وأعشقه يجافيني ربيعا في بساتيني وكم جادت بتحنان بغيث لا يرويني وكم هدهدت أضلعه فكم سامرت تشريني فلا وجع يهدهده ولا فرح يواسيني فإن غبت يحن إلي وإن أدنُ يجافيني فكم أهديته عطرا وحسنا مع رياحيني أنا الهيفاء بنت أبي شموخي منذ تكويني تغار النجم من ألقي أتأتي أنت تطفيني؟ فحين الحب يخذلني وبالهجران ترميني؟ تهادى الورد في صبح فأشجتني رياحيني أحسنت شاعرتنا المبدعة هيفاء محمود السعدي اختيار الموسيقى الشعرية لقصيدتها فجاءت قصيدتها من بحر الوافر المجزوء . عروضها صحيح وضربها معصوب . فهي موسيقى ما أجملها!!! خفيفة على اللسان تصل بسهولة إلى القلب وتفاعيل بحر الوافر التام: مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن= مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن فإذا حذفت تفعيلة واحدة من كل شطر فهذا ما يسمى بالوافر المجزوء وتفاعيل بحر الوافر المجزوء: مفاعلتن مفاعلتن = مفاعلتن مفاعلتن تعالوا معنا نقطع قصيدة شاعرتنا المبدعة هيفاء محمود السعدي وأعشقه {مُفَاعَلَتُنْ} يجافيني{مُفَاعَلْتُنْ} ربيعا في{مُفَاعَلْتُنْ} بساتيني{مُفَاعَلْتُنْ} وكم جادت{مُفَاعَلْتُنْ} بتحنان{مُفَاعَلْتُنْ} بغيث لا{مُفَاعَلْتُنْ} يرويني{مُفَاعَلْتُنْ} وكم هدهد{مُفَاعَلْتُنْ}ت أضلعه{مُفَاعَلَتُنْ} فكم سامر{مُفَاعَلْتُنْ}ت تشريني{مُفَاعَلْتُنْ} فلا وجع{مُفَاعَلَتُنْ} يهدهده{مُفَاعَلَتُنْ} ولا فرح {مُفَاعَلَتُنْ } يواسيني{مُفَاعَلْتُنْ} فإن غبت {مُفَاعَلْتُ}يحن إليْ{مُفَاعَلَتُنْ} وإن أدنُ{مُفَاعَلْتُ} يجافيني{مُفَاعَلْتُنْ} فكم أهديْ{مُفَاعَلْتُنْ}ته عطرا{مُفَاعَلْتُنْ} وحسنا معْ{مُفَاعَلْتُنْ} رياحيني{مُفَاعَلْتُنْ} أنا الهيفا{مُفَاعَلْتُنْ}ء بنت أبي{مُفَاعَلْتُنْ} شموخي من{مُفَاعَلْتُنْ}ذ تكويني{مُفَاعَلْتُنْ} تغار النج{مُفَاعَلْتُنْ}م من ألقي{مُفَاعَلَتُنْ} أتأتي أن{مُفَاعَلْتُنْ}ت تطفيني؟{مُفَاعَلْتُنْ} فحين الحب{مُفَاعَلْتُنْ} بيخذلني{مُفَاعَلْتُنْ} وبالهجرا{مُفَاعَلْتُنْ}ن ترميني؟{مُفَاعَلْتُنْ} تهادى الور{مُفَاعَلْتُنْ}د في صبح{مُفَاعَلْتُنْ} فأشجتني{مُفَاعَلْتُنْ} رياحيني{مُفَاعَلْتُنْ} وقعت الشاعرة في هذين البيتين في الكف: فإن غبت {مُفَاعَلْتُ}يحن إليْ{مُفَاعَلَتُنْ} وإن أدنُ{مُفَاعَلْتُ} يجافيني{مُفَاعَلْتُنْ} والكف هو حذف السابع الساكن{مُفَاعَلْتُنْ}تصير{مُفَاعَلْتُ} كما أنها لم تجزم جواب شرط إن {يجافيني}للضرورة الشعرية . والصواب أن تقول:{ وإن أدنُ يجافني} { يجافني}جواب الشرط مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة . كما أن شاعرتنا لم توفق في البيت: فإن غبت{مُفَاعَلْتُ}يحن إليْ{مُفَاعَلَتُنْ} وإن أدنُ{مُفَاعَلْتُ} يجافيني{مُفَاعَلْتُنْ} فقد وقفت في نهاية الشطر الأول وقفا غير مقبول كما أن الكف فيما أعلم زحاف قبيح وكان يمكن أن تقول: فإن أبعد يحن إليَّ إذ أدنو يجافيني فإن أبعد{مُفَاعَلْتُنْ}يحن إليْ{مُفَاعَلَتُنْ} ي إذ أدنو {مُفَاعَلْتُنْ}يجافيني{مُفَاعَلْتُنْ} ولا تخاف النحو ولا العروض وهناك مقابلة جميلة صنعتها شاعرتنا المبدعة هيفاء محمود السعدي في قولها: فإن غبت يحن إلي وإن أدنُ يجافيني والقصيدة ككل قصيدة جميلة واضحة المعنى جميلة الأسلوب تشكو فيها الشاعرة من مقابلة العشق بالجفاء ..كما تشكو من تشوقه لها وقت بعدها عنه وزهده فيها وقت قربها منه..وهذا يحتاج إلى الحيرة والتعجب من هذا التناقض!!!!!!!! ولكن شاعرتنا المبدعة هيفاء محمود السعدي تشمخ وتصمد وتفخر بنفسها وأبيها وذلك في قولها: أنا الهيفاء بنت أبي شموخي منذ تكويني تغار النجم من ألقي أتأتي أنت تطفيني؟ وهذان البيتان من أجمل أبيات القصيدة . وأعتب على الشاعرة في وقفها على العين في كلمة {مع} فكم أهديته عطرا وحسنا مع رياحيني وكان يمكن أن تقول: فكم أهديته عطرا وحسنا من رياحيني ويمكن أن أهديها نصها بعد المراجعة والتنقيح هكذا: شموخ الهيفاء هيفاء محمود السعدي وأعشقه يجافيني ربيعا في بساتيني وكم جادت بتحنان بغيث لا يرويني وكم هدهدت أضلعه فكم سامرت تشريني فلا وجع يهدهده ولا فرح يواسيني فإن أبعد يحن إليَّ إذ أدنو يجافيني فكم أهديته عطرا وحسنا من رياحيني أنا الهيفاء بنت أبي شموخي منذ تكويني تغار النجم من ألقي أتأتي أنت تطفيني؟ فحين الحب يخذلني وبالهجران ترميني؟ تهادى الورد في صبح فأشجتني رياحيني