأسعار بنسب تفوق ما تحقق بالفعل. ومهد قرار لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، المسؤولة عن السياسة النقدية لبنك الاحتياط الفيدرالي، بالإبقاء على معدلات الفائدة على أمواله عند نطاق 0% - 0.25%، والذي تم الإعلان عنه يوم الأربعاء، الطريق أمام الأسهم الأميركية للاستمرار في ارتفاعها الذي بدأته قبل ما يقرب من أربعة عشر شهراً، بعد أن أظهر البنك ارتياحاً لخطوات استعادة الاقتصاد الأميركي لقوته. وأكد بيان البنك بعد الإعلان أن الطريق مازال طويلاً قبل اتخاذ قرار برفع معدلات الفائدة أو البدء في الإيقاف التدريجي لبرنامج التيسير الكمي الذي بدأه البنك أواخر الربع الأول من العام الماضي لضمان توفير السيولة المطلوبة في سوق السندات. ورغم الضغوط التي تسببت فيها شركات التكنولوجيا على المؤشرات الأميركية بسبب عدم تحقيق ما كان منتظراً من نتائج خلال الربع الثاني من العام، ساعدت أسهم شركات الطاقة، التي سجل مؤشرها شهره الثامن من الارتفاعات المتتالية، على تحقيق نتائج إيجابية لأهم المؤشرات الأميركية خلال شهر يوليو. وخلال تعاملات يوم الجمعة، سيطرت خسارة سهم عملاق تجارة التجزئة أمازون 7.2% من قيمته بعد 23 دقيقة فقط من بداية الجلسة، على الأجواء، بعد أن تسببت في خسارة مؤسسها جيف بيزوس 13.5 مليار دولار، ماحيةً ما يقرب من 80% مما حققه من مكاسب على السهم منذ بداية العام، لتستقر ثروته عند 193.6 مليار دولار فقط! وجاء التراجع في سعر السهم على خلفية إعلان الشركة بعد نهاية تعاملات يوم الخميس عدم تحقيق المبيعات المتوقعة، منهيةً حقبة من الارتفاع المذهل في مبيعاتها، والتي بدأت مع انتشار الوباء وصدور أوامر الإغلاق التي فرضت على الملايين البقاء في منازلهم، وكانت الشركة واحدة من أكبر المستفيدين من الجائحة.